
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن مــن تهـواه قـد ظعنـا
فانـــدب الأطلال والــدمنا
واخـدع القلـب الذي صحبوا
وخــداع النــافرين عنــا
واسـل عـن طيب الحياة فقد
صــرت لا قلبــاً ولا ســكنا
لا تقـل أرجـو الإيـاب فكـم
نــازح بعـد البعـاد دنـا
فهــو دهــر كـان ملتهيـاً
عنكـــم والآن قــد فطنــا
جيـــرة واللـــه بعــدهم
لــم أجـد حسـناً ولا حسـنا
ســـلبوا روحــي فليتهــم
عوضـــوني عــودهم ثمنــا
ودروا أنــي أمــوت بهــم
فكســوني بالضــنا كفنــا
ما على الحادي العجول بهم
حــرج لــو يحبـس البـدنا
فعســـــى روح معلقـــــة
بهــم أن تــذكر الوطنــا
قلـت للبـدر المنيـر وقـد
غـاب مـن أربـى عليـه سنا
غـب أو اطلـع إن أردت فما
فيـك لـي عـن من فقدت غنى
أنبـأتني الشـمس عنـه وعن
بــدرها إذ غـاب واقترنـا
نحــن كنــا إخــوة شـرفاً
فأصــاب الــدهر أحســننا
وســـألت الــدوح بعــدهم
هــل أمــالت نسـمة غصـنا
أو تمشـــت فــي خمــائله
ذات طــوق تبعــث الشـجنا
أو ســقاه الطــل مضـطجعاً
فلـــوى أعطـــافه وثنــى
قـال لـي ذاك النسـيم نأى
مـذ تنـاءوا والغمـام ونى
وعيــون النـور قـد رمـدت
وغنــاء الـورق عـاد عنـا
فـــإذا ملنـــا فلا طــرب
بــل لأن الـورق نحـن لنـا
ســادتي هــل بعـد بعـدكم
ترجـــع الأيــام تجمعنــا
أرتجـي واليـأس يهـزأ بـي
أن يضــم الــدهر ألفتنـا
وضــــلال الحـــب غـــادر
لـي فيكـم بعد المنون منى
إن قضــى صــب يهيـم علـي
فقــد أحبـاب نـأوا فأنـا
فســـقاكم كـــل ســـارية
مـن دمـوعي تخجـل المزنـا
محمود بن سلمان بن فهد بن محمود الحنبلي الحلبي ثم الدمشقي، أبو الثناء شهاب الدين.أديب كبير، استمر في دواوين الإنشاء بالشام ومصر نحو خمسين عاماً، ولد بحلب، وولي الإنشاء في دمشق، وانتقل إلى مصر، فكتب بها في الديوان، وعاد إلى دمشق، فولي كتابة السر نحو ثماني سنين إلى أن توفي بها، وكان شيخ صناعة الإنشاء في عصره، ويقال: لم يكن بعد القاضي الفاضل مثله، وهو إلى ذلك شاعر مكثر.له تصانيف، منها: (ذيل على الكامل لابن الأثير - خ)، و(أهنى المنائح في أسنى المدائح - ط)، و(الذيل على ذيل القطب اليونيني)، و(مقامة العشاق)، و(منازل الأحباب ومنازه الألباب - خ)، و(حسن التوسل إلى صناعة الترسل - ط)، وكان يكتب التقاليد الكبيرة والتواقيع بديهة من غير مسودة، وقد جمع منها بعض الفضلاء مجلدين، قال ابن حجر: إن قصائد الشهاب تدخل في ثلاثين مجلدة، ونثره لو جمع لبلغ مثلها.