
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طــرف بكــى وفــؤاد أن مـن وصـب
والحـال بعـدك مبنـى علـى النصـب
يـا مـن تباعـد عـن عينـي ومسكنه
قلـبي الـذي عـن هـواه غير منقلب
طلبــت قربــك فاشــتدت مــوانعه
وطالمــا منــع المطلـوب بـالطلب
وبــت أرقـب زور الطيـف فاعترضـت
أوامـر السـهد رسـل النوم بالحجب
والـروح تسـأل أرواح الصـبا سحراً
أخبــار طيـب حوشـي بـرده القشـب
والقلــب يطـرب مـا عللتـه بمنـى
إن الأمــانيَّ أســباب إلـى الطـرب
وكلمــا عــن لــي بــرق بـأبرقه
ســـحت جفـــوني بمنهــل ومســكب
سـقيا لطيـب ليالينـا الـتي سلفت
والعيـش رطـب المجاني يانع الرطب
والــدهر فــي غفلات عــن تيقظنـا
لانتهــاز دواعــي الجــد واللعـب
تــدبر مــا بيننـا صـرف العتـاب
يد الألباب صفواً من الآداب لا العنب
مــن كــل منظومـة غـراء تحسـبها
عقـداً مـن الـدر في سلك من الذهب
رقـت وراقـت قـوافي نظمهـا فحكـت
جسـما مـن الراح في ثوب من الحبب
ومـا زجـت لفظها المعنى وقد نسقت
نسـق الفرنـد عـن الهنديـة القضب
كـم للعواصـم فـي قلـبي مـدا أرب
وقلمــا يظفــر الإنســان بــالأرب
حلبــت أشــطر أجفــاني لفرقتهـا
ومــا درت حلــب مـا در مـن حلـب
حتــام اســتنجد الأيـام فـي طلـب
وينهـض العـزم والأقـدار تقعـد بي
لعـل بـؤس الليـالي يقتضـى نعمـا
وقـد يكـون الرضـا في ساعة الغضب
ويعـرب الحـال عـن إعجـام منطقـه
بنجـل سـيفا أميـر العجـم والعرب
هــو الأســد صــوابا والأشـد سـطا
والمســماح نــوالا عــن أب فــأب
لا شــيء أرهــب منـه للقلـوب إذا
مـا سـار فـي جحفل نحو العدا لجب
مـن فـوق الشـهب يـدنو عند وثبته
لممتطيــه منــال السـبعة الشـهب
كــأنه تحــت نقــع يســتثار بـه
بــرق تــألق فـي داج مـن السـحب
نـال العلا ابـن علـي فـوق صـهوته
إن المعـالي منـال السـادة النجب
بنـائل وسـطا هـذا ينوب عن الحيا
ومــن ذاك ينبــو قــاطع النــوب
فلـو رأى مـا يعـاني مـن مـواهبه
معــن لأعيــاه والطـائي لـم يطـب
ولـو رأى مرحـب فـي الحـرب موقعه
والضـرب ولـىّ حليـف الويل والحرب
يـا مـن يفوق البرايا وهو واحدهم
كـالعود مـع أنـه ضـرب مـن الخشب
تهـن بالعيـد واسـلم دائمـا أبدا
مـا عـاد مسـتمتعا بالمجد والحسب
فــي دولــة لا تــداني دلّهـا دول
مذلــة كــل صــعب لا يقــاد أبـي
واسـتبق منـي حسـاماً صـفوى ونقـه
يزهـو وفـي صـفحتيه كـامن العطـب
وامـح الـذي كتبوا عني بما كذبوا
فالسـيف أصـدق أنبـاء مـن الكتـب
صــحيح ودي لــم تســقم طبــائعه
إن الحفيظـة دينـي والوفـا نسـبي
خلقــت لا أعــرف الفحشـاء مكرمـة
ولا أمــازج صــفو الصـدق بالكـذب
ولا يــراب جليســي مــن محــادتي
والغيــر ذو غيــر شـتى وذو ريـب
صــبراً فكـل امـرئٍ يلقـى سـريرته
والبغـي يسـرع بالبـاغين عـن كثب
لا زلـت يـا مـورد العافين توردنا
علا علــى نهــل مــن منهــل عـذب
سـامٍ بـك المجـد لا تـدلو لمقـترب
علا ولــم تخـب عـن الحـاظ مرتقـب
وهــاك بنــت ضـنين فـي تواصـلها
ممنوعــة لســوى دعـواك لـم تجـب
فلاقهـــا بقبـــول تمســي آمنــة
فإنهـا لـم تكـن تخلـو مـن الرهب
ولـم يحـط بعـض وصـف فيـك أجمعها
ولـو أتتـك بمـا فـي سـالف الحقب
إذ عنــك يقصــر ذو حـظ وذو خطـر
وفيــك يعجــز ذو خــط وذو خطــب
حسين بن أحمد بن حسين الجزرى.شاعر، من أهل حلب، أصله من جزيرة ابن عمر، ونسبته إليها، تنقل بين الشام والعراق والروم، ومدح بنى سيفا (أمراء طرابلس الشام) واستقر فى حلب، ثم رحل إلى حماة، فتوفي فيها.له (ديوان شعر - خ)