
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيَطمَــعُ أَن يُســاجِلَكَ السـَحابُ
وَهَـل في الفَرقِ بَينَكُما اِرتِيابُ
إِذا رَوّى الشِعابَ فَأَنتَ تَروى ال
شــُعوبُ بِجــودِ كَفِّـكَ وَالشـِعابُ
يُقِـرُّ لَـكَ الحَواضـِرُ وَالبَـوادي
وَيَشــكُرُكَ المَحــاني وَالهِضـابُ
وَأَنــواءُ الغِمـامِ تَجـودُ غَبّـاً
وَجــودُكَ لا يَغِــبُّ لَـهُ اِنسـِكابُ
وَجــارُكَ لا تُرَوِّعُــهُ اللَيــالي
وَســَرحُكَ لا يَطـورُ بِـهِ الـذُيابُ
إِذا دُعِيَـت نَـزالِ فَأَنتَ لَيثُ ال
شــَرى وَإِذا دَجــا خَطـبٌ شـِهابُ
فَمــا تَنفَــكُّ فـي حَـربٍ وَسـِلمٍ
تَــذِلُّ لِعِــزِّ ســَطوتِكَ الرِقـابُ
تُظِلُّـــكَ أَو تُقِلُّـــكَ ســابِقاتٍ
هَـوادي الطَيـرِ وَالجُردُ العِرابُ
فَيَومـــاً لِلجِيـــادِ مُســَوَّماتٍ
عَلـى صـَهَواتِها الإُِسـدُ الغِضـابُ
وَيَومـــاً لِلحَمـــامِ مُـــرجَّلاتٍ
عَلـى وَجـهِ السـَماءِ لَهـا نِقابُ
خِفــافٌ فــي مَراســِلِها شـِدادٌ
عَلـى ضـَعفِ الرِيـاحِ بِهـا صـِلابُ
لَهــا مِــن كُـلِّ مَهلِكَـةٍ نَجـاءٌ
وَكُـــلِّ تَنوفَــةٍ قَــذفٍ إِيــابُ
إِذا أَوفَــت عَلــى أَرضٍ طَوَتهـا
عَواشـِرُها كَمـا يُطـوى الكِتـابُ
كَــأَنَّ جَـوائِزَ الغايـاتِ مِنهـا
عَلــى أَكتافِهــا ذَهَــبٌ مُـذابُ
تَنــالُ بِجَـدِّكَ الطَلَبـاتِ حَتمـاً
فَليـــسَ يَفوتُهــا مِنهــا طِلابُ
وَتَصــدُرُ عَـن مَراحِلِهـا سـِراعاً
كَمــا يَنقَــضُّ لِلرَجـمِ الشـِهابُ
تَخــوضُ دِمــاءَ أَفئِدَةِ الأَعـادي
فَمِنــهُ عَلــى مَعاصـِمِها خِضـابُ
كَأَنَّــكَ مُقســِمٌ فــي كُـلِّ أَمـرٍ
مَــرومٍ أَن يَليـنَ لَـكَ الصـِعابُ
يُحَصـــِنُها ذُرىً شــَمّاءُ يَعنــو
لَهـا القُلَـلُ الشَوامِخُ وَالهِضابُ
ســَمَت أَبراجُهـا شـَرَفاً فَأَمسـى
إِلـى فَلَـكِ البُـرُجِ لَها اِنتِسابُ
وَأَجرَيَـت العَطـاءَ بِهـا فَأَضـحى
لِجــودِكَ فــي نَواحيهـا عُبـابُ
فَتَحســُدُها النُجـومُ عُلاً وِفَخـراً
وَيَحســُدُ كَـفَّ بانيهـا السـَحابُ
إِذا نَهَـضَ الحَمـامُ بِهـا فَـدونَ
الغَزالَــةِمِن خَوافيهــا حِجـابُ
ســـَواجِعُ يَنتَظِمـــنَ مُغَــرِّداتٍ
حِفافَيهـا كَمـا اِنتَظَـمَ السَحابُ
كَــأَنَّ آعـالي الشـُرُفاتِ مِنهـا
غُصــونُ أَراكَــةٍ خُضــرٌ رِطــابُ
إِذا خـافَت بُغـاثُ الطَيـرِ يَوماً
كَواســِرَها يِخَوِّفُهــا العُقــابُ
فِــداؤُكَ كُــلُّ نِكــسٍ لا عِقــابٌ
لِمُجتَـــرِمٍ لَـــديهِ وَلا ثَــوابُ
قَصــيرِ البــاعِ لا جـودٌ يُرجـىَّ
بِمَجلِســـِهِ وَلا بَـــأسٌ يُهـــابُ
تُسـالِمُ مَـن يُحـارِبُهُ المَنايـا
وَتَرحَــمُ مَــن يُـؤَمِّلُهُ السـَرابُ
بَعَثــتُ إِلَيــكَ آمــالاً عِطاشـاً
كَمـا سـيقَت إِلى الوِردِ الرِكابُ
عَــدَلتُ بِهِــنَّ عَـن ثَمَـدٍ أُجـاجٍ
إِلــى بَحــرٍ مَــوارِدُهُ عِــذابُ
يُطـارِحُ جـودُهُ شـُكري فَمِنّـي ال
ثَنــاءُ وَمِـن مَـواهِبِهِ الثَـوابُ
فَـتىً أَمسـى لَـهُ الإِحسـانُ دَأباً
وَمـا لـي غيـرَ شـُكرِ نَداهُ دابُ
لَــهُ ســِجلانِ مِــن جـودٍ وَبـأسٍ
وَفـــي أَخلاقِــهِ شــُهدٌّ وَصــابُ
فَـــذابِلُهُ وَوَابِلُـــهُ لِحَـــربٍ
وَجَــدبٍ حيــنَ تَســأَلُهُ جَــوابُ
يُريـكَ إِذا اِنتَـدا لَيثاً وَبَدراً
لَــهُ مِــن دَســتِهِ فَلَـكَ وَغـابُ
دَعوتُـكَ يـا عِمـادَ الـدينِ لَمّا
أَضــاعَتني العَشـائِرُ وَالصـَحابُ
وَأَسـلَّمَني الزَمـانُ إِلـى هُمـومٍ
يَشـيبُ لِحَمـلِ أَيسـَرِها الغُـرابُ
وَأَلجَـأَني إِلـى اِسـتِعطافِ جـانٍ
أُعـــابِتُهُ فَيُغريــهِ العِتــابُ
صــَوابي عِنـدَهُ خَطَـأٌ فَمَـن لـي
بِخـــلٍ عِنــدَهُ خَطــاي صــَوابُ
إِلـى كَـم تَمضـغُ الأَيّـامُ لَحمـي
وَيَعرُقُنــي لَهــا ظُفُــرٌ وَنـابُ
تُقـــارِعني خُطـــوبٌ صــادِقاتٌ
وَتَخـــدَعُني مَواعيـــدٌ كِــذابُ
فَكَيـفَ رَضـيتُ دارَ الهَـونِ داراً
وَمِثلـــي لا يُرَوِّعُــهُ اِغتِــرابُ
مُقيمــاً لا تَخُـبُّ بـي المَطايـا
وَلا تَخــدي بِآمــالي الرِكــابُ
كَــأَنَّ الأَرضَ مـا اِتَسـَعَت لِسـاعٍ
مَناكِبُهـــا وَلا لِلــرِزقِ بــابُ
لَحـى اللَـهُ المَكاسِبَ وَالمَساعي
إِذا أَفضـى إِلـى الضَرَعِ اِكتِسابُ
أَفِـق يـا دَهـرُ مِن إِدمانِ ظُلمي
وَإِعنــاتي فَقَــد حَلِـمَ الإِهـابُ
مَـتى اِسـتَطرَقتُ نائِبَـةً فَعِنـدي
لَهــا صــَبرٌ تَليــدٌ وَاِحتِسـابُ
تَنَــوَّعَتِ المَصــائِبُ وَالرَزايـا
وَأَمــري فــي تَقَلُّبِهــا عُجـابُ
بِعـــادٌ وَاِقتِــرابٌ وَاِجتِمــاعٌ
وَتَفريـــقٌ وَوَصـــلٌ وَاِجتِنــابُ
وَكُــلُّ رَزيَّــةٍ مــادام عِنــدي
أَبـو نَصـرٍ يَهـونُ بِهـا المُصابُ
فَــتىً فــي كَفِّــهِ لِلـذَبِّ عَنّـي
حُســـامٌ لا يُفَــلُّ لَــهُ ذُبــابُ
خِضـــَمٌّ لا تُضَعضــِعُهُ العَطايــا
وَعَضـــبٌ لا يُثَلِّمُـــهُ الضــِرابُ
لَــهُ وَالســُحبُ مُخلِفَــةٌ جِفـانٌ
مُذَعذَعَـــةٌ وَأَفنِيَـــةٌ رِحـــابُ
فَــدونَكَ مُحصــِناتٍ مِـن ثَنـائي
نَواهِــدَ لَــم تُــزَنَّ وَلا تُعـابُ
ثَنــاءٍ مِثـلِ أَنفـاسِ الخُزامـي
أَرَبَّ عَلــى حَواشــيهِ الرَبــابُ
صـــَريحٌ لا يُخـــالِطُهُ رِيـــاءٌ
بِمَــدحٍ فـي سـِواكَ وَلا اِرتِيـابُ
تَـزورُكَ فـي المَواسِمِ وَالتَهاني
بِمَــدحِكَ غــادَةٌ مِنهــا كِعـابُ
محمد بن عبيد الله بن عبدالله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو سبط ابن التعاويذي.شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.