
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــل بعــد أيـام هنـاك عـذاب
للقلــب غيــر صــبابةٍ وعـذابِ
مــن لــي برســامٍ تصـور كفـه
مـا فـي الحشاشة من رسوم هضابِ
لبنـان والشـوف الكريـم وجرده
وملاعـــب الإخـــوان والأتــراب
يـا للـديار ويـا لزاهر شملها
أخنــى عليــه مشــتت الأحبـابِ
كيـف التفـت رأيـت حـولي أخوةً
يشــكون لوعــة فرقــة وغيـابِ
يتـــذكرون مرابعـــاً وأحبــةً
والــذكر للمشـتاق جرعـة صـابِ
وتحـنّ أنفسـهم إلـى نزه الحمى
وإلـى غـدير السلسـل المنسـابِ
لا تيأســوا فــالله جـل جلالـه
لهــو الضــمين بعـودة وإيـابِ
وتعصــبوا للأرز يخفـق فـوقكم
إن التعصـــب خمــرة الأعصــابِ
علــمٌ زهـا لا بالأسـنة والظـبى
بــل بـالنهى ورجـائح الألبـابِ
وبـأهله الغـرّان أيـن ترحلـوا
خــواض مهلكــة ليــوث صــعابَ
إن الشـواهق والروابـي أهلهـا
فـي الناهضـين شـواهق وروابـي
رفقـاً ربـوع المجلانـة أنـت لي
وطــن لجمعــك صــفوة الغيـابِ
مــن أخــوة وعمومــة وخؤولـة
مـــن كــوكب متنقــلٍ وشــهابِ
ويزيــدني شـغفاً بأرضـك أنهـا
فتانـــة الشــعراء والكتــابِ
إن يقـضِ شاعرك العظيم فما قضت
معـــه روائع حكمـــةٍ وصــوابِ
أنا يا أمير الشعر مثلك لا أرى
معنــى الحيـاة بمأكـلٍ وشـرابِ
رقصـات قلـبي حيث هينمة الربى
وسـكينة الـوادي وصـمت الغـابِ
أذكـرت يـوم أتتك داعية الردى
وتناولتــك مـن السـقام بنـابِ
نبـأ تطـاير فـي البلاد فهرولت
تســعى إليــك بشــيّب وشــبابِ
الخلـق حـول الـدار وهي حقيرة
كلــزاز جيــشٍ أو طمــوّ عبـاب
وغـدوا عليـك ليكرموك ويكرموا
مــا صـغت مـن حكـم ومـن آدابِ
أذكــرت ســاعة توجتـك أكفهـم
بيــن الهتــاف يصـمّ والإعجـابِ
هـي ميتـة مـا كان أعذب كأسها
عــزت علـى الكـبراء والأربـاب
بالشـعر بالإلهـام بالنسب الذي
بينــي وبينــك محكـم الأسـباب
اســأل بلادك أن تصــون أحبـتي
واعطـف عليهـم مـن وراء حجـابِ
إن اليراعــة والبلاغـة بيننـا
نســبٌ يمــت بــه مـن الأنسـابِ
يـا عـم والسـبعون تقرع بابها
عـش كـي تجـوز بسـائر الأبـواب
قل لي بحقك ما السنون ألم تكن
يقظــات حلــم أو مـرور سـحابِ
ألقنيـةٍ نقضـي الحيـاة شـتينة
ونمــوت بيــن تــذكر وعتــاب
فـي مهجـة ابـن أخيـك شوق لاهبٌ
لا أنـــت تطفئه ولا هــو خــابِ
مـا إن يقـوم مقـام وجهك عنده
ســيماء وجهـك أو سـطور كتـاب
فـإذا لحقـت بـه لحقـت بمخلـصٍ
عــف السـريرة طـاهر الجلبـابِ
وإذا تقـل ولـدي وطـائر ذكـره
ملـء المسـامع لـم تكـن بمعاب
رب الـروائع في القريض يصوغها
عصــماء باقيــة علـى الأحقـاب
هي في الصدور من الأحبة والعدى
زهـــرات ورد أو رؤوس حـــرابِ
محبوب الخوري الشرتوني.شاعر. مولده بشرتون (في لبنان) تعلم ببيروت ودرس سبع سنوات. ورأس التحرير في جريدة (لبنان) وهاجر إلى المكسيك (1913) ونكب في التجارة. وأصدر جريدة (الرفيق) (1925) وعاش من موردها الضئيل. وأجريت له عملية استئصال المرارة، فمات في المستشفى، مغترباً.له (ديوان شعر - ط) نشر بعد وفاته. وفي شعره جزالة.