
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فكّـر بتلـك الربـى فالفكر يدنيها
واذكـر شـبابك غضـَّا والهـوى فيها
مضـى علـى النفـس في أوطانها مرح
والنفــس يفرحهـا تـذكار ماضـيها
يحــرك الــذكر منــي كـل عاطفـة
كالريـح إذ تلمـس الأغصـان تلويها
كـم لـي علـى ضـفة السلسال قافيه
هنـاك فـي مسـمع الصفصـاف ألقيها
تلـــك الأويقـــات أحلام محبَّبـــة
مـــررن بــي ذهبيــات أمانيهــا
إنــي لأحسـد عشـب الـدار يلثمهـا
معانقــا وميــاه الغيـث ترويهـا
ولـو قـدرت ومـا الأقـدار طوع يدي
لرحـت مـن عـبرات العيـن أسـقيها
وأحسـد الـورد ينمـو فـي خمائلها
وبلبـل الـدوح يشـدو فـي روابيها
ينشـق فيهـا الـدجى عـن أنهر غزر
والفجـر عـن دامـع الأزهار باكيها
غمــائم كقطيــع الضــان ســارحة
يسـوقها مـن نسـيم الجـو راعيهـا
ربــي تعـدّ مـن الأبنـاء كـل فـتى
يفـتر عـن حكمـة الأجيـال يمليهـا
هـل يُجتنـى الـورد إلا مـن مغارسه
وترقــب الشــمس إلا مـن مجاليهـا
فـي مصـر فـي كـل مصر من نوابغهم
عصـــابة تملأ الــدنيا معاليهــا
ومجـدهم فـي بسـيط الكـون مرتفـع
ينحــط عنـه مـن الأهـرام عاليهـا
أبنـاء لبنـان منكـم نصـب أعينكم
ليــث إذا ريعـت الأوطـان يحميهـا
هــذا المجاهــد فـي إعلاء مـوطنه
والحامـل الرايـة العصماء يعليها
ســلوا البلاغـة عنـه فـي طرائفـه
فـي جـزل أسـلوبها أو في معانيها
يســيل فـي كـل سـطر بعـض مهجتـه
يريــد نفــع سـواه حيـن يؤذيهـا
لا يعــرف العلــم إلا مـن يكابـده
ولا البلاغـــة إلا مـــن يعانيهــا
فــي كفـه مبضـع الآسـي إذا عرضـت
لــه مفاســد فــي الأخلاق يـدميها
وليــس ينظــر والإبــراء غــايته
إن راح يغضــبها أم راح يرضــيها
عرفتـه فـانجلى رسـم الشـهامة لي
ولاح مــن صـورة الضـرغام خافيهـا
ولـم أقـف بينكـم والعيـن تحدقني
حـتى يقـال فـتى الأشـعار بازيهـا
لكـن لا كـرم زيـن القـوم عـن ثقة
أنـي بـذلك أعطـي القـوس باريهـا
أهـدي البيـان إلى رب البيان كما
يهـدي الورود إلى البستان مهديها
هـي البراعـة أبريهـا لتشـفع بـي
لكــن تمــر علـى نفسـي فتبريهـا
يـا خـادم الـوطن المحبـوب تنفعه
وخــادم اللغــة الفصـحى توشـيها
إلــى الأمـام فـإن العمـر منفسـح
وإن حربــك لــم تلغــب مـذاكيها
يرعــة لــك مــا تنفــك تمشـفها
جــريئة فـي سـبيل الحـق تجريهـا
أبنـاء لبنـان والمكسـيك تجمعنـا
فلنـذكر الـدار عـن بعـد نحيّيهـا
عطفـا علـى لغـة الأعـراب يربطكـم
بمـن ولـدتم مـن الأبنـاء باقيهـا
إن المبـادئ فـي الأبنـاء عـن صغر
بنايـــة همــة الآبــاء تبنيهــا
إذا فشــت عجمــة الأبنـاء عنـدكم
ضــاعت علــى الأرز آمـال يرجّيهـا
مقـــدمات ســـتتلوها نتائجهـــا
وأول الـــدرب موصــول بثانيهــا
نقيــم ســوق عكــاظ غيـر واقفـة
غـدا علـى منـبر النـادي قوافيها
لسـوف ينشـدها الحـادي علـى بردى
ولا يمـــل علـــى الأردن راويهــا
فيعلـم الشـرق مـن بـدو ومـن حضر
بأننـــا نكـــرم الآداب نغليهــا
ويـا فـتى الأرز لو نالت رباه يدي
لاخـترت مـن باسـفات الأرز أجنيهـا
أصـــوغها لـــك إكليلا وأحملـــه
هديــة تحقــر اليــاقوت أهـديها
جلســـت تخفـــرك الأقلام مشـــرعة
لو كنت في الدار لم تُغمد مواضيها
محبوب الخوري الشرتوني.شاعر. مولده بشرتون (في لبنان) تعلم ببيروت ودرس سبع سنوات. ورأس التحرير في جريدة (لبنان) وهاجر إلى المكسيك (1913) ونكب في التجارة. وأصدر جريدة (الرفيق) (1925) وعاش من موردها الضئيل. وأجريت له عملية استئصال المرارة، فمات في المستشفى، مغترباً.له (ديوان شعر - ط) نشر بعد وفاته. وفي شعره جزالة.