
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـل عنـد مـن عندهم برئي وأسقامي
علــم بــأن نــواهم أصــل آلامـي
وأن قلــبي وجفنــي بعــد بعـدهم
ذا دائم وجــده فيهــم وذا دامـي
بـانوا فبـان رقـادي يـوم بينهـم
فلســت أطمــع مــن طيـف بإلمـام
كتمـت شـأن الهوى يوم النوى فنما
بســـره مـــن جفــوني أي نمــام
كــانت ليــالي بيضـاً فـي دنـوهم
فلا تســل بعـدهم عـن حـال أيـامي
ضـنيت وجـداً بهـم والناس تحسب بي
ســقماً فـأبهم حـالي عنـد لـوامي
وليـس أصـل ضـنى جسمي النحيل سوى
فـرط اشـتياقي إلى لقيا ابن تمام
مـولىً مـتى أخـل مـن بـرؤ برؤيته
خلـــوت منــه بأشــجان وأســقام
نــأى ورؤيتــه عنــدي أحـب إلـي
قلبي من الماء عند الحائم الظامي
وصــد عنــي ولــم يسـأل بجفـوته
عـن هـائم دمعـه مـن بعـده هـامي
يـا ليـت شـعري ألـم يبلغه أن له
أخـاً بمصـر ضـعيف الجسـم مـذ عام
مــا كــان ظنـي هـذا فـي مـودته
ولا الحـديث كـذا عـن سـاكن الشام
يـا غائبـاً داره قلـبي ولـو هجعت
عينــي لأدنتــه منـي رسـل أحلامـي
أصبحت بعد اشتطاطي في الحقيقة من
لقيــاك أخــدع آمــالي بأوهــام
هـذا ولـم يبـق لـي فـي لـذة أرب
إلا اجتمــاعي بأصــحابي وألزامـي
وإن هــم خلفــوني مفـرداً ونـأوا
وافيــت أســهر أجفــاني لنــوام
وأيــن نيــل مرامـي مـن لقـائهم
ضـاق الزمـان وهيـاً سـهمه الرامي
ولــت بشاشــة أيـامي فلـو عرضـت
علــي أعرضــت عنهـا غيـر مسـتام
هـل بعـد سـبعين لي إلا التأهب من
أجــل الرحيــل بإســراج وإلجـام
النـاس يرجـون مـا قـد قدموا لغدٍ
والخـوف مـن سـوء مـا قدمت قدامي
ولسـت أرجـو سـوى عفـو الإلـه وأن
ألقـى السـلامة فـي الأخـرى بإسلامي
بلـى وحـب الـذي أرجـوه يشـفع لي
غــداً إذا جئتــه أســعى بآثـامي
فاذكر أخاك بظهر الغيب وادعوا له
فـأنت فـي نفسـه مـن خيـر أقـوام
لعــل يجمعنــا فــي دار رحمتــه
مـن عفـوه فـوق إسـرافي وإجرامـي
عليـك منـي سـلام اللـه ما ابتسمت
أزاهر الروض من دمع الحيا الهامي
محمود بن سلمان بن فهد بن محمود الحنبلي الحلبي ثم الدمشقي، أبو الثناء شهاب الدين.أديب كبير، استمر في دواوين الإنشاء بالشام ومصر نحو خمسين عاماً، ولد بحلب، وولي الإنشاء في دمشق، وانتقل إلى مصر، فكتب بها في الديوان، وعاد إلى دمشق، فولي كتابة السر نحو ثماني سنين إلى أن توفي بها، وكان شيخ صناعة الإنشاء في عصره، ويقال: لم يكن بعد القاضي الفاضل مثله، وهو إلى ذلك شاعر مكثر.له تصانيف، منها: (ذيل على الكامل لابن الأثير - خ)، و(أهنى المنائح في أسنى المدائح - ط)، و(الذيل على ذيل القطب اليونيني)، و(مقامة العشاق)، و(منازل الأحباب ومنازه الألباب - خ)، و(حسن التوسل إلى صناعة الترسل - ط)، وكان يكتب التقاليد الكبيرة والتواقيع بديهة من غير مسودة، وقد جمع منها بعض الفضلاء مجلدين، قال ابن حجر: إن قصائد الشهاب تدخل في ثلاثين مجلدة، ونثره لو جمع لبلغ مثلها.