
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَجِلَــت مِــن عَطــائِكَ الأَنـواءُ
وَتَجَلَّـــت بِنـــورِكَ الظَلمــاءُ
وَاِسـتَجابَت لَـكَ المَمالِـكُ إِذعا
نـاً وَفيهـا عَلـى سـِواكَ إِبـاءُ
أَصـبَحَت فـي يَـدَيكَ وَاِتَّفَقَـت طَو
عــاً عَلَيـكَ القُلـوبُ وَالأَهـواءُ
نَسـَخَ العَـدلُ فـي إِيالَتِكَ الجَو
رَ كَمــا يَنسـَخُ الظَلامَ الضـِياءُ
وَأَهَنـتَ المـالَ العَزيزَ عَلى غَي
رِكَ حَتّـى اِستَوى الثَرى وَالثَراءُ
وَرَمَيــتَ الأَعــداءَ مِنـكَ بِخَطـبٍ
فـــادِحٍ لا تُطيقُـــهُ الأَعــداءُ
وَكَشـَفتَ الغَمّـاءَ عَـن مَـوطِنٍ لَو
لاكَ فيــهِ لَــم تُكشـَفِ الغَمّـاءُ
وَأَطاعَتـــكَ أَرضُ مِصــرٍ وَمِصــرٌ
حيــنَ تُــدعى وَحشــِيَّةٌ عَصـماءُ
وَاِسـتَقادَت بَعدَ الشِماسِ وَقَد أَس
مَعَهـا بِـالعِراقِ مِنـكَ النِـداءُ
وَاِغتَـدَت خِطَّـةُ الصَعيدِ تُذيبُ ال
صـَخرَ أَنفـاسُ أَهلِهـا الصـُعَداءُ
أَنكَحَتهـا بيـضَ الصـَوارِمِ غارا
تُــكَ وَهـيَ العَقيلَـةُ العَـذراءُ
ذَخَرَتهـا لَـكَ اللَيـالي وَكَم حا
مَـت عَلَيهـا مِـن قَبلِكَ الخُلَفاءُ
مَلَكَتهــا يَـداكَ وَاللَـهُ يُـؤتي
مُلكَــهُ مِـن عِبـادِهِ مَـن يَشـاءُ
وَقَضـى اللَـهُ فـي زَمانِكَ أَن يَخ
رُجَ مِنهــا مُلوكُهــا العُظَمـاءُ
أَســلَمَتها ذُلّاً كَمـا صـَنَعَت قَـب
لُ بِأَربـــابِ مُلكِهــا صــَنعاءُ
غـادَرَتهُم فَيئاً يُقـادُ إِلـى با
بِــكَ مِنهُــم نَهــائِبٌ وَســِباءُ
تَصـطَفي وادِعـاً كَـرائِمَ مـا أَب
قَتـهُ ذُخـراً مُلوكُهـا القُـدَماءُ
يـا إِمامـاً أَغنَـت عُلاهُ عَنِ الأَش
عــارِ طَـهَ وَالنَمـلُ وَالشـُعَراءُ
مَـدَحَتهُ السَبعُ المَثاني فَما تَب
لُــغُ غايــاتِ مَـدحِهِ البُلَغـاءُ
أَنـتَ فَليَرغَـمِ العِـدى حُجَّةُ اللَ
هِ وَأَنــتَ المَحَجَّــةُ البَيضــاءُ
أَنتَ حَبلُ اللَهِ الَّذي فازَ مَن أَد
نَتــــهُ مِنـــهُ مَـــوَدَّةٌ وَوَلاءُ
وَأَبـوكَ الَّـذي بَـدَعوَتِهِ فـي ال
مَحـلِ دَرَّت عَلـى البِلادِ السـَماءُ
هُـوَ خَيـرُ الأَنـامِ بَعدَ رَسولِ ال
لَــهُ أَفتَــت بِــذَلِكَ الفُقَهـاءُ
شــَرَفاً شــَيَّدَت مَبـانيهِ قِـدماً
أَوَّلــوكَ المُلــوكُ وَالأَنبِيــاءُ
خَيـرَةُ اللَـهِ فـي الأَنامِ وَأَعلا
مُ الهُــدى وَالأَئِمَّــةُ العُلَمـاءُ
لا يُعَـدُّ الفَخـارُ وَالشـَرَفُ البا
ذِخُ إِلّا لِقَــــــــومِكُم وَالعَلاءُ
لَكُـمُ المَحتِـدُ المُقَـدَّسُ وَالمَـج
دُ القُـدامى وَالغُـرَّةُ القَعسـاءُ
وَمَزايــا مَــآثِرٍ كَالحَصـا يَـن
فَــدُ مِــن دونِ عَـدِّها الإِحصـاءُ
أَنتُــمُ عِــترَةُ النَبِـيِّ وَأَنتُـم
وارِثـــوهُ وَآلُـــهُ الرُحَمــاءُ
مـا اِعتَلَـت هاشـِمٌ وَلا شَرُفَت مَك
كَـــةُ لَـــولاكُمُ وَلا البَطحــاءُ
أَنتُــمُ القـائِمونَ لِلَّـهِ بِـالأَم
رِ وَأَنتُــم فـي خَلقِـهِ الأُمَنـاءُ
أَنتُمُ في الدُنيا هُداةٌ وَفي الأُخ
رى لِمَــن ضــَلَّ ســَعيُهُ شـُفَعاءُ
أَنتُــمُ خَيــرُ مَـن أَقَلَّتـهُ أَرضٌ
وَســَماءٌ وَالنــاسُ بَعـدُ سـَواءُ
رُبَّ يَـومٍ عَلـى العِـدى أَيوَمٍ تَت
لـــوهُ بِالشـــَرِّ لَيلَــةٌ لَيلاءُ
حَســَمَت فيــهِ بِالصــَوارِمِ آرا
ؤُكَ داءَ العَــدُوِّ وَالبَغــيُ داءُ
أَبــرَأَت داءَ صــَدرِهِ وَمَـتى أَع
ضــــَلَ داءٌ فَالمَشـــرَفِيُّ دَواءُ
عــاجَلَتهُ بَهِمَّــةٍ تَســَعُ الـدُن
يـا وَجَيـشٍ يَضـيقُ عَنـهُ الفَضاءُ
هِمَّــةٍ أَزعَجَــت قُلـوبَ الأَعـادي
وَاِطمَــأَنَّت بِعَــدلِها الـدَهماءُ
كـانَ فَتحـاً لِلمُستَضيءِ بِأَمرِ ال
لَــهِ فيــهِ دونَ الأَنـامِ اِبتِلاءُ
مَلِــكٌ تَخضــَعُ الوُجـوهُ إِذا أَش
رَقَ مِـــن نـــورِ وَجهِـــهِ لَألاءُ
مُســتَقِلٌّ عِبــءَ الخِلافَــةِ مِنـهُ
هِمَّـــةٌ لا تَؤودُهـــا الأَعبــاءُ
هاشــِمِيٌّ عَلـى مُحَيّـاهُ مِـن هَـد
يِ النَبِــيِّ اِبــنِ عَمِّـهِ سـيماءُ
لَيــسَ إِلّا لِلَّــهِ أَو لِأَميــرِ ال
مُــؤمِنينَ العُلُــوُّ وَالكِبرِيـاءُ
وَلَقَــد ســَرَّ آنِفــاً ظَفَـرٌ جـا
ءَت عَلــى رِقبَــةٍ بِـهِ الأَنبـاءُ
خَبَـــرٌ طَبَّقَـــت بَشــائِرُهُ الأَر
ضَ فَمِنــهُ الســَرّاءُ وَالضــَرّاءُ
فَهـوَ فـي الرومِ وَالكَنائِسِ رُزءٌ
وَهـوَ فـي الشَأمِ وَالعِراقِ هَناءٌ
وَتُــراهُ فـي سـَمعِ قَـومٍ نَعِيّـاً
وَهــوَ فـي سـَمعِ آخَريـنَ غِنـاءُ
وَقعَـةٌ بِـالثُغورِ أَمسى لِكَلبِ ال
رومِ فيهـا مِـنَ الزَئيـرِ عُـواءُ
غـادَرَتهُ خَوفـاً وَأَكبَـرُ مـا يَر
جوهُ بَعدَ المُلكِ العَقيمِ النَجاءُ
يَـومَ وافـى الخَليجَ حَرّانَ لا يَم
لِـكُ نَقـعَ الغَليـلِ مِنـهُ الماءُ
وَرَمـاهُ عَلـى اللُقانِ اِبنُ مَسعو
دٍ بِنَحــسٍ غَــداةَ جَـدَّ اللِقـاءُ
رَقَّـتِ النَصـرَ حينَ أَوفَت عَلى أَع
وادِهــا فــي بِلادِكَ الخُطَبــاءُ
فَأَمَـــدَتهُ راحَتـــاكَ بِإِمــدا
دِ جُيــوشٍ مِضــمارُهُنَّ الســَماءُ
ناضـَلَت عَنـهُ بِالـدُعاءِ وَيا رُب
بَ أَكُـــفٍّ ســـِلاحُهُنَّ الـــدُعاءُ
لَـم تَعُد عَنهُمُ الظُبا حينَ أَشلا
هــا عَلَيهِــم إِلّا وَهُــم أَشـلاءُ
شــارَفَتهُم زُرقُ الأَســِنَّةِ هيمـاً
وَاِنثَنَــت وَهـيَ بِالـدِماءِ رَواءُ
كَفِلَـــت بيضــُهُ لِأَرضٍ أَغاضــوا
ماءَهـا أَن تَسـيلَ فيها الدِماءُ
أَجــدَبَت عِنـدَ وَطئِهِـم فَسـَقَتهُم
دَيمَــةٌ مِــن دِمــائِهِم وَطفـاءُ
كَيـفَ تُلـوى كَتيبَـةٌ لِبَني العَب
بــاسِ آلِ النَبِـيِّ فيهـا لِـواءُ
أَقسـَمَ النَصـرُ لا يُفـارِقُ جَيشـاً
لَهُـــمُ فيــهِ رايَــةٌ ســَوداءُ
وَيَمينـــاً لِتَملِكَـــنَّ وَشــيكاً
مــا أَظَلَّتـهُ تَحتَهـا الخَضـراءُ
وَلَيــوفي عَلـى أَقاصـي خُراسـا
نَ غَــداً مِنــكَ غــارَةٌ شـَعواءُ
بِجِيــوشٍ تَصــُمُّ مَسـمَعَ أَهـلِ ال
صــينِ مِنهــا كَتيبَــةٌ خَرسـاءُ
رامِيـاً في بِلادِها التُركَ بِالتُر
كِ فَتَغــزو آباءَهــا الأَبنــاءُ
كَـم تُـذادُ الجِيادُ وَهيَ إِلى جَي
حـونَ مِـن بَعـدِ نيـلِ مِصرَ ظِماءُ
إِن تَنــاءى مَزارُهــا فَسـَيُدني
هــا إِلَيــكَ الإِدلاجُ وَالإِســراءُ
لَسـتَ مِمَّـن يَخشـى عَـدُوّاً وَلا تَن
أى عَلَيـــهِ مَســـافَةٌ عَــدواءُ
كُـلَّ يَـومٍ أَنضـاءُ رَكـبٍ عَلى با
بِــكَ مِنهُــم رَكــائِبٌ أَنضــاءُ
وَوُفــودٌ عَلــى وُفــودٍ أَبـادَت
عيســَهُم فـي رَجـائِكَ البَيـداءُ
رُســُلاً لِلمُلــوكِ مـا مَلَكَـت أَم
راً عَلَيهـا مِـن قَبلِـكَ الأُمَـراءُ
تَتَنـافى اللُغـاتُ وَالدينُ وَالأَخ
لاقُ مِنهُــمُ وَالــزِيُّ وَالأَســماءُ
أَلَّفَتهُــم مَـعَ التَباعُـدِ نَعمـا
ؤُكَ حَتّـــى كَـــأَنَّهُم خُلَطـــاءُ
نَزَلـوا مِن جَنابِكَ الرَحبِ في جَن
نَــةِ عَــدَنٍ تُظِلُّهــا النَعمـاءُ
نَــزَعَ الغِـلَّ مِـن صـُدورِهِمُ عِـن
دَكَ جـــودٌ لا يَنبَغــى وَعَطــاءُ
يَتَلاقــــونَ بِالتَحِيَّــــةِ وَالإِك
رامِ لا بُغضــــَةٌ وَلا شــــَحناءُ
لَهُـمُ فـي جِـوارِكَ الأَمـنُ وَالمَع
روفُ عَفــواً وَالبِــرُّ وَالإِحفـاءُ
فَــإِذا فــارَقوا بِلادَكَ ظَنّــوا
أَنَهُــم فــي بِلادِهِــم غُرَبــاءُ
سـُنَّةٌ فـي السـَماحِ ما سَنَّها لِل
نـــاسِ إِلّا آبــاؤُكَ الكُرَمــاءُ
فَـاِبقَ يـا صـاحِبَ الزَمانِ فَأَيّا
مُـكَ فـي مِثلِهـا يَطيـبُ البَقاءُ
آمِــراً يَقتَضـي أَوامِـرَكَ الـدَه
رُ وَيَجـري بِمـا تَشـاءُ القَضـاءُ
فــي نَعيــمٍ لا يَعتَريــهِ زَوالٌ
وَســُرورٍ لا يَقتَضــيهِ اِنقِضــاءُ
أَنـتَ أَعلـى مِن أَن نُهَنّيكَ قَدراً
لِلَّيــالي إِذا ســَلِمتَ الهَنـاءُ
وَاِسـتَمِعها عَـذراءَ ما مُدِحَت قَب
لَــكَ يَومـاً بِمِثلِهـا الخُلَفـاءُ
حُـــرَّةٌ مَحضــَةٌ وَمــازالَتِ الأَش
عــارُ مِنهــا لَقــائِطٌ وَإِمـاءُ
كَالمُـدامِ الشـَمولِ يَحدُثُ في عِط
فِ السـَخِيِّ الكَريمِ مِنها اِنتِشاءُ
فِقَــرٌ يَجتَــدي السـَماحَةَ وَالإِق
دامُ مِنهـا البُخّـالُ وَالجُبَنـاءُ
مِــدَحٌ فيــكَ لـي سـَيَقتَصُّ آثـا
رِيَ فيهـا مِـن بَعـدي الشـُعَراءُ
محمد بن عبيد الله بن عبدالله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو سبط ابن التعاويذي.شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.