
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الدَســتُ مِــن لَألاءِ وَجهِـكَ مُشـرِقُ
وَعَلـى الـوِزارَةِ مِـن جَلالِكَ رَونَقُ
مـا إِن رَأَت كَفـواً لَها حَتّى رَأَت
سـودُ البُنـودِ عَلـى لِوائِكَ تَخفِقُ
قَـرَّت بِلابِـلُ صـَدرِها وَلَقَـد تُـرى
وَبِهــا إِلَيــكَ صــَبابَةٌ وَتَشـَوّقُ
أَليَـومَ أَسـفَرَ دَسـتُها وَلَطالَمـا
شـِمناهُ وَهُـوَ مِـنَ الكَآبَـةِ مُطرِقٌ
كـانَت بِمَضـيَعَةٍ تُعاوي سَرحَها ال
ذُؤبـانُ وَالغُربـانُ فيهـا تَنفِـقُ
رُدَّت إِلَيــكَ فَأَصـلُها بِـكَ ثـابِتٌ
عـالي البِنـاءِ وَفَرعُها بِكَ مورِقُ
أَنتُـم وَإِن رَغَـمَ العِـدى وَرّاثُها
قِـدَماً وَغَيرُكُـم الـدَعِيُّ المُلحَـقُ
لَكُـمُ اِستِقادَ عَلى الإِباءِ شَموسُها
وَبِكُــم تَجَمَّـعَ شـَملُها المُتَفَـرِّقُ
وَلِمَجــدِكُم خيطَـت مَلابِـسُ فَخرِهـا
فَبِغَيــرِ نِعمَـةِ طيبِكُـم لا تَعبَـقُ
آلَ المُظَفَّــرِ وَالســِيادَةُ فيكُـمُ
خُلــقٌ وَغَيرُكُــمُ بِهــا يَتَخَلَّــقُ
يَتلـو قَعيداً في السِيادَةِ مُعرَقاً
مِنكُـم قَعيـدٌ فـي السِيادَةِ مُعرَقُ
فَالـدينُ مُـذ أَضحى الوَزيرُ مُحَمَّدٌ
عَضــُداً لَـهُ طَلـقُ الأَسـِرَّةِ مُؤنِـقُ
أَضــحى بِـكَ الإِسـلامُ وَهُـوَ مُحَصـَّنٌ
فَعَلَيـهِ سـورٌ مِـن سـُطاكَ وَخَنـدَقُ
عـاجَلتَ أَهـلَ البَغي حينَ تَجَمَّعوا
وَرَأَيتَهُـم بِـالرَأيِ كَيـفَ تَفَرَّقوا
كَـذَبَتهُمُ يَـومَ اللِقـاءِ ظُنـونُهُم
لَمّـا بَغـوا مـا كُـلُّ ظَـنِّ يَصـدُقُ
مَرَقوا عَنِ الدينِ الحَنيفِ بِبَغيِهِم
كَالسـَهمِ مِـن كَبِـدِ الحَنِيَّةِ يمرُقُ
لَمّــا رَأَوكَ وَأَنـتَ أَثبَـتُ مِنهُـم
جَأشــاً وَأَفئِدَةُ الفَـوارِسِ تَخفِـقُ
وَلَّـوا عَلـى الأَدبارِ لا يَدرونَ أَنَّ
هُــمُ إِلــى وِردِ المَنِيَّـةِ أَسـبَقُ
وَأَدَرتَهُــنَّ كُــؤوسَ مَــوتٍ أَحمَـرٍ
عـافَ الشـَرابَ بِـهِ العَدُوِّ الأَزرَقُ
فَنَجــا وَصــَدرُ الأَشـرَفِيَّةِ واغِـرٌ
مِنــهُ وَقَلــبُ الزاغِبِيَّـةِ مُحنِـقُ
نَبَــذَتهُ أَقطـارُ البِلادِ فَأَصـبَحَت
مِـن دونِـهِ وَالرَحـبُ فيهـا ضـَيِّقُ
حَتّــى كَــأَنَّ الأَرضَ حَلقَـةُ خـاتَمٍ
فــي عَينِـهِ وَالجَـوُّ سـَقفٌ مُطبَـقُ
يَرتـاعُ مِـن ذِكـراكَ إِن خَطَرَت لَهُ
وَيَـراكَ فـي حُلـمِ المَنامِ فَيَفرَقُ
كـادَت لِحَمـلِ الـذُّلِّ تَزهَـقُ نَفسُهُ
لَـو أَنَّ نَفسـاً في الشَدائِدِ تَزهَقُ
فَليَهـنَ مِنـكَ المُسلِمونَ أَباً إِذا
لا ذوا بِـهِ حَـدَباً عَلَيهِـم يُشـفِقُ
أَنـتَ الغَمـامُ الجونُ فيهِ صَواعِقٌ
تُـردي العَـدُوَّ وَفيـهِ غَيـثٌ مُغدِقُ
وَكَــأَنَّ كَفَّــكَ ديمَــةٌ مِــدرارَةٌ
وَضـِياءُ وَجهِـكَ بَرقُهـا المُتَـأَلِّقُ
هَيهــاتَ شــَأوُكَ هَضـبَةٌ إِزليقَـةٌ
لا تُســـتَطاعُ وَغايَــةٌ لا تُلحَــقُ
لا حُرمَـةُ الراجـي لَـديكَ مُضـاعَةٌ
كَلّا وَلا ســـَعيُ المُؤَمِّــلِ مُخفِــقُ
نَفَقَـت بَضـائِعُنا لَـديكَ وَلَم تَكُن
لَــولاكَ أَعلاقُ الفَضــائِلِ تَنفُــقُ
فَاِنصـِت لِمَـدحٍ فيكَ صيغَ كَأَنَّهُ ال
دُرُّ الفَريــدُ وَمـا عَـداهُ مُلَفَّـقُ
فَاِســحَب فُضـولَ سـَعادَةٍ أَيّامُهـا
لاتَنقَضـــي وَجَديــدُها لا يُخلِــقُ
محمد بن عبيد الله بن عبدالله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو سبط ابن التعاويذي.شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.