
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعَلِمـتَ مَـن حَمَلـوا عَلـى الأَعوادِ
أَرَأَيـتَ كَيـفَ خَبـا ضـِياءُ النادي
جَبَـلٌ هَوى لَو خَرَّ في البَحرِ اِغتَدى
مِــن وَقعِــهِ مُتَتــابِعَ الإِزبــادِ
مـا كُنتُ أَعلَمُ قَبلَ حَطِّكَ في الثَرى
أَنَّ الثَــرى يَعلـو عَلـى الأَطـوادِ
بُعـداً لِيَومِـكَ فـي الزَمـانِ فَإِنَّهُ
أَقـذى العُيـونَ وَفَـتَّ فـي الأَعضادِ
لا يَنفَـدُ الـدَمعُ الَّـذي يُبكـى بِهِ
إِنَّ القُلــوبَ لَــهُ مِــنَ الأَمـدادِ
كَيـفَ اِنمَحـى ذاكَ الجَنـابُ وَعُطِّلَت
تِلـكَ الفِجـاجُ وَضـَلَّ ذاكَ الهـادي
طــاحَت بِتِلـكَ المَكرُمـاتِ طَـوائِحٌ
وَعَـدَت عَلـى ذاكَ الجَـوادِ عَـوادي
قـالوا أَطاعَ وَقيدَ في شَطَنِ الرَدى
أَيــدي المَنـونِ مَلَكـتِ أَيَّ قِيـادِ
مِـن مُصـعَبٍ لَـو لَـم يَقُـدهُ إِلَهُـهُ
بِقَضــائِهِ مــا كــانَ بِالمُنقـادِ
هَــذا أَبــو إِسـحَقَ يُغلِـقُ رَهنُـهُ
هَــل ذا يَــدٍ أَو مـانِعٍ أَو فـادِ
لَـو كُنـتَ تُفـدى لَاِفتَـدَتكَ فَـوارِسٌ
مُطِــروا بِعـارِضِ كُـلِّ يَـومِ طِـرادِ
وَإِذا تَـــأَلَّقَ بـــارِقٌ لِوَقيعَــةٍ
وَالخَيــلُ تَفحَـصُ بِالرِجـالِ بَـدادِ
سَلوّا الدُروعَ مِنَ العُبابِ وَأَقبَلوا
يَتَحَــدَّبونَ عَلـى القَنـا المَيّـادِ
لَكِـن رَمـاكَ مُجَبِّـنُ الشـُجعانِ عَـن
إِقـــدامِهِم وَمُضَعضـــِعُ الأَنجــادِ
كَـاللَيثِ يـوهَنُ بِـالتَرابِ وَيَمتَلي
نَومــاً عَلــى الأَضـغانِ وَالأَحقـادِ
وَالــدَهرُ تَـدخُلُ نافِـذاتُ سـِهامِهِ
مَــأوى الصــِلالِ وَمَربَــضَ الآسـادِ
أَلقـى الجِـرانَ عَلـى عَنطَنطِ حِميَرٍ
فَمَضــى وَمَــدَّ يَــداً لِأَحمَـرٍ عـادِ
أَعـزِز عَلَـيَّ بِـأَن أَراكَ وَقَـد خَلَت
مِــن جانِبَيــكَ مَقــاوِدُ العُـوّادِ
أَعِـزِز عَلَـيَّ بِـأَن يُفـارِقَ نـاظِري
لَمَعــانَ ذاكَ الكَــوكَبِ الوَقّــادِ
أَعــزِز عَلَـيَّ بِـأَن نَزَلـتَ بِمَنـزِلٍ
مُتَشـــابِهِ الأَمجـــادِ وَالأَوغــادِ
فـي عُصـبَةٍ جُنِبـوا إِلـى آجـالِهِم
وَالــدَهرُ يُعجِلُهُــم عَــنِ الإِروادِ
ضـَرَبوا بِمَدرَجَـةِ الفَنـاءِ قِبابَهُم
مِــن غَيــرِ أَطنــابٍ وَلا أَوتــادِ
رَكــبٌ أَنــاخوا لا يُرجّــى مِنهُـمُ
قَصــــدٌ لِإِتِهــــامٍ وَلا إِنجـــادِ
كَرِهـوا النُـزولَ فَـأَنزَلَتهُم وَقعَةٌ
لِلـــدَهرِ بارِكَــةٌ بِكُــلِّ مَقــادِ
فَتَهــافَتوا عَـن رَحـلِ كُـلِّ مُـذَلَّلٍ
وَتَطــاوَحوا عَـن سـَرجِ كُـلِّ جَـوادِ
بـادونَ فـي صـُوَرِ الجَميـعِ وَإِنَّهُم
مُتَفَــــرِّدونَ تَفَــــرُّدَ الآحـــادِ
مِمّــا يُطيــلُ الهَـمَّ أَنَّ أَمامَنـا
طـــولَ الطَريــقِ وَقِلَّــةَ الأَزوادِ
عُمـري لَقَـد أَغمَـدتُ مِنـكَ مُهَنَّـداً
فـي التُـربِ كـانَ مُمَـزِّقَ الأَغمـادِ
قَـد كُنـتُ أَهوى أَن أُشاطِرَكَ الرَدى
لَكِــن أَرادَ اللَــهُ غَيـرَ مُـرادي
وَلَقَـد كَبـا طَـرفُ الرُقادِ بِناظِري
أَســَفاً عَليــكَ فَلا لَعــاً لِرُقـادِ
ثَكِلَتـكَ أَرضٌ لَـم تَلِـد لَـكَ ثانِياً
أَنّـــى وَمِثلُـــكَ مُعــوَذُ الميلادِ
مَـن لِلبَلاغَـةِ وَالفَصـاحَةِ إِن هَمَـى
ذاكَ الغَمــامُ وَعَـبَّ ذاكَ الـوادي
مَـن لِلمُلـوكِ يَجُـزُّ فـي أَعـدائِها
بِظُـبىً مِـنَ القَـولِ البَليـغِ حِدادِ
مَــن لِلمَمالِــكِ لا يَـزاكُ يُلِمُّهـا
بِســـِدادِ أَمــرٍ ضــائِعٍ وَســَدادِ
مَــن لِلجَحافِــلِ يَسـتَزِلُّ رِماحَهـا
وَيَـــرُدُّ رَعلَتَهـــا بِغَيـــرِ جِلادِ
مَــن لِلمَــوارِقِ يَسـتَرِدُّ قُلوبَهـا
بِـــزَلازِلِ الإِبـــراقِ وَالإِرعـــادِ
وَصــَحايِفٍ فيهــا الأَراقِــمُ كُمَّـنٌ
مَرهوبَـــةُ الإِصـــدارِ وَالإيــرادِ
تَـدمى طَوائِعُهـا إِذا اِستَعرَضـتَها
مِــن شــِدَّةِ التَحــذيرِ وَالإيعـادِ
حُمــرٌ عَلـى نَظَـرِ العَـدُوِّ كَأَنَّمـا
بِـــدَمٍ يَخُـــطُّ بِهِــنَّ لا بِمِــدادِ
يُقــدِمنَ إِقـدامَ الجُيـوشِ وَباطِـلٌ
أَن يَنهَزِمـــنَ هَــزائِمَ الأَجنــادِ
فِقَـرٌ بِهـا تُمسـي المُلـوكُ فَقيرَةً
إِبَــداً إِلـى مَبـدىً لَهـا وَمَعـادِ
وَتَكـونُ صـَوتاً لِلحَـرونِ إِذا وَنـى
وَعِنـانَ عُنـقِ الجامِـحِ المُتَمـادي
تُرقـي وَتَلذَعُ في القُلوبِ وَإِن يَشا
حَــطَّ النَجـومَ بِهـا مِـنَ الأَبعـادِ
إِنَّ الــدُموعَ عَلَيـكَ غَيـرُ بَخيلَـةٍ
وَالقَلــبَ بِالسـُلوانِ غَيـرُ جَـوادِ
سـَوَّدتَ مـا بَيـنَ الفَضـاءِ وَناظِري
وَغَســَلتَ مِــن عَينَــيَّ كُـلَّ سـَوادِ
رَيُّ الخُـدودِ مِـنَ المَـدامِعِ شـاهِدٌ
أَنَّ القُلــوبَ مِـنَ الغَليـلِ صـَوادِ
مـا كُنـتُ أَخشـى أَن تَضـِنَّ بِلَفظَـةٍ
لِتَقـومَ بَعـدَكَ لـي مَقـامَ الـزادِ
مـاذا الَّـذي مَنَـعَ الفَنيقَ هَديرَهُ
مِــن بَعــدِ صـَولَتِهِ عَلـى الأَذوادِ
ماذا الَّذي حَبَسَ الجَوادَ عَنِ المَدى
مِــن بَعــدِ سـَبقَتِهِ إِلـى الآمـادِ
مـاذا الَّـذي فَجَـعَ الهُمامَ بِوَثبَةٍ
وَعَـدا عَلـى دَمِـهِ وَكـانَ العـادي
قُــل لِلنَــوائِبِ عَــدِّدي أَيّــامَهُ
يَغنــى عَـنِ التَعـدادِ بِالتَطـدادِ
حَمّـــالُ أَلوِيَــةِ العَلاءِ بِنَجــدَةٍ
كَالسـَيفِ يَغنـى عَـن مَنـاطِ نِجـادِ
قَلَصــَت أَظِلَّــةُ كُــلَّ فَضـلٍ بَعـدَهُ
وَأَمَــرَّ مَشــرَبُها عَلــى الـوُرّادِ
لَقَضــى لِسـانُكَ مُـذ ذَوَت ثَمَراتُـه
أَن لا دَوامَ لِنُضــــرَةِ الأَعـــوادِ
وَقَضـى جَنانُـكَ مُـذ قَضـَت وَقـداتُهُ
أَن لا بَقــاءَ لِقَــدحِ كُــلِّ زِنـادِ
بَقِيَــت أُعَيجــازٌ يَضــِلُّ تَبيعُهـا
وَمَضــَت هَــوادٍ لِلرِجــالِ هَــوادِ
يـا لَيـتَ أَنّي ما اِقتَنَيتُكَ صاحِباً
كَــم قِنيَـةٍ جَلَبَـت أَسـىً لِفُـؤادي
إِن لَـم تَسـُفَّ إِلـى التَناسُلِ نَفسُهُ
كُفِـــيَ الأَســى بِتَفاقُــدِ الأَودادِ
بَـردُ القُلـوبِ لِمَـن تُحِـبُّ بَقـاءَهُ
مِمّـــا يَجُــرُّ حَــرارَةَ الأَكبــادِ
لَيـسَ الفَجـائِعُ بِالـذَخائِرِ مِثلَها
بِأَماجِـــدِ الأَعيـــانِ وَالأَفــرادِ
وَيَقـولُ مَـن لَـم يَـدرِ كُنهَكَ إِنَّهُم
نَقَصــوا بِـهِ عَـدَداً مِـنَ الأَعـدادِ
هَيهـاتَ أَدرَجَ بَيـنَ بُردَيـكَ الرَدى
رَجُــلَ الرِجــالِ وَأَوحَــدَ الآحـادِ
لا تَطلُـــبي يـــانَفسِ خِلّاً بَعــدَهُ
فَلَمِثلُــهُ أَعيــا عَلـى المُرتـادِ
فُقِــدَت مُلائِمَــةُ الشـُكولِ بِفَقـدِهِ
وَبَقيــتُ بيــنَ تَبــايُنِ الأَضـدادِ
مـا مَطعَـمُ الـدُنيا بِحُلـوٍ بَعـدَهُ
أَبَــداً وَلا مــاءُ الحَيـا بِبُـرادِ
الفَضـلُ ناسـَبَ بَينَنـا إِن لَم يَكُن
شـــــَرَفي مِناســــِبَهُ وَلا ميلادي
إِن لَـم تَكُـن مِـن أُسرَتي وَعَشيرَتي
فَلَأَنــتَ أَعلَقُهُــم يَــداً بِـوِدادي
لَـو لَم يَكُن عالي الأَصولِ فَقَد وَفى
شــَرَفُ الجُــدودِ بِسـُؤدُدِ الأَجـدادِ
لا دَرَّ دَرّي إِن مَطَلتُــــكَ ذِمَّــــةً
فـــي بــاطِنٍ مُتَغَيّــبٍ أَو بــادِ
إِنَّ الوَفـاءَ كَما اِقتَرَحتُ فَلَو يَكُن
حَيّــاً إِذا مــا كُنـتُ بِـالمُزدادِ
لَيــسَ التَنـافُثُ بَينَنـا بِمُعـاوَدٍ
أَبَــداً وَلَيــسَ زَمانُنــا بِمُعـادِ
ضــاقَت عَلَــيَّ الأَرضُ بَعـدَكَ كُلُّهـا
وَتَرَكـــتَ أَضـــيَقَها عَلَــيَّ بِلادي
لَـكَ فـي الحَشى قَبرٌ وَإِن لَم تَأوِهِ
وَمِــنَ الــدُموعِ رَوائِحٌ وَغَــوادي
سـَلّوا مِـنَ الأَبـرادِ جِسمَكَ وَاِنثَنى
جِســمي يُسـِلُّ عَلَيـكَ فـي الأَبـرادِ
كَـم مِـن طَويـلِ العُمرِ بَعدَ وَفاتِهِ
بِالـذِكرِ يَصـحَبُ حاضـِراً أَو بـادي
مـا مـاتَ مَـن جَعَلَ الزَمانَ لِسانُهُ
يَتلــو مَنــاقِبَ عُــوَّداً وَبَـوادي
فَـاِذهَب كَمـا ذَهَـبَ الرَبيعُ وَإِثرُهُ
بـــاقٍ بِكُـــلِّ خَمايِــلٍ وَنِجــادِ
لا تَبعَــدَنَّ وَأَيــنَ قُربُـكَ بَعـدَها
إِنَّ المَنايـــا غايَــةُ الأَبعــادِ
صـَفَحَ الثَـرى عَـن حُـرِّ وَجهِـكَ أَنَّهُ
مُغــرىً بِطَــيِّ مَحاســِنِ الأَمجــادِ
وَتَماسـَكَت تِلـكَ البَنـانُ فَطالَمـا
عَبِــثَ البِلــى بِأَنامِـلِ الأَجـوادِ
وَســَقاكَ فَضــلُكَ إِنَّـهُ أَروى حَيـاً
مِـــن رائِحٍ مُتَعَـــرِّسٍ أَو غـــادِ
جَــدَثٌ عَلــى أَن لا نَبـاتَ بِأَرضـِهِ
وَقَفَــت عَليــهِ مَطــالِبُ الـرُوّادِ
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.