
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مِـن عَـذيري فيـهِ وَهَـل مِن عَذيرِ
فـي هَـوى مُخطَـفِ القَـوامِ غَريـرِ
فــــاتِرٍ لَحظُـــهُ وَأَيُّ غَـــرامٍ
هـاجَ لـي مـا بِلَحظِـهِ مِـن فُتورِ
بِـأَبي الأَسـمَرُ الغَريـرُ وَقَـد با
تَ عَلــى غِــرَّةِ الوُشـاةِ سـَميري
بِـتُّ مِـن خَـدِهِ وَمِـن ثَغـرِهِ المَع
ســولِ مــا بَيـنَ رَوضـَةٍ وَغَـديرِ
يَمـزُجُ الكَـأسَ لـي بِمـاءِ رُضـابٍ
كَجَنــا النَحـلِ شـيبَ بِالكـافورِ
زارَنـي بَعـدَ هَجعَـةٍ يَمسـَحُ الرَق
دَةَ عَــن جَفــنِ عَينِـهِ المَـزرورِ
كاسـِرٌ مُقلَتَيـهِ وَاللَيـلُ قَـد أَد
بَــرَ فــي فَـلِ جَيشـِهِ المَكسـورِ
قُلـتُ قُـم فَاِصبَحِ النَدامى عَروساً
عُمِّـرَت فـي الـدِنانِ عُمرَ النُسورِ
مِـن تُـراثِ المُلوكِ صارَت إِلى كِس
رى قَــديماً عَــن جَـدِّهِ أَردَشـيرِ
وَاِلـقَ بَـردَ الشـِتاءِ مِنها بِنارٍ
وَاِرمِ جُنــحَ الظَلامِ مِنهـا بِنـورِ
وَاِسـقِني بِالصـَغيرِ مِنها فَما أَب
قـى الهَـوى فِـيَّ فُضـلَةً لِلكَـبيرِ
يـا مُـديرَ الكُـؤوسِ مِن طَرفِهِ ال
فَتّـان رِفقـاً بِالشـارِبِ المَخمورِ
لا يَبِــت قَلبُــكَ الخَلِـيُّ بِمـا بِ
تُ أُعــاني مِــن لَوعَــةٍ وَزَفيـرِ
أَنـا حَكَّمـتُ لَحـظَ عَينَيـكَ فَاِحكُم
فــي دَمــي غَيــرَ آثِـمٍ مَـأزورِ
يـا نَـديمي وَقَـد تَبَرَّمـتُ بِالنَش
وَةِ حَتّــى مَلِلــتُ كَـأسَ المُـديرِ
شــَيَّبَت لِمَّــتي شــَوائِبُ دَهــري
وَاِســتَرَدَّت عارِيَّــةَ المُســتَعيرِ
وَتَعَوَّضـــتُ لَيـــلَ هَــمٍّ طَويــلٍ
بَــدَلاً مِــن زَمــانِ لَهـوٍ قَصـيرِ
أَنكَـرَ الغانِيـاتُ عَهـدي وَما أَن
كَـــرنَ مِنّــي بَيــاضَ القَــتيرِ
فَتَقَنَّعـــتُ بِاليَســـيرِ مِــنَ ال
وَصـلِ وَمـا كنُـتُ قانِعاً بِاليَسيرِ
بِخَيـالٍ فـي الطَيـفِ مِنهـا كَذوبٍ
وَبِــزَوزٍ مِــن وَعــدِها مَغــزورِ
قَـد تَقَضـّى عَصـرُ الخَلاعَـةِ وَاللَه
وِ فَــأَهلاً بِالشــَيبِ وَالتَــوقيرِ
فَنَضــَوتُ الصــِبى وَأَلقَيــتُ لِلأَي
يـامَ عَـن عـاتِقي رِداءَ السـُرورِ
قَلَّصــَت صــُحبَةُ الحَــوادِثِ وَالأَي
يـامَ مِـن ذَيـلِ سـُترَتي المَجرورِ
وَلَقَـد رَدَّ نَضـرَةَ العَيـشِ لـي مُق
تَبِــلٌ مِــن زَمــانِ عَـدلٍ نَصـيرِ
فـاضَ فيـهِ النَدى وَدَرَّ عَلى العا
فيـنَ سـَحّاً خَلـفُ العَطاءِ الغَزيرِ
وَضــَفا سـابِغاً عَلـى أَهلِـهِ ظِـل
لُ إِمـــامٍ بِالمَكرُمــاتِ جَــديرِ
فَأَنــا اليَـومَ مِـن مَـواهِبِهِ أَر
فُــلُ فــي ثَــوبِ غِبطَـةٍ وَسـُرورِ
وَعَــذارى القَريــضِ بَعـدَ كَسـادٍ
عُــدنَ مِنهُــنَّ غالِيـاتِ المُهـورِ
وَلَقَــد عِشـتُ بُرهَـةً بَيـنَ أَبنـا
ءِ زَمــاني كَالمَســجِدِ المَهجـورِ
فَكَـــأَنّي أَعلَقــتُ كَفِّــيَ لَمّــا
أَن تَعَلَّقتُـــهُ بِرُكنَـــي ثَــبيرِ
نَصـَرَ اللَـهُ دينَـهُ مِن أَبي العَب
بــاسِ بِالناصـِرِ الأَبِـيِّ الغَيـورِ
وَحَمـــى غابَــةَ الخِلافَــةِ وَالإِس
لامِ مِنــهُ بِلَيــثِ غــابٍ هَصــورِ
مَلِـكٌ يَشـتَري القَليـلَ مِـنَ الحَم
دِ بِمَعروفِــهِ الجَزيــلِ الكَـثيرِ
وَيُغـالي مُخـاطِراً فـي هَوى السو
دَدِ وَالمَجــدِ بِـالنَفيسِ الخَطيـرِ
هاشــِمِيٌّ مُؤَيَّــدُ الـرَأيِ وَالنُـط
قِ جَميعــاً وَالعَــزمِ وَالتَفكيـرِ
مَـورِدُ الـبيضِ وَالأَسـِنَّةِ في الرَو
عِ ظِمـاءً مـاءَ الطُلـى وَالنُحـورِ
طـاعِنُ الفـارِسِ المُدَجَّـجِ بِـالرَأ
يِ وَمُــردي الكَمِــيِّ بِالتَــدبيرِ
كَــم أَبــاحَت جُيوشــُهُ وَسـَرايا
هُ بِـبيضِ الغُمـودِ بيـضَ الخُـدورِ
وَرَأَينـا مـا كـانَ مِن جَدِّهِ المَن
صـورِ يُـروى عَـن جَـدِّهِ المَنصـورِ
مِـن فُتـوحِ المَعاقِـلِ المُشـمَخِرّا
تِ بِــبيضِ الظُـبى وَسـَدِّ الثُغـورِ
وَاِقتِنــاصِ الأَعــداءِ بِالأَعوَجِيّـا
تِ المَـذاكي وَالمُرهَفـاتِ الذُكورِ
وَقِيـامِ اللَيلِ الطَويل يُناجي ال
لَــهَ فـي جُنحِـهِ وَصـَومِ الهَجيـرِ
يــا إِمامــاً بِهَـديِهِ فَـرَّقَ الأُم
مَـــةُ بَيــنَ الحَلالِ وَالمَحظــورِ
وَبِــهِ يُرتَجـى النَجـاةُ إِذا حُـص
صـِلَ يَـومَ الحِسابِ ما في الصُدورِ
أَنـتَ رَبُّ الزَمـانِ تَجـري بِتَصـري
فِــكَ فــي أَهلِـهِ يَـدُ المَقـدورِ
وَاللَيــالي خَــوادِمٌ لَــكَ وَالأَي
يـامُ فَاِحكُم حُكمَ العَزيزِ القَديرِ
أَنــتَ لِلـدينِ خَيـرُ مُسـتَخلَفٍ را
عٍ وَلِلمُـــؤمِنينَ خَيـــرُ أَميــرِ
أَنـتَ عَـونُ القَليـلِ نَصّارَةُ المَظ
لـومِ غَـوثُ المُستَصـرِخِ المُستَجيرِ
أَنـتَ فـي الـرَوعِ كاسـِرٌ كُلَّ جَبّا
رٍ وَفــي الأَرضِ جــابِرٌ لِلكَســيرِ
رُبَّ يَـومٍ جَهـمِ الثَرى قاتِمِ الجَو
وِ عَبــوسٍ عَلـى العِـدى قَمطَريـرِ
سـِرتَ فيـهِ تُطـوى لَكَ الأَرضُ وَالأَم
لاكُ حَـــولَي لِــوائِكَ المَنشــورِ
يَفـرَقُ اللَيـلُ مِـن مَواكِبِكَ السو
دِ وَيَعنـو وَجـهُ النَهـارِ المُنيرِ
فـي خَميـسٍ مَجـرٍ يُغَمغِـمُ بِـالتَه
ليـــلِ أَبطـــالُهُ وَبِــالتَكبيرِ
وَأُسـودٍ مِـن غِلمَـةِ التُـركِ لا تَأ
لَــفُ إِلّا غيـلَ القَنـا المَشـجورِ
يُنحِلـونَ البُـدورَ حُسـناً وَإِن خا
ضوا وَغى ناحَلوا القَنا بِالخُصورِ
كُـلُّ ذِمـرٍ كَالظَبيِ يَسفِرُ في الكَر
رَةِ عَـــن ذِئبِ رَدهَـــةٍ مَــذعورِ
مُستَســِلٍّ غِــرارَ أَخضــَرَ كَـالرَو
ضـــَةِ مــاضٍ مُســتَلئِمٍ بِغَــديرِ
مِـن لُيوثِ الشَرى إِذا دارَتِ الحَر
بُ وَفـي السـِلمِ مِن ظِباءِ الخُدورِ
فَالعِـذارُ الطَريـرُ فـي خَـدِّهِ أَف
تَــكُ مِــن حَـدِّ سـَيفِهِ المَطـرورِ
شــَبِعوا مِنــكَ شـِمَّرِيّاً يَـرى أَن
نَ المَعــالي بِالجِـدِّ وَالتَشـميرِ
فَجَــزاكَ الإِلَــهُ أَفضـَلَ مـا جـا
زى إِمامـاً عَـن سـَعيِهِ المَشـكورِ
يا اِبنَ خَيرِ الأَنامِ بَعدَ رَسولِ ال
لَــهِ مِــن خَيــرِ مَعشـَرٍ وَنَفيـرِ
خَلَـفَ الأَنبِيـاءِ جيـرانِ بَيـتِ ال
لَـهِ ذي الحُجـبِ دونَـهُ وَالسـُتورِ
مَعشــَرٌ حُبُّهُــم وَطــاعَتُهُم حِــص
نٌ لَنـا مِـن عَـذابِ نـارِ السَعيرِ
مَـدحُهُم في المَعادِ ذُخري إِذا أَف
لَســتُ مِــن كُـلِّ مُقتَنـىً مَـذخورِ
وَهُــمُ شــيعَتي الكِـرامُ وَأَنصـا
ري إِذا قَـلَّ فـي الأَنـامِ نَصـيري
لَهُــمُ غــارِبُ الخِلافَــةِ وَالـذُر
وَةُ مِـــن كُــلِّ مِنبَــرٍ وَســَريرِ
هِمَــمٌ كَــالنُجومِ زُهــرٌ عَــوالٍ
وَوُجـــوهٌ وَضـــّاحَةٌ كَالبُـــدورِ
وَحُلـــومٌ مِثــلُ الجِبــالِ رَواسٍ
وَأَكُــــفٌّ فَيّاضـــَةٌ كَـــالبُحورِ
جِئتَ تَتلــوهُم فَـأَبطَلتَ قَـولَ ال
نـــاسِ لَــم يُبــقِ أَوَّلٌ لِأَخيــرِ
فَـاِبقَ يـا صـاحِبَ الزَمـانِ بَقاءً
أَبَــدِيّاً يُفنــي بَقـاءَ الـدُهورِ
وَتَمَـلَّ الشـَهرَ الَّذي لَكَ في النا
سِ مِـنَ الفَضـلِ ما لَهُ في الشُهورِ
كُــلَّ يَــومٍ يُنيــخُ أَنضـاءَهُ وَف
دُ التَهـاني فـي رَبعِـكَ المَعمورِ
محمد بن عبيد الله بن عبدالله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو سبط ابن التعاويذي.شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.