
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا شاري البرق من تهامه
رويــدك اللمـع والخفـوق
حليـت قتـل الشـجي ظلامـه
فـي ذمتـك قلبـه المشـوق
مســكين مستصـحب السـلامه
قـام يسـألك علـم لا يعوق
فكـان جوابـك عليه حمامه
مـا هكـذا تفعـل الـبروق
أبـــراك ربــي وســامحك
فيمــا فعلتــه بلا محــك
إن جبــت فيمــا بفاتحـك
هـل فـي تهامه بكت غمامه
ضـحكت فـي دمعهـا الدفوق
فاخضـر مـن رملهـا ثمامه
واصـفر مـن نخلها العذوق
ومـن سـمر بالكثيب الأعفر
بعـدي علـى سـاري القمـر
وأبيـض الفـل ذاك الأزهـر
شـبيه ثغـر الرشـا الأغـر
مـن شـك زهـره ومن تمشقر
ورصـــفه ســاعة الســمر
وهـل خطـب قمـري الحمامه
فـي منـبر النخلد السحوق
للـه مـا أشـجاه من خطيب
يشـجى الخلي يبكي الكئيب
يـذكى جـوى فرقـة الحبيب
فـإيه هـل قـام في مقامه
لا زيلــه عنـه مـا يعـوق
والليـل قـد رققـت ظلامـه
نســيمة الفجـر بـالخفوق
فشـوش العـود وهـو مـائل
للطيـر حيـن أسحر النسيم
فاســتيقظت نـوم البلابـل
ورددت نغمـــة الرخيـــم
وأقبلــت زمـرة العنـادل
بنغمــة الحـازق السـقيم
فقــومت للهــوى قيــامه
وللطــرب والســرور سـوق
فهـات عـن أهلهـا الغـرر
الطيــبي الخـبر والخـبر
وســادة البــدو والحضـر
مفاتـح الخيـر والكرامـه
والفضـل والرعـي للحقـوق
مـن ليـس في وصفهم ذمامه
وليــس فـي فعلهـم عقـوق
وهل ظباء الربا الرغاديد
تســنح إذا شـمت الـبرود
وتطبع الطيب وتوضح الجيد
وتنقــش الكــف والنهـود
وتنعـم أعطافهـا الأماليد
بريمهــا مــذهب البنـود
والأنـف مايـل عليه زمامه
يشـا مـن المبسـم الغبوق
وتــتزر ســاعة الهبــوب
الـوان الشـماط والضـروب
وترتــدي فــاخر الشـروب
وتلـوى اذ يـا لها لثامه
للثغـر والمعطـس الفـروق
مثـل القمـر غطت الغمامه
بعضـه وبـاقيه فـي شـروق
وبعـد يـا بـارق التهائم
إن لاح بـأرض الحصيب سناك
فقـل دوين النقا المشائم
وراعـي الـدير أنـا فداك
صـبك بـأرض الجبـال هايم
عسـاك تشـاه مثلمـا يشاك
واجـامع الحسـن والزخامه
لا عيـش فـي فرقتـك يـروق
اسـأل مـن المعطى السميع
أن يصـبح الشـمل بك جميع
بالمصـطفى الشافع النفيع
محمـد الغـوث في القيامه
للنـاس إن ضـاقت الخنـوق
صــلاة ربـي عليـه مـدامه
والآل مــا لاحــت الـبروق
القاضي عبد الرحمن بن يحيى الآنسي، الصنعاني.شاعر شعبي رقيق، ولد ونشأ في صنعاء، درس علم العربية والفقه والحديث، وأكب على المطالعة واستفاد بصافي ذهنه الوقاد علوماً جمة ولا سيما في العلوم الأدبية فهو فيها أحد أعيان العصر المجيدين، ولي القضاء.كتب الشعر بنوعيه الفصيح والعامي وبرع في صناعة الشعر العامي، كانت له مكانة في قلوب اليمنيين يحسده عليها امرؤ القيس في المتقدمين وأحمد شوقي في المتأخرين، وشعره مسيطر على كل نفس يمنية. وكان معاصراً للإمام الشوكاني. توفي في صنعاء.له (ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار - ط) ديوان شعره.