
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَغَـدراً يـا زَمـانُ وَيـا شَبابُ
أُصـابُ بِـذا لَقَـد عَظُمَ المُصابُ
وَمـا جَزَعـي لِأَن غَـرُبَ التَصابي
وَحَلَّــقَ عَـن مَفـارِقِيَ الغُـرابُ
فَقَبـلَ الشـَيبِ أَسلَفتُ الغَواني
قِلـىً وَأَمـالَني عَنهـا اِجتِنابُ
عَفَفـتُ عَـنِ الحِسانِ فَلَم يَرُعني
المَشـيبُ وَلَـم يُنَزِّقُني الشَبابُ
تُجــاذِبُني يَـدُ الأَيّـامِ نَفسـي
وَيوشـِكُ أَن يَكـونَ لَهـا الغِلابُ
وَتَغـدُرُ بـي الأَقـارِبُ وَالأَداني
فَلا عَجَــبٌ إِذا غَــدَرَ الصـِحابُ
نَهَضـتُ وَقَـد قَعَدنَ بِيَ اللَيالي
فَلا خَيـــلٌ أَعَـــنَّ وَلا رِكــابُ
وَمـا ذَنـبي إِذا اِتَّفَقَـت خُطوبٌ
مُغالِبَـــةٌ وَأَيّـــامٌ غِضـــابُ
وَآمُـلُ أَن تَقـي الأَيّـامُ نَفسـي
وَفـي جَنـبي لَهـا ظِفـرٌ وَنـابُ
فَمـا لـي وَالمُقـامُ عَلى رِجالٍ
دَعَـت بِهِمُ المَطامِعُ فَاِستَجابوا
وَلَـم أَرَ كَالرَجاءِ اليَومَ شَيئاً
تَـذِلُّ لَـهُ الجَمـاجِمُ وَالرِقـابُ
وَكـانَ الغَبنُ لَو ذَلّوا وَنالوا
فَكَيـفَ إِذاً وَقَـد ذَلّوا وَخابوا
يُريـدونَ الغِنـى وَالفَقـرُ خَيرٌ
إِذا مـا الـذُلُّ أَعقَبَـهُ الطِلابُ
وَبَعــضُ العُـدمِ مَـأثَرَةٌ وَفَخـرٌ
وَبَعــضُ المـالِ مَنقَصـَةٌ وَعـابُ
بَنـاني وَالعِنـانُ إِذا نَبَت بي
رُبــى أَرضٍ وَرَحلــي وَالرِكـابُ
وَســابِغَةٌ كَـأَنَّ السـَردَ فيهـا
زُلالُ المــاءِ لَمَّعَــهُ الحَبـابُ
مِـنَ اللائي يُمـاطُ العَيبُ عَنها
إِذا نُثِلَـت لَدى الرَوعِ العِيابُ
إِذا اِدُّرِعَـت تَجَنَّبَـتِ المَواضـي
مَعاجِمَهــا وَقَهقَهَــتِ الكِعـابُ
وَمُشـرِفَةُ القَـذالِ تَمُـرُّ رَهـواً
كَمـا عَسَلَت عَلى القاعِ الذِئابُ
مُجَلِّيَــةٌ تَشــُقُّ بِهــا يَـداها
كَمــا جَلّـى لِغـايَتِهِ العُقـابُ
وَمَرقَبَــةٍ رَبَـأتُ عَلـى ذُراهـا
وَلِلَّيــلِ اِنجِفــالٌ وَاِنجِيــابُ
بِقُـربِ النَجمِ عالِيَةِ الهَوادي
يَـبيتُ عَلـى مَناكِبِهـا السَحابُ
إِلـى أَن لَـوَّحَ الصُبحُ اِنفِتاقاً
كَمـا جُلّـي عَـنِ العَضبِ القِرابُ
وَقَـد عَرَفَـت تَـوَقُّلِيَ المَعـالي
كَمــا عَرَفَـت تَـوَقُّلِيَ العِقـابُ
وَنَقــبِ ثَنِيَّــةٍ ســَدَدتُ فيهـا
أَصــَمَّ كَــأَنَّ لَهــذَمَهُ شــِهابُ
لِأَمنَــعَ جانِبــاً وَأُفيـدَ عِـزّاً
وَعِـزُّ المَـرءِ مـا عَـزَّ الجَنابُ
إِذا هَــولٌ دَعــاكَ فَلا تَهَبــهُ
فَلَـم يَبقَ الَّذينَ أَبَوا وَهابوا
كُلَيــبٌ عاقَصــَتهُ يَــذٌ وَأَودى
عُتَيبَــةُ يَــومَ أَقعَصــَهُ ذُؤابُ
سـَواءٌ مَـن أَقَـلَّ التُـربُ مِنّـا
وَمَــن وارى مَعـالِمَهُ التُـرابُ
وَإِنَّ مُزايِـلَ العَيـشِ اِختِصـاراً
مُسـاوٍ لِلَّـذينَ بَقـوا فَشـابوا
فَأَوَّلُنـا العَنـاءُ إِذا طَلَعنـا
إِلـى الـدُنيا وَآخِرُنا الذَهابُ
إِلى كَم ذا التَرَدِّدُ في الأَماني
وَكَـم يُلـوي بِنـاظِرِيَ السـَرابُ
وَلا نَقـــعٌ يُثــارُ وَلا قَتــامٌ
وَلا طَعـــنٌ يُشـــَبُّ وَلا ضــِرابُ
وَلا خَيــلٌ مُعَقَّــدَةُ النَواصــي
يَمـوجُ عَلـى شـَكائِمِها اللُعابُ
عَلَيهـا كُـلُّ مُلتَهِـبُ الحَواشـي
يُصــيبُ مِـنَ العَـدوِّ وَلا يُصـابُ
أَمـامَ مُجَلجِـلٍ كَاللَيـلِ تَهـوي
أَواخِــرَهُ الجَمايِـلُ وَالقِبـابُ
وَأَيــنَ يَحيـدُ عَـن مُضـَرٍ عَـدوٌّ
إِذا زَخَـرَت وَعَـبَّ لَهـا العُبابُ
وَقَـد زَأدَت ضـَراغِمُها الضَواري
وَقَـد هَـدَرَت مَصـاعِبُها الصِعابُ
هُنالِــكَ لا قَريــبَ يَـرُدُّ عَنّـا
وَلا نَســَبٌ يَنُــطُّ بِنــا قَـرابُ
ســَأَخطُبُها بِحَـدِّ السـَيفِ فِعلاً
إِذا لَـم يُغـنِ قَـولٌ أَو خِطـابُ
وَآخُــذُها وَإِن رُغِمَــت أُنــوفٌ
مُغالَبَـــةً وَإِن ذَلَّــت رِقــابُ
وَإِنَّ مُقـامَ مِثلـي فـي الأَعادي
مُقــامُ البَـدرِ تَنبَحُـهُ الكِلابُ
رَمَــوني بِــالعُيوبِ مُلَفَّقــاتٍ
وَقَــد عَلِمـوا بِـأَنّي لا أُعـابُ
وَإِنّــي لا تُدَنِّســُني المَخـازي
وَإِنّــي لا يُرَوِّعُنــي الســِبابُ
وَلَمّـا لَـم يُلاقـوا فـيَّ عَيبـاً
كَسـوني مِـن عُيـوبِهِمُ وَعـابوا
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.