
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وبنـت جـاهٍ تحـاكي الفجـر طلعتها
كأنهــا ملــك فــي جســم إنسـان
كـم أنشـدت فـوق عرش الحسن قائلة
أنا الجمال اعبدوني وارفعوا شاني
أحبـت فتًـى ليـس ذا مـالٍ ولا حسـبٍ
لكــن لطيــف أديــبٌ زيـن فتيـان
كــم مثّلـت وجهـه الوضـَّاح قائلـةً
هـل يـا تـرى مثلما أهواه يهواني
وكـم أقـامت لـدى الشـباك راقبـةً
إيــاه بالشــوق مــن آنٍ إلـى آن
تحلافــا حاســبين الـدهر مبتسـماً
طــوال أيــامه والــدهر يومــان
قــالت لهـا ذات يـوم أم صـاحبها
إنــي رضــيتك لكـن تحـت سـلطاني
فلسـت أرضـى فتـاة الحسـن جالسـةً
فــي الــبيت لابسـة أثـواب كسـلان
ذي صــوفة فــإذا أتممـت غزلتهـا
نلـت الهنـاء ونلنـا رفعـة الشان
مشـت وقـد هزها الفوز المبين وفي
شــباكها هلّلــت عــن قلـب جـذلان
وأرجــأت لمســاها غــزل صـوفتها
وقــالت الغــزل شــيء هيّــن دان
أمـا وقـد لاحـت الـدنيا لناظرهـا
جميلـــة وشــجاها صــفو نيســان
وشــاقها لحــن أطيـار ولـذّ لهـا
وصــف الجمــال وتشــبيب بغــزلان
فمـاج فـي قلبهـا حـب الفتى فغدت
تــرى الســرور بأشــكالٍ وألـوان
ولـم يكـن مـن رقيـبٍ حـول منزلها
فهللـــت بلذيــذ الصــوت رنَّــان
والصــوت يختلـب الأطيـار يطربهـا
فـــأقبلت حيــث توقيــعٌ لألحــان
وكـانت الطيـر تبنـي وهـي جاهـدةٌ
أعشاشــها فــي أفــانينٍ وأغصـان
فأبصــرت صــوفةً بيضــاء عالقــةً
فبــددتها جزافــاً بيــن عيــدان
أمـا الفتـاة فبـاتت وهـي غافلـةٌ
وللنحــوس عليهــا طــرف يقظــان
شـنًَّت عليهـا لصـوص الجـو غارتهـا
فهــدمت مــن رجاهــا كـل بنيـان
مضـى النهـار وفـر الطير فانتبهت
أفكارهــا بعــد إغفــال ونسـيان
عـادت إلى الصوفة البيضاء تطلبها
طلاب قلــبٍ شــديد الشــوق ظمــآن
لكـن هـو الـدهر لا يبقـي على أملٍ
وليــس يــترك قلبـاً غيـر إسـيان
رمـى بهـا اليـأس من شباكها فهوت
كـذاك يصـرع يـأس العاشـق العاني
محبوب الخوري الشرتوني.شاعر. مولده بشرتون (في لبنان) تعلم ببيروت ودرس سبع سنوات. ورأس التحرير في جريدة (لبنان) وهاجر إلى المكسيك (1913) ونكب في التجارة. وأصدر جريدة (الرفيق) (1925) وعاش من موردها الضئيل. وأجريت له عملية استئصال المرارة، فمات في المستشفى، مغترباً.له (ديوان شعر - ط) نشر بعد وفاته. وفي شعره جزالة.