
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قضـى فيلسـوف الـروس فامتد نعيه
وســار مــع الأخبـار حيـث تسـيرُ
وقـــامت عليــه ضــجة فكأنمــا
هــوى تــاج سـلطان ومـال سـريرُ
بكتـه الكهـوف الـداجيات لفقـده
ونـــاحت مقاصـــير عليــه ودورُ
ولـم يتمالـك قيصـر الروس حينما
أتــاه بنعــي الفيلســوف وزيـر
فخــط كلامــاً فـي الصـحيفة نصـه
لقـد مـات شـخص فـي البلاد كـبير
زمـانٌ بـه فجـر الحقيقـة يعتلـي
ويوشــك ليـل الريـب فيـه يغـوز
فقـد أضـحت الـدنيا تهـش لهـاتفٍ
وفــي يــده دون الصــليل صـريرُ
وتجفــل إن هــزّ المهنــد قـائد
وتــأنس إن هــزّ اليــراع نـذير
وتحبــس عينيهــا إذا ملـك قضـى
وتبكـي رسـول العلـم وهـو حقيـر
حكيــم تغنَّــى العـالمون بقـوله
علــى حيــن أن القـائلين كـثير
رأى الشر في الأمصار شرقاً ومغربا
يمــوج علــى أبنائهــا ويمــور
فجاهـد مـا اسـطاع الجهاد بعلمه
لتنقــص مـن أهـل الزمـان شـرورُ
لقـد خـاض حـرب القرم يوم تأججت
وشــاهد عـزم القـرم وهـو يخـورُ
وعــاين إهــراق الـدماء بـريئةً
وأبصــر قـدر الحـرب كيـف تفـور
فُسـفَّة صـنع السيف والنار وانبرى
ومنــه لتعميــم الســلام بشــيرُ
وكـان يـدير الناس بالعلم بينما
تــراه لا غــراس الحقــول يـدير
فترســلُ منــه للنفــوس وللنهـى
بـــذور وللأرض العـــراء بــذور
تلســتوي أعطيـت الحقـائق حقهـا
بــأرضٍ بهـا جـور السـراة وفيـرُ
تعاليمـك اللائي انطلقـن صـوادفاً
لهــن بــأطراف الوجــود هــدير
وكــان فيلســوفٍ كـاذب رح يـدعي
ولكــن حبــل الكــاذبين قصــير
هـل الشـر إلا مصدر البؤس والشقا
وهــــل هـــو إلا للخلائق نيـــر
وهــل إن حـرب النـاس إلا جهالـة
وويـــل علــى شــبانهم وثبــور
إذا دارت الحـرب الضـروس ببقعـة
فأضــرارها فـي الخـافقين تـدور
وللملــك المنصـور منهـا سـعادة
وللشـــعب منهــا أنــة وزفيــر
تلســتوي سـاويت المعـرّي بظلمـة
بهـــا يتســاوى مبصــر وضــرير
لقـد قيـل فـي الأخبار أن كليكما
بمـا جـاء فـي كتـب السماء كفور
فـإن صـح مـا قال الرواة ضللتما
ولكـــن رب العـــالمين غفـــور
أعـاني إذا مـا جئت أرثيك ناظماً
فــإني لأســباب الحيــاة أســير
واختلـس الأوقـات إن هـاج خـاطري
وطـــالبني بالقـــافيت شـــعور
أيرثيـــك أعلامٌ ويصــمت عنــدنا
خطيــر يليـه فـي البيـان خطيـر
رثـاك أميـر الشعر في مصر وحدها
وللشــعر فــي أرض الشـآم أميـر
أجـل حكمـاء العـالمين كمـا نرى
جمــال علـى وجـه الزمـان نضـير
وهـم فـي صـدور المسـتبدين غصـَّةٌ
وغيــظ علــى أكبــادهم وســمير
هـو الشـوق أن يعكـف على حكمائه
ترقــت بــه نفــس وطــاب ضـمير
دواعـي الـونى فـي سـاحة مطمئنة
وطــرف العــرام المسـتتب قريـر
يُسـام ضـعيف الجـاه فيـه صـغارةً
ومـا غيـر مفتـون الـدماغ صـغير
ويُــزرى وإن صـاغ المليـح محجـب
ويعلــى وإن صـاغ القبيـح شـهير
علــى جــدت فيـه تلسـتوي راقـدٌ
رضــىً مـن شـآبيب السـماء غزيـر
هـل المـرء إلا سـائح يوسع الخطى
لــه بعــد قطـع المـرحلات مصـير
فقــد مـرّ بـي سـت وعشـرون حجـة
كمــا مــرّ بـي حلـم ومـرّ سـرور
ولا بــد يومــاً أن أواري بحفـرةٍ
محبـــوب الخـــوري الشـــرتوني
محبوب الخوري الشرتوني.شاعر. مولده بشرتون (في لبنان) تعلم ببيروت ودرس سبع سنوات. ورأس التحرير في جريدة (لبنان) وهاجر إلى المكسيك (1913) ونكب في التجارة. وأصدر جريدة (الرفيق) (1925) وعاش من موردها الضئيل. وأجريت له عملية استئصال المرارة، فمات في المستشفى، مغترباً.له (ديوان شعر - ط) نشر بعد وفاته. وفي شعره جزالة.