
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا غفلتـك يـا زينـة العليا
عـن زينـة الـدنيا مدينة سام
وأنــت تعلـم يـا أخـى يحيـى
وابــن المكـرم قاضـى الإسـلام
بعيشـها الهـانى لهـا البقيا
وطيبهــا فــى ســاير الأيـام
فكيــف إذا مـا ألبِسـتَ وَشـيا
روضـــاتها مُفتَــرة الأكمــام
وقـد بسـط فيهـا بسـاط أخضـر
ربيــع طـاف الهنـد حيـن مـر
فشــل أكــثر طيبهـا المعّطـر
وزاد ســرق مـن وشـيها أشـيا
مـا يلبسـوه إلا ملـوك الشـام
وجــا إلـى صـنعا بـذا سـعيا
فَفَرَّقِــه فــى روضـها البسـّام
فروضــها فــى وشـِيه المعلَـم
يزهــو وســاير بَرهـا مفـروش
ونهرهــا يبــدى لنــا معصـم
بكــف أنفــاس الصـّبا منقـوش
وغيمهــا يحكــى مَلِــك أعظـم
برقـه علـم والرعـد له شاويش
وزهرهــا يرســل شــذا ريَّــا
لـو انتشـق راهـب شـميمه هام
والكـرم فـوق النهر راق طعما
للـه عرشِه ما احسنِه على الما
والغصـن يرقـص في الرياض لما
غنـا لـه القمـرى غِنـا أعيـا
لحنِـه علـى معبـد فتى الأنغام
فكيـف يـاذا الرتبـة العليـا
تغيــب عنهــا هــذه الأيــام
مـاذا يروقك فى العدين وَأهلِه
مـا يعرفـوا إلا الحُمَر واللِّيم
أيش لو يحيدوا الكرم في أصله
عـاده بَطِّلـه يـا أخا التكريم
مـا بين زيتون ما الذهب مثله
إن طـاب وجَوّ في مزجه التسنيم
هيهــات صــنعا جنـة الـدنيا
وأوطانهــا لا بلــدة الأسـقام
فـانهض إليهـا يـا أخى وبادر
واغنـم زمـان الكَـرم لا تعاسر
فرَبــع صـنعا بالسـرور عـامر
وقــل لصــحبك يـا أخـى هيّـا
نحــب راحــة فيصــل الأحكـام
فافتســح منــه لــه البقيـا
إلــى ازال لا زال فـى إنعـام
علي بن محمد بن أحمد اليمني الصنعاني العنسي.شاعر من القضاة الحكام. نشأ بصنعاء وأقام مدة في بلاد العدين (باليمن الأسفل) وقلد القضاء فيها بأيام المهدي (صاحب المواهب) محمد بن أحمد، وأيام المتوكل (القاسم بن الحسين) واشتهر بشعره ورسائله. ورفع حاكم وصاب وشاية به إلى المتوكل، فعزله وحبسه. ثم ظهرت براءته، فرضي عنه وأقامه حاكماً بالحيمة (من بلاد صنعاء) فاستمر إلى أن توفي في العر (من قرى الحيمة) فجأة، وقيل مسموماً.وجمع الإمام عبد القادر بن أحمد الكوكباني معظم شعره ورسائله، وشعره الملحون الحميني، في ديوان (كأس المحتسي من شعر القاضي علي بن محمد ابن أحمد العنسي - خ) في الأمبروزيانة والظاهرية، ومنه (ديوان العنسي - خ) في دار الكتب المصرية (13316 ز).