
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُبِثُّـكَ مَجـدَ الـدَينِ حالاً سَماعُها
يَشــُقُّ عَلـى الأَمجـادِ وَالكُبَـراءِ
رُزِئتُ بِعَيـنٍ طالَمـا سـَهِرَت مَعـي
لِنَظــمِ مَديــحٍ أَو لِرَصـفِ ثَنـاءِ
خَـدَمتُ بِهـا الآدابَ خَمسـينَ حِجَّـةً
وَأَجهَـدتُها فـي خِدمَـةِ الخُلَفـاءِ
وَكَـم سـَيَّرَت مَدحَ المُلوكِ وَأَوجَبَت
حُقوقـاً عَلـى الأَجـوادِ وَالكُرَماءِ
تَعَطَّــلَ مِنهـا كُـلُّ نـادٍ وَمَجمَـعٍ
وَأَوحَــشَ مِنهـا مُلتَقـى الأُدَبـاءِ
فَلَـو سـاعَدَتني بِالبُكاءِ شُؤونُها
بَكَيــتُ عَلــى أَيّامِهــا بِـدِماءِ
رَمَتنـي يَـدُ الأَيّـامِ فيها بِعائِرٍ
فَبُــدِّلتُ مِنهــا ظُلمَــةً بِضـِياءِ
وَرَنَّقَ عَيشي وَاِستَحالَت إِلى القَذى
مَشـــارِبُهُ عَــن رِقَّــةٍ وَصــَفاءِ
جَفــاءٌ مِـنَ الأَيّـامِ بَعـدَ مَـوَدَّةٍ
وَســَلبٌ مِــنَ الأَيّـامِ غِـبَّ عَطـاءِ
تَنَكَّــرَتِ الــدُنيا عَلَـيَّ فَفَـوَّقَت
إِلَـيَّ سـِهامَ الغَـدرِ بَعـدَ وَفـاءِ
فَأَضـحَت وَقَـد كـانَت إِلَـيَّ حَبيبَةً
وَأَبغَـضُ مـا فيهـا إِلَـيَّ بَقـائي
وَأَعهَـدُها سـِلمي وَيـا رُبَّ زَعـزَعٍ
جَــرَت مِـن مَهَبّـي سَحسـَحٍ وَرُخـاءِ
وَها أَنا كَالمَقبورِ في كِسرِ مَنزِلٍ
ســَواءٌ صــَباحي عِنـدَهُ وَمَسـائي
يَـرِقُّ وَيَبكـي حاسـِدي لِـيَ رَحمَـةً
وَبُعــداً لَهـا مِـن رِقَّـةٍ وَبُكـاءِ
فَيالَـكَ رُزءاً عِـزَّ عِنـدي مُصـابُهُ
أَبيــتُ عَليـهِ مِـن قُبـولِ عَـزاءِ
وَوَاهـاً لِظَهـرٍ مِـن مَشـيبٍ عَلَوتُهُ
وَخَلَّفــتُ أَيّــامَ الشـَبابِ وَرائي
وَيـا خَيـرَ مَن يُدعى لِيَومِ كَريهَةٍ
وَأَكـرَمَ مَـن يُرجـى لِيَـومِ رَخـاءِ
وَمَـن عِنـدَهُ مـا يَبتَغـي كُلُّ آمَلٍ
وَلاجٍ طَريــدٍ مِــن غِنــىً وَغِنـاءِ
وَيـا مُلبِـسَ الدُنيا بِأَيّامِ مُلكِهِ
رِداءَ جَمــــالٍ رائِعٍ وَبَهــــاءِ
وَمَـن ساسَها حَتّى اِطمَأَنَّت وَزانَها
بِعَزمَــــةِ رَأيٍ ثــــاقِبٍ وَرُواءِ
فَضــُلتَ بِآبــاءٍ كِــرامٍ وَسـودَدٍ
قَـــديمٍ وَنَفــسٍ مُــرَّةٍ وَإِبــاءِ
وَأَثَّلـتَ مَجـداً طارِفـاً غَيرَ قانِعٍ
بِمِـــراثِ مَجـــدٍ ســـالِفٍ وَعَلاءِ
وَأَنشـَرتَ عَـدلاً ضـَوَّعَ الأَرضَ ذِكـرُهُ
تَضــَوُّعَ نَشـرِ الـرَوضِ غَـبَّ سـَماءِ
إِذا قيسَتِ الأَنواءُ يَوماً إِلى نَدى
يَــدَيكَ عَــدَدناها مِــنَ البُخَلاءِ
وَأَنـتَ إِذ مـا العامُ ضَنَّت سَماؤُهُ
رَبيـعُ اليَتـامى نَجعَـةُ الفُقَراءِ
أُناديــكَ مَرجُـوّاً لِسـَدِّ خَصاصـَتي
وَمِثلُـكَ مَـن لَبّـى نَـداهُ نِـدائي
وَمـا لِـيَ لا أَدعوكَ في يَومِ شِدَّتي
وَأَنـتَ مُجيـبي فـي زَمـانِ رَخائي
وَمِثلُـكَ مَن أَولى الجَميلَ وَأَفضَلَت
مَــواهِبُ كَفَّيــهِ عَلــى الفُضـَلاءِ
وَأَنـتَ جَـديرٌ بِاِصـطِناعي وَقـادِرٌ
عَلـى حَسـمِ دائي عـارِفٌ بِـدَوائي
وَلا ضــامَني دَهـرٌ وَرَأيُـكَ عُـدَّتي
وَلا خـابَ لـي سـَعيٌ وَأَنـتَ رَجائي
أَتَقطَـعُ فيـكَ الأَرضَ غُـرُّ مَـدائِحي
وَيَقـرَعُ أَبـوابَ السـَماءِ دُعـائي
وَأَخشـى وَرَبعـي فـي جِوارِكَ ضَيعَةً
وَضـيماً إِذاً يـا ضـَلَّتي وَشـَقائي
فَلا عَرَفَــت أَخلاقُـكَ الغُـرُّ جَفـوَةً
وَحاشـا لَهـا مِـن قَسـوَةٍ وَجَفـاءِ
وَلا كَــذَبَت آمــالُ راجٍ أَمامَهـا
شــــَفيعانِ إِخلاصٌ وَصــــِدقُ وَلاءِ
وَيـا اِبنَ الكِرامِ الأَوَّلينَ تَعَطُّفاً
عَلــيَّ فَــإِنّي آخِــرُ الشــُعَراءِ
وَكُن لي إِلى جودِ الخَليفَةِ شافِعاً
أَنَـل حـاجَتي ما كُنتَ مِن شُفَعائي
وَقُـل صالِحاً تُجزى بِهِ صالِحاً غَداً
فَمـا هَـذِهِ الـدُنيا بِـدارِ جَزاءِ
محمد بن عبيد الله بن عبدالله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو سبط ابن التعاويذي.شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.