
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلام ســهاد القلـب والنـاس نـوّم
ويهـتزّ منـه العطـف إن قيل مريم
ومــدمع عينــي كلمــا رمـت ردّه
يفيـض علـى الخـدين شـوقا ويسجم
فهـل لسـهاد القلـب نـومٌ وهل له
ســكون وهــل للــدمع رد محكــم
بلـى إن تكـن بالرشف مريم أعرضت
بألحاظهـا المرضـى وللصـب ترجـم
كتمـت هواهـا كـي يقـال سـلوتها
وهــل يـألف الكتمـان صـب مـتيم
ولـي مهجـة فـي النازعـات وعبرة
مــن المرســلات ديمـة بـل وديـم
فمـا الـودق إلا صـبة مـن مدامعي
ومـا البرق إلا القلب إذ هو يضرم
لقـد اشـعلت قلبـا وفيـه تـوطنت
فللـــه جنـــات حوتهــا جهنــم
وإن جلـت فـي نظمـي عليها تسرّعا
تنـاثر دمعـي قبـل ما لانظم ينظم
ولـو جاءهـا خصـم علـى مغـرم له
لمـاد صـريعا وانثنـى وهـو مغرم
معاطفهـا قضـب علـى صـبح وجههـا
غــدائرها ليــل تدجــدج مظلــم
أمــا وحبـاب الثغـر وهـو مفلّـح
ومــا هــو إلا والجــواهر تـوءم
وعطـف كغصـن البان هزّت له الصبا
بحقّــف وألحـاظ رنـت وهـي أسـهم
لفيـك مـن الشـمس المنيرة ضوؤها
وليـس لهـا منـك الحيـا والتبسم
وللريم منك الجيد والعين والحشا
وليـس لهـا منـك الـروادف والفم
إذا حــدثت فـي تربـة أو تنفّسـت
فهــاروت أو مســك علاه التنســم
رمـاني الهوى منها فهنت من اجله
وليـس الهـوى إلا الهـوان المرخم
وخـوفني حـتى انتهيـت لمـا يشـا
كمـا خـاف مـولاه الـوليّ المعظـم
حليـف العلا ماء العيون من ارتقى
إلـى المكرمـات قبـل ما هو يفطم
إليـه انتهى التعليم والعلم كله
ومــا النــاس إلا عــالم ومعلـم
تقـــي همـــام موثــق بعهــوده
جــواد كريــم مـن كـرام غطمطـم
بلـى إنـه البحـر المحيـط بفضله
ولكنّــه اشــهى مــذاقا وأعظــم
وثـج غيـوث السـحب إذ هي تراكمت
وليـس لهـا منـك العطـا والتكرم
جنـان نعيـم فـي زهـو لدى الهنا
ولكنــه فــي البـأس صـبر جهنـم
ولا غـرو إن سلطت نقما على العدا
وجـادت مـع الرضـوان لا غرو أنعم
لـه خلـق أزهـى مـن الروض ضاحكا
وفهــم لســحنون يلـى هـو أفهـم
وسـخط لـو أن النحل ترعاه دائما
لمجّتـه مـن أفواههـا وهـو علقـم
ولطــف لـو الأفعـى حـوته بـدمها
لأصــبح منهــا سـكرا ذلـك الـدم
وعـدل لو أن العاشقين احتموا به
لـرد سـهام الاعيـن النجـل عنهـم
وعـزم يزيـل الطـود بعـد رسـوخه
فللـه مـا يسـدي لنـا حيـن يعزم
ومجــدرقى فيـه ومـا غيـره رقـى
إليــه ولــو أن المجــرة ســلم
إذا شـمّرت عن ساقها الحرب بعدما
بـدى مـن ثناياهـا البلاء المصمم
وجـال رمـاح الهنـد والريق غائر
وأضــراس أفـواه المهالـك تبسـم
سـطا كالأسـود الضـاريات إذا سطت
لــه وثبــات يــا لهــنّ ولهـذم
كـأنّ رؤوس القوم في الجو إذ رمى
عصــائب طيـر فـي التخـالف حـوّم
يلــذّ ســؤال المعتفيــن بسـمعه
كمـا لـذّفي سـمع الطـروب الترنم
تــرى بــذله دأبـا يشـتت مـاله
كـــأدمع صـــب هيجتهــن أرســم
أقـام اعوجاج الدين بعد انهدامه
ومـا زال طـول الـدهر وهـو مقوم
أبــوه ولــيّ عقبــه سـعد أنجـم
ومـا هـو إلا الشـمس يعـرف منهـم
فـإن قلـت هـل عنـدي علوم بوصفه
نعـم بـادرن إنـي بمـارمت أعلـم
فمــاء ولا ملــح ولطــف ولا هـوى
وعلـــم ولا لـــد وســيف مصــمّم
وإن قلــت إن المكرمــات فضـائل
فــذالك لفـظ مـن معـانيه يعلـم
أبوهــا أخوهــا أمّهـا وكفيلهـا
سـناها دوام الـدهر والأخ والحـم
لقـد أمه المعروف والجود والتقى
ومــا هـو إلا سـائر حيـث يممـوا
أطــال لنــا رب العبـاد بقـاءه
ولا زال آنـاف العـدا منـه ترغـم
ليهنئك شـهر الصـوم وافيـت أجره
وعــودة عيـد الفطـر أنـت مكـرم
ولا زلـت تكسـو صـومه مـن لياليه
قيامــاً وبالإقبــال نحـوك يقـدم
ولا زال غضـن البشـر عنـدك فـوقه
تغــرد أطيــار الســرور وتنغـم
إليكـم اسـير جـاءكم فـي ذمامكم
ومــا فــي الــذمام لازم ومحتّـم
أغثنــي إذا ظلّــت نفـوس حزينـة
وأرعــد أفـراص العصـاة التنـدّم
صـلاة علـى المختـار مـا ذرّ شارق
ومـا دام مـن يـأتي لبابـك يغنم
أحمد الهيبة بن محمد المصطفى ماء العينين القلقمي الصحراوي.زعيم مغربي مجاهد تلقب بالإمامة. عاش أعوامه الأخيرة في حروب مع الاحتلال الفرنسي. وكان فقيهاً متصوفاً يتذوق الأدب. ولد ونشأ في (الصمارة) وهي دار أنشأها أبوه في وسط الصحراء، ولازم أباه في تنقله. وخلفه بعد وفاته (بمدينة تزنيت، من سوس المغرب، سنة 1328هـ) وكانت شرور الحماية التي أمضاها المولى عبد الحفيظ مع الفرنسيين قد بدأت، وعم الناس السخط، فأجمع علماء سوس بتزنيت في أبريل 1914 (رجب 1330) على تولية أحمد الهيبة أمر الجهاد وخلعوا بيعة عبد الحفيظ ودعوا القبائل لمبايعته، فلم يتخلف منهم أحد. وأتته رسائل المبايعة من سكان الحواضر. واجتمع له جيش ضخم. فقصد مدينة مراكش ودخلها (في رمضان 1330) على رضى من أهلها. وكانت فيها فرقة من الجند هيئت لمقاومته، فانضمت إليه. وكان للمولى عبد الحفيظ خليفة فيها تقدم إليه بالطاعة. وأقبل عليه الشعراء بأماديحهم. وكان العام خصيباً فهبطت الأسعار، وعد ذلك من بركته. وعظم اعتقاد الأهالي به فأقام 24 يوماً لم يقع فيها حادث سرقة. ولم يأخذ بشيء من الاحتياط للطوارئ اعتماداً على أن الناس كلهم نصراؤه. وقصده من الدار البيضاء جيش جهزه الفرنسيون، من المغاربة، فلما كانوا على مقربة من مراكش، هزمهم رجال الهيبة. وأعيدت الكرة من الدار البيضاء (مركز الاحتلال يومئذ) فانهزم رجال الهيبة وفر هو من مراكش إلى (تارودانت) وتحصن بها. وهوجم، فخرج إلى موضع يسمى تامكر من جبال هشتوكة، وجدّ أعوان الاحتلال في مطاردته فهرب إلى بعقيلة وتوغل في جبال جزولة واستقر في موضع منها اسمه كردوس أطاعه من حوله من أهل الجبال إلى (آيت باعمران) و(الأخصاص) إلى (تندوف) من جهة الصحراء، ولاحقه جيش الاحتلال فثبت له أصحاب الهيبة وفتكوا بالمغيرين، وتجددت قوته، وحشد الفرنسيون جموعاً من أهل المغرب والجزائر والسنغال والسودان، يقودهم الجنرال غورو بمدافع وطيارات ورشاشات، عسكرت في تزنيت ونواحيها وتعددت الوقائع. وانقسم أصحاب الهيبة على أنفسهم. وقتل كثير من رجال القبائل وزعمائها. ومرض الهيبة أياماً قليلة كانت ختام حياته وتوفي بكردوس. قال صاحب المعسول: لقد أبى الهيبة إباء كليا أن ينقاد إلى الاحتلال بعدما حاول رجال الاحتلال ذلك بكل حيلة وقد أطمعوه في أن يكون خليفة لمولاي يوسف، على كل سوس، فأبى، وأطمعوه في المال والأمن والراحة.