
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ليــس الشــباب يـدوم والأفـراح
نمضــي الحيــاة كأنهـا أشـباح
نهـوى الملاح وسـوف ننشـد في غد
لا نحــــن نحـــن ولا الملاح ملاح
فلنجرعـنّ اليـوم أقـداح الهـوى
مــن قبــل أن تتكســر الأقـداح
ولنملأن عيوننــا الشــرهات مـن
نكــت الوجــود فإننــا ســياح
خطـرت وفـيَّ لظـى الغـرام مليحة
يعنـو لهـا الضـرغام وهـو وقاح
حســناء لاح علـى مذابـح وجههـا
أثـــرٌ هنالـــك تنحــر الأرواح
هــي روضـة عنـي الإلـه بغرسـها
أثمارهـــا الرمــان والتفــاح
ذات الوشـاح مهفهفـاً أعليـك من
نســج العواطــف حلــة ووشــاح
مـا لي أراك سرحت في الأبصار هل
لــك مــن تخيـل واصـفيك جنـاح
لا تحرمـي الشـعراء لطفك والرضى
فهمــا غــذاء نفوسـهم والـراح
وإذا نظـرت إليهـم نظـر الهـوى
فاضــت قرائحهــم وهــن شــحاح
لا يعـذلون إذا اسـتطار غرامهـم
زهـو الشـباب فـأظهروه وبـاحوا
زمــن الفتـوة والمشـيب كلاهمـا
جـــد وأيــام الشــباب مــزاح
وأدر لحاظـك فـي النجـوم مفكراً
إن النجــوم وإن صــمتن فصــاح
منثـورة فـي اللانهايـة مـا لها
أيـد الزمـان مـع الزمـان براح
مثـل النعـاج السارحات لها على
تلــك السـهول الواسـعات سـراح
والبــدر منبلـج الأشـعة بينهـا
لا نقـــص فيــه كــأنه مصــباح
وقفــت خواشــع حـوله وشـعاعها
مثـــل الأســـنة نــاتئ لمَّــاح
فكــأنه الســلطان بيـن جنـوده
يسـعى وفـي أيـدي الجنـود رماح
ولقـد أدار إلـى البسـيطة وجهه
فكـــــأنه متفــــرج طمــــاح
أو عاشــق يصــغي لصـدحة بلبـل
أنـا يـا جميـل البلبـل الصداح
هيجـت يـا شـبه الحـبيب صبابتي
فأنـــا بحســنك هــازج مــداح
يــا بـدر كـم سـر وراءك غـامض
قلقــت لــه الفقهـاء والشـراح
اسـطع فـأنت خيال ربك في الفضا
ومثـــاله المتـــألق الوضــاح
الآن يســهد ذو الغنــى متململاً
وينـــام ملـــء جفــونه الفلاح
وبنو الذكاء وهم قلائل في الورى
نزحـوا إلى دنيا الخيال وساحوا
بـالعلم نطلـب العلـى لا ننثنـي
ونغـــالب الأيـــام لا نرتـــاح
حــتى يقــال بنــو فلان قبلنـا
جـاؤوا إلـى هذا الوجود وراحوا
تتعـاقب الأمـم العـداد وتنقضـي
والليــل ليــل والصـباح صـباح
محبوب الخوري الشرتوني.شاعر. مولده بشرتون (في لبنان) تعلم ببيروت ودرس سبع سنوات. ورأس التحرير في جريدة (لبنان) وهاجر إلى المكسيك (1913) ونكب في التجارة. وأصدر جريدة (الرفيق) (1925) وعاش من موردها الضئيل. وأجريت له عملية استئصال المرارة، فمات في المستشفى، مغترباً.له (ديوان شعر - ط) نشر بعد وفاته. وفي شعره جزالة.