
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وزفّـــة اللَّيْــلِ بلا مُمَاثِــل
تزيّنــتْ بالشــَّمْعِ والمَشـاعِل
ولعبـتْ أَنْوَارُهـا مـع الرّياحْ
حتّى رأيتَ اللَّيْلَ صارَ كالصَّباحْ
ووَقــدُوا لِحُســْنِهَا المَـدِيْنَهْ
وأَصـبحَتْ كَمِثْـل يَـوْمِ الزِّيْنَـهْ
والطّبـلُ دقَّ والنَّفيـرُ قد زَعَقْ
وزامِـرُ الأفـراحِ بـالزَّمْرِ نَطقْ
ووقـــدت عـــرائسُ الســُّقاة
وكــلّ حمــلٍ حَســنِ الصــّفاتِ
وكـم حُبـوشٍ بـالطُّبولِ راقِصـهْ
وسـائر الخلـق إلَيْهـا شاخِصَهْ
وانظُــرْ لأحمـالِ الخريزاتيَّـهْ
فإنّهــــا مُشـــرقةٌ ســـَنِيَّهْ
وكــم كـذَا رأَيـتُ مـن جَنِيْـبِ
جَعَلْـتُ مَـدْحي فيـه مِـن نَصِيْبِي
وكــم لَبُــوسٍ طُــرّزَتْ بمحمـلِ
ورُصــــّعت بِجَـــوْهَرٍ مُكَلّـــل
وكــم بهـا رأيـتُ مـن سـهيرِ
اســكفه مــن خـالصِ الإكسـير
يخـدم فـي الزَّفَّةِ من غير مَللْ
وأبـذلَ المجهـودَ والشَّمْعَ حَمَلْ
كــم شــمعةٍ تضـيء بـالأَنوار
تَرْجُـح فـي الميزانِ عن قنطارِ
مشــعولة الأَحشـاء بـالنِّيرانِ
تـذوبُ مـن وَجْـدٍ ومـن أَشـجانِ
تقـولُ يـا مَـن خُـصَّ بالمعالي
جِسـْمي يـذوبُ والفُـؤادُ سـَالي
كــوردةٍ علــى قضــيبٍ رُكّبَـتْ
وبالضــّياءِ والسـَّناءِ أَشـْرَقَتْ
أو أَعْمُــدٍ مــن خـالصِ البِلاّرِ
أَحشــاؤُها مشــعولةٌ بالنَّـارِ
أو عاشـقٍ أَسـْهَرَهُ بُعْدُ الحَبِيبْ
محــترقٍ يبكـي ودَمْعُـهُ صـَبِيبْ
أو غصن بانٍ لم يَمِلْ مِنَ الطَّرَبْ
معتــدلٌ لـهُ لسـانٌ مـن ذَهَـبْ
وأصـْبحَ الفـانوسُ مُضْرم الحَشا
ذا جَسـَدٍ مـا فَـوْقَهُ إلاّ الغِشَا
كعاشـــِقٍ فَـــارَقَهُ هُجُـــوعُهُ
تُعَــدُّ تَحْــتَ ثَــوْبِهِ ضــُلوعُهُ
والعُـود قد أُطْلِقَ في المَجامرِ
وعَرْفــهُ كَمِثْــلِ طيــبٍ عـاطِرِ
إذا شــَمَمْتَ طِيْبَــهُ بــالعِطْرِ
فاسـتغفرِ اللـهَ لِـدَفْعِ الوِزْرِ
ولـم تَـزَلْ زَفَّـةُ زينـي جائزَهْ
وهـي الـتي كُلَّ الثَّنَاءِ حائِزَهْ
ومِثْلُهـا لـم يُلْـقَ فـي الآفاقِ
ولا ليــومِ الحَشــْرِ والتَّلاقـي
إلاّ إذا أَعَــدْتَها يــا زينـي
فإنّهــا فــي قَبْضـَةِ اليَـدَيْنِ
وكــم بهـا حَرّاقـة فـي زهـرِ
أعجـزُ أن أَحْصـُرَها فـي شـعري
وأقبلَـــتْ للفَــرحِ العَظيــمِ
بغايــةِ الأَفــراحِ والتّكرِيـمِ
ليلـةُ أفْرَاحِـكَ يا ذَا البَكْري
كأَنّهــا بَعْـضُ لَيـالي القَـدْرِ
إليكَ قد أَرَّخْتُها يا ذا المِنَحْ
لزفّـــةِ اللّيــل عَلاءٌ بِفَــرَحْ
عبد الرحمن بن يحيى بن محمد الملاح الحنفي المصري.أديب ظريف، له شعر. كان كاتب يد الشيخ زين العابدين بن محمد البكري، فأخيه أبي المواهب، فأحمد بن زين العابدين. له منظومة في 23 ورقة، بخطه سماها (قرة العين في فرح الزين) وصف بها بعض عادات مصر في أيامه، وصفاً بديعاً، على أبواب: في الكسوة، والبهلوان، والمصابيح، والحراقة، والسماع، والحلاوة، والأشربة، والأسمطة والطعام، والإصرافة، وزفة الليل، وزفة الطهور.توفي بالقاهرة.