
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيـا مَولايَ مَجدَ الدينِ يا مَن
إِلَيـهِ وَمنـهُ بَثّـي وَاِشتِكائي
دَعَوتُـكَ مُسـتَجيراً مِـن زَماني
بِجـودِ يدَيكَ فَاِصغُ إِلى دُعائي
أَتَنسـاني وَأَنـتَ كَفيـلُ رِزقي
وَعِنـدَكَ إِن مَرِضـتُ شِفاءُ دائي
وَرَأيُـكَ عُـدَّتي لِغَـدي وَيـومي
وَذَخـري في الشَدائِدِ وَالرَخاءِ
فَيـا مَـولايَ هَـل حُـدِّثتَ عَنّـي
بِــأَنّي مِـن مَلائِكَـةِ السـَماءِ
وَأَنَّ وَظـائِفَ التَسـبيحِ قـوتي
وَمـا أَحيـا عَليهِ مِنَ الدُعاءِ
وَأَنّي قَد غَنيتُ عَنِ الطَعامِ ال
لَـذي هُـوَ مِن ضَروراتِ البَقاءِ
وَهَل في الناسِ لَو أَنصَفتَ خَلقٌ
يَعيـشُ كَمـا أَعيشُ مِنَ الهَواءِ
فَلا فـي جُملَـةِ الأَحـرارِ أُدعى
وَلا بَيـنَ العَبيـدِ وَلا الإِمـاءِ
وَلا أُقصـى كَمـا تُقصى الأَعادي
وَلا أُدنــى دُنُــوَّ الأَولِيــاءِ
فَلا يُجـرونَ ذِكري في رُسومِ ال
صــِلاتِ وَلا دَســاتيرِ العَطـاءِ
فَلا فــي هَــؤُلاءِ إِذا سـَمَحتُم
تَعُـــدُّني وَلا فـــي هَــوئلاءِ
مَـتى أَحكَمـتُ لـي فيكُم رَجاءً
حَلَلتُـم بِالإِيـاسِ عُـرى رَجائي
أَلَـم يَملَأ بَسـيطَ الأَرضِ مَـدحي
وَأَقطـارَ السـَماءِ لَكُـم دُعاءِ
أَلَـم أَنظِم لَكُم دُرَرَ المَعاني
أَلَـم أَنسـُج لَكُم حُلَلَ الثَناءِ
وَهَـل أَحَـدٌ يَقـومُ لَكُم مَقامي
وَيُغنــي فـي مَـديحِكُمُ غِنـاءِ
مَـتى تَجنـي يَدي ثَمَرَ إِمتِداحٍ
ســَقَيتُ غُروسـَهُ مـاءَ الـوَلاءِ
وَلَــولا خِســَّةُ الأَيّـامِ كـانَت
تُبـاعُ عُلـوقُ شـِعري بِـالغَلاءِ
أَمــا لــي فيكُـمُ إِلّا عَنـاءٌ
مُضــافٌ لِلشـَقاءِ إِلـى غَنـاءِ
وَأَثقــالٌ أَهُــدُّ بِهِـنَّ ظَهـري
لَقَــد عَرَّضــتُ نَفســي لِلبَلاءِ
سَعيتُ إِلى الغِنى وَجَهَدتُ نَفسي
فَلَـم أَحصـُل عَلى غَيرِ العَناءِ
فَزالَـت راحَـةُ الفُقَـراءِ عَنّي
وَلَـم أَظفَـر بِعيـشِ الأَغنِيـاءِ
محمد بن عبيد الله بن عبدالله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو سبط ابن التعاويذي.شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.