
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِغَيـرِ العُلـى مِنّي القِلى وَالتَجَنُّبُ
وَلَولا العُلى ما كُنتُ في الحُبِّ أَرغَبُ
إِذا اللَـهُ لَـم يَعذُركَ فيما تَرومُهُ
فَمــا النـاسُ إِلّا عـاذِلٌ أَو مُـؤَنِّبُ
مَلَكـتُ بِحِلمـي فُرصـَةً مـا اِستَرَقَّها
مِـنَ الـدَهرِ مَفتولُ الذِراعَينِ أَغلَبُ
فَـإِن تَـكُ سـِنّي مـا تَطـاوَلَ باعُها
فَلـي مِـن وَراءِ المَجـدِ قَلـبٌ مُدَرَّبُ
فَحَســبِيَ أَنّـي فـي الأَعـادي مُبَغَّـضٌ
وَأَنّــي إِلـى غُـرِّ المَعـالي مُحَبَّـبُ
وَلِلحِلــمِ أَوقـاتٌ وَلِلجَهـلِ مِثلُهـا
وَلَكِـنَّ أَوقـاتي إِلـى الحِلـمِ أَقرَبُ
يَصــولُ عَلَــيَّ الجـاهِلونَ وَأَعتَلـي
وَيُعجِــمُ فــيَّ القــائِلونَ وَأُعـرِبُ
يَــرَونَ اِحتِمــالي غَصـَّةً وَيَزيـدُهُم
لَواعِــجَ ضــَغنٍ أَنَّنـي لَسـتُ أَغضـَبُ
وَأُعـرِضُ عَـن كَـأسِ النَـديمِ كَأَنَّهـا
وَميــضُ غَمـامٍ غـائِرُ المُـزنِ خُلَّـبُ
وَقــورٌ فَلا الأَلحـانُ تَأسـِرُ عَزمَـتي
وَلا تَمكُـرُ الصـَهباءُ بـي حينَ أَشرَبُ
وَلا أَعــرِفُ الفَحشــاءَ إِلّا بِوَصـفِها
وَلا أَنطِـقُ العَـوراءَ وَالقَلـبُ مُغضَبُ
تَحَلَّــمُ عَـن كَـرِّ القَـوارِضِ شـيمَتي
كَـأَنَّ مُعيـدَ المَـدحِ بِالـذَمِّ مُطنِـبِ
لِسـاني حَصـاةٌ يَقرَعُ الجَهلَ بِالحِجى
إِذا نـالَ مِنّـي العاضـِهُ المُتَـوَثِّبِ
وَلَســتُ بِــراضٍ أَن تَمَــسَّ عَزائِمـي
فُضـالاتِ مـا يُعطـي الزَمـانُ وَيَسلُبُ
غَـــرائِبُ آدابٍ حَبــاني بِحِفظِهــا
زَمـاني وَصـَرفُ الـدَهرِ نِعمَ المُؤَدِّبِ
تُرَيِّشــُنا الأَيّــامُ ثُــمَّ تَهيضــُنا
أَلا نِعـمَ ذا البـادي وَبِئسَ المُعَقِّبُ
نَهَيتُــكَ عَـن طَبـعِ اللِئامِ فَـإِنَّني
أَرى البُخـلَ يَـأتي وَالمَكارِمَ تُطلَبُ
تَعَلَـم فَـإِنَّ الجودَ في الناسِ فِطنَةٌ
تَناقَلَهـا الأَحـرارُ وَالطَبـعُ أَغلَـبُ
تُضـافِرُني فيـكَ الصـَوارِمُ وَالقَنـا
وَيَصــحَبُني مِنـكَ العُـذَيقُ المُرَجَّـبُ
نَصـَحتُ وَبَعضُ النُصحِ في الناسِ هُجنَةٌ
وَبَعــضُ التَنـاجي بِالعِتـابِ تَعَتُّـبُ
فَـإِن أَنـتَ لَـم تُعطِ النَصيحَةَ حَقَّها
فَــرُبَّ جَمــوحٍ كَــلَّ عَنـهُ المُـؤَنِّبُ
سَقى اللَهُ أَرضاً جاوَرَ القَطرُ رَوضَها
إِذِ المُـزنُ تَسـقي وَالأَباطِـحُ تَشـرَبُ
ذَكَـرتُ بِهـا عَصـرَ الشـَبابِ فَحَسـرَةً
أَفَـدتُ وَقَـد فـاتَ الَّـذي كُنتُ أَطلُبُ
ســَكَنتُكِ وَالأَيّــامُ بيــضٌ كَأَنَّهــا
مِـنَ الطيـبِ فـي أَثوابِنـا تَتَقَلَّـبُ
وَيُعجِبُنـي مِنـكَ النَسـيمُ إِذا هَفـا
أَلا كُـلَّ مـا سـَرى عَـنِ القَلبِ مُعجِبُ
وَفـي الـوَطَنِ المَـألوفِ لِلنَفسِ لَذَّةٌ
وَإِن لَـم يُنِلنـا العِـزَّ إِلّا التَقَلُّبُ
وَبَــرقٍ رَقيــقِ الطُرَّتَيــنِ لَحَظتُـهُ
إِذِ الجَـوُّ خَـوّارُ المَصـابيحِ أَكهَـبُ
فَمَــرَّ كَمــا مَــرَّت ذَوائِبُ عُشــوَةٍ
تُقــادُ بِــأَطرافِ الرِمـاحِ وَتُجنَـبُ
نَظَــرتُ وَأَلحــاظُ النُجـومِ كَليلَـةٌ
وَهَيهــاتَ دونَ البَـرقِ شـَأوٌ مُغَـرِّبُ
فَمــا اللَيــلُ إِلّا فَحمَـةٌ مُستَشـَفَّةٌ
وَمــا البَــرقُ إِلّا جَمــرَةٌ تَتَلَهَّـبُ
أَمِـن بَعـدِ أَن أَجلَلتَها وَرَقَ الدُجى
ســِراعاً وَأَغصــانُ الأَزِمَّــةِ تُجـذَبُ
وَعُــدنا بِهــا مَمغوطَـةً بِنُسـوعِها
كَمـا صـافَحَ الأَرضَ السـَراءُ المُعَبِّبُ
كَــأَنَّ تَراجيــعَ الحُـداةِ وَراءَهـا
صــَفيرٌ تَعاطـاهُ اليَـراعُ المُثَقَّـبُ
وَرَدنَ بِهــا مــاءَ الظَلامِ سـَواغِباً
وَلِلَّيــلِ جَــوٌّ بِالــدَرارِيِّ مُعشــِبُ
تُنَفِّــرُ ذَودَ الطَيـرِ عَـن وَكَراتِهـا
فَكُــــلٌّ إِذا لاقَيتَــــهُ مُتَغَـــرِّبُ
وَتَلتَـذُّ رَشـفَ المـاءِ رَنقـاً كَـأَنَّهُ
مَـعَ العِـزِّ ثَغـرٌ بارِدُ الظَلمِ أَشنَبُ
أَذَعنـا لَـهُ سـِرَّ الكَرى مِن عُيونِنا
وَسـِرُّ العُلـى بَيـنَ الجَوانِـحِ يُحجَبُ
حَـرامٌ عَلـى المَجدِ اِبتِسامي لِقُربِهِ
وَمـا هَزَّنـي فيـهِ العَنـاءُ المُقَطِّبُ
تَهُــرُّ ظُنـوني فـي المَـآرِبِ إِربَـةٌ
وَيَجنُـبُ عَزمـي فـي المَطـالِبِ مَطلَبُ
وَدَهمـاءَ مِـن لَيـلِ التَمامِ قَطَعتُها
أُغَنّــي حِــداءً وَالمَراسـيلُ تَطـرَبُ
وَلَـو شـِئتُ غَنَّتنـي الحَمـامُ عَشـيَّةً
وَلَكِنَّنــي مِــن مـاءِ عَينَـيَّ أَشـرَبُ
أَقولُ إِذا خاضَ السَميرانِ في الدُجى
أَحــاديثَ تَبــدو طالِعـاتٍ وَتَغـرُبُ
أَلا غَنِّيـــاني بِالحَــديثِ فَــإِنَّني
رَأَيـتُ أَلَـذَّ القَـولِ مـا كانَ يُطرِبُ
غِنـاءً إِذا خـاضَ المَسـامِعَ لَم يَكُن
أَمينــاً عَلـى جِلبـابِهِ المُتَجَلبِـبُ
وَنَشـوانَ مِـن خَمـرِ النُعـاسِ ذَعَرتُهُ
وَطَيفُ الكَرى في العَينِ يَطفو وَيَرسُبُ
لَـهُ مُقلَـةٌ يَسـتَنزِلُ النَـومَ جَفنُها
إِلَيهِ كَما اِستَرخى عَلى النَجمِ هَيدَبُ
ســَلَكتُ فِجــاجَ الأَرضِ غُفلاً وَمَعلَمـاً
تَجِـدُّ بِهـا أَيـدي المَطايـا وَتَلعَبُ
وَمـا شـَهوَتي لَـومَ الرَفيـقِ وَإِنَّما
كَمـا يَلتَقـي في السَيرِ ظِلفٌ وَمِخلَبُ
عَجِبـتُ لِغَيـري كَيـفَ سـايَرَ نَجمَهـا
وَسـَيرِيَ فيها يَا اِبنَةَ القَومِ أَعجَبُ
أَســيرُ وَســَرجي بِالنِجــادِ مُقَلَّـدٌ
وَأَثــوي وَبَيـتي بِـالعَوالي مُطَنَّـبُ
وَمَصــقولَةِ الأَعطـافِ فـي جَنَباتِهـا
مِــراحٌ لِأَطــرافِ العَـوالي وَمَلعَـبُ
تَجُــرُّ عَلـى مَتـنِ الطَريـقِ عَجاجَـةً
يُطارِحُهـا قَـرنٌ مِـنَ الشـَمسِ أَعضـَبُ
نَهـــارٌ بِلَألاءِ الســـُيوفِ مُفَضـــَّضٌ
وَجَــوٌّ بِحَمــراءِ الأَنــابيبِ مُـذهَبُ
تَـرى اليَـومَ مُحمَرَّ الخَوافي كَأَنَّما
عَلــى الجَـوِّ غَـربٌ مِـن دَمٍ يَتَصـَبَّبُ
صـَدَمنا بِهـا الأَعداءَ وَاللَيلُ ضارِبٌ
بِــأَرواقِهِ جَــونُ المِلاطَيـنِ أَخطَـبُ
أَخَـذنا عَلَيهِـم بِالصـَوارِمِ وَالقَنا
وَراعـي نُجـومِ اللَيـلِ حَيرانُ مُغرِبُ
فَلَـو كـانَ أَمـراً ثابِتاً عَقَلوا لَهُ
وَلَكِنَّــهُ الأَمــرُ الَّــذي لا يُجَــرَّبُ
يُراعــونَ إِسـفارَ الصـَباحِ وَإِنَّمـا
وَراءَ لِثــامِ اللَيـلِ يَـومٌ عَصَبصـَبُ
وَكُـلُّ ثَقيـلِ الصـَدرِ مِن جَلَبِ القَنا
خَفيـفِ الشـَوى وَالمَـوتُ عَجلانُ مُقرِبُ
يَجُـمُّ إِذا مـا اِسـتَرعَفَ الكَرُّ جُهدَهُ
كَمـا جَمَّـتِ الغُـدرانُ وَالماءُ يَنضُبُ
وَمـا الخَيـلُ إِلّا كَالقِـداحِ نُجيلُها
لِغُنــمٍ فَإِمّــا فــائِزٌ أَو مُخَيَّــبُ
دَعـوا شـَرَفَ الأَحسـابِ يـا آلَ ظالِمٍ
فَلا المـاءُ مَـورودٌ وَلا التُـربُ طَيِّبُ
لَئِن كُنتُــمُ فـي آلِ فِهـرٍ كَواكِبـاً
إِذا غـاضَ مِنهـا كَـوكَبٌ فـاضَ كَوكَبُ
فَنَعـتي كَنَعـتِ البَـدرِ يُنسَبُ بَينَكُم
جَهـاراً وَمـا كُـلُّ الكَـواكِبِ تُنسـَبُ
صـَحِبتُم خِضـابَ الزاعِبيّـاتِ ناصـِلاً
وَمِــن عَلَـقِ الأَقـرانِ مـا لا يُخَضـِّبُ
أُهَــذِّبُ فـي مَـدحِ اللِئامِ خَـواطِري
فَأَصـدُقُ فـي حُسـنِ المَعـاني وَأَكذِبُ
وَمـا المَـدحُ إِلّا فـي النَـبيِّ وَآلِهِ
يُــرامُ وَبَعـضُ القَـولِ مـا يُتَجَنَّـبُ
وَأَولــى بِمَـدحي مَـن أُعِـزُّ بِفَخـرِهِ
وَلا يَشــكُرُ النَعمــاءَ إِلّا المُهَـذَّبُ
أَرى الشـِعرَ فيهِـم باقِيـاً وَكَأَنَّما
تُحَلِّــقُ بِالأَشــعارِ عَنقــاءُ مُغـرِبُ
وَقـالوا عَجيـبٌ عُجـبُ مِثلـي بِنَفسِهِ
وَأَيـنَ عَلـى الأَيّـامِ مِثـلُ أَبـي أَبُ
لَعَمــرُكَ مــا أُعجِبـتُ إِلّا بِمَـدحِهِم
وَيُحســَبُ أَنّــي بِالقَصــائِدِ مُعجَـبُ
أَعِـدُّ لِفَخـري فـي المَقـامِ مُحَمَّـداً
وَأَدعـو عَليّـاً لِلعُلـى حيـنَ أَركَـبُ
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.