
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا كنــت أول مـدنف قـد شـاقه
زهــر الربــا وتمايــل الأغصـان
والــورق يهــدل والغنـاء مرصـّع
بمباســـــم الآرام والغـــــزلان
ومجـالس الفتيـان والفتيـات فـي
أنـــس مــن الأنغــام والألحــان
ليل التمام على البطاح إلى الصب
اح فيــا لــه مــن مجلـس وأوان
أو فـي ريـاض الـدور والأضواء في
مشــكاتها تــزداد فـي اللمعـان
ونمــــارق وطنــــافس وأســـرة
بمنـــازه الأمـــراء والأعيـــان
أو تــارة حـادي الرحيـل بـتيرس
يحـــدو وهــذا ســائق الأظعــان
وإذا هــو ادج أقبلـت تمشـي وذي
ســارت وهــذي لــم تـزل بمكـان
فكأنهـــا ســفن ومــزن ســحابة
مزجــت جوانبهــا بــأحمر قــان
يحملــن غـزلان الخمـائل والشـمو
س الضــاريات وجــوهر العقيــان
الســـالبات لكـــل لــبّ حــازم
بـــترجرج الأكفـــال والكثبــان
بيسـمن عـن بـرد الأقاح ولؤلؤ ال
أصــداف بــل وتنســم الريحــان
وســرت سـلافة خمرهـن علـى الغـص
ون اللــدنيات فمســن كالنشـوان
كــل المحاســن والملاحــة قسـّمت
مــن حســنهن كفتنــة الشــيطان
وكــذاك هــنّ فلــم ينلـن ملاحـة
حـــى صـــحبن مــثيرة الأحــزان
ورديــة الخــدّين ضـامرة الحشـا
حقفيّـــة الأرداف تحـــت البــان
بدريّـــــة ليليّــــة شمســــيّة
حينيّــــة برديّــــة الأســــنان
باحســن يـا كفـل وقيـت ترجرجـا
يـــا ألطــف الميســان والميلاد
يـا بـدر يـا شنب وقيت السكر من
خمــر الرضــاب وسـكرة القضـبان
رفقــا بصــبّ لا يفيــق ومـا لـه
إلا الضـــنا وتـــولّه الولهــان
للّــه أيّــام الصــبا والحبّــذا
ليلات لهــــو هيّجــــت أشـــجان
دهـر يسوغ لي النسيي ويحسن التش
بيـــب فيـــه تطرّبـــا بمغــان
لا زال يبتســـم الاقــاح بصــحبه
والــورق ســاجعة علــى الأفنـان
وعيــونه تحكــي لنرجــس أرضــه
وتســـلّ أســـهما مــن الأجفــان
والظــل يقصــر بالنسـيم وتـارة
يمتــدّ لا يخلــو مــن الميســان
ومـدامع العشـاق تنهمـل انهمـال
المـــزن باليــاقوت والمرجــان
النــوم ممنــوع علــى أجفـانهم
وقلبهــم تــزداد فــي الخفقـان
مــا اغفـل الرقبـاء فـي أيـامه
ولكــم زهــا طربـا بمـا أرضـان
يــا مــا أحيلاه وأطيــب طيبــه
وأهيلــــــه ومجـــــالس الخلان
وبــدور تــم مــدلجون لياليــا
متجلــــبين صـــقالة الأذهـــان
مـا بيـن أبلـج فـوق سرج أو على
ذلـــل عنـــاق ضـــمر وهجـــان
أدبـــاء أذكيــاء أهــل تطــرّب
ظرفــاء أهــل الشـوق والهيمـان
قرنوا اللطافة بالظرافة والملاحة
بالفصـــاحة فـــي أتــم بيــان
مــا الــدهر إلا هكـذا مـا سـوى
هــذا فهــو ضــرب مـن الهـذيان
أحمد الهيبة بن محمد المصطفى ماء العينين القلقمي الصحراوي.زعيم مغربي مجاهد تلقب بالإمامة. عاش أعوامه الأخيرة في حروب مع الاحتلال الفرنسي. وكان فقيهاً متصوفاً يتذوق الأدب. ولد ونشأ في (الصمارة) وهي دار أنشأها أبوه في وسط الصحراء، ولازم أباه في تنقله. وخلفه بعد وفاته (بمدينة تزنيت، من سوس المغرب، سنة 1328هـ) وكانت شرور الحماية التي أمضاها المولى عبد الحفيظ مع الفرنسيين قد بدأت، وعم الناس السخط، فأجمع علماء سوس بتزنيت في أبريل 1914 (رجب 1330) على تولية أحمد الهيبة أمر الجهاد وخلعوا بيعة عبد الحفيظ ودعوا القبائل لمبايعته، فلم يتخلف منهم أحد. وأتته رسائل المبايعة من سكان الحواضر. واجتمع له جيش ضخم. فقصد مدينة مراكش ودخلها (في رمضان 1330) على رضى من أهلها. وكانت فيها فرقة من الجند هيئت لمقاومته، فانضمت إليه. وكان للمولى عبد الحفيظ خليفة فيها تقدم إليه بالطاعة. وأقبل عليه الشعراء بأماديحهم. وكان العام خصيباً فهبطت الأسعار، وعد ذلك من بركته. وعظم اعتقاد الأهالي به فأقام 24 يوماً لم يقع فيها حادث سرقة. ولم يأخذ بشيء من الاحتياط للطوارئ اعتماداً على أن الناس كلهم نصراؤه. وقصده من الدار البيضاء جيش جهزه الفرنسيون، من المغاربة، فلما كانوا على مقربة من مراكش، هزمهم رجال الهيبة. وأعيدت الكرة من الدار البيضاء (مركز الاحتلال يومئذ) فانهزم رجال الهيبة وفر هو من مراكش إلى (تارودانت) وتحصن بها. وهوجم، فخرج إلى موضع يسمى تامكر من جبال هشتوكة، وجدّ أعوان الاحتلال في مطاردته فهرب إلى بعقيلة وتوغل في جبال جزولة واستقر في موضع منها اسمه كردوس أطاعه من حوله من أهل الجبال إلى (آيت باعمران) و(الأخصاص) إلى (تندوف) من جهة الصحراء، ولاحقه جيش الاحتلال فثبت له أصحاب الهيبة وفتكوا بالمغيرين، وتجددت قوته، وحشد الفرنسيون جموعاً من أهل المغرب والجزائر والسنغال والسودان، يقودهم الجنرال غورو بمدافع وطيارات ورشاشات، عسكرت في تزنيت ونواحيها وتعددت الوقائع. وانقسم أصحاب الهيبة على أنفسهم. وقتل كثير من رجال القبائل وزعمائها. ومرض الهيبة أياماً قليلة كانت ختام حياته وتوفي بكردوس. قال صاحب المعسول: لقد أبى الهيبة إباء كليا أن ينقاد إلى الاحتلال بعدما حاول رجال الاحتلال ذلك بكل حيلة وقد أطمعوه في أن يكون خليفة لمولاي يوسف، على كل سوس، فأبى، وأطمعوه في المال والأمن والراحة.