
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فــديتك غـرّد أيـا طـائري
لعلــك تهــدئ مــن ثـائر
عهـدتك يـا بلبلـي معبـداً
تغنــي علــى وتــر سـاحر
تشــــقُّ الظلام بتغريـــدةٍ
فينبلــج الصــبح للنـاظر
وتصـغى النجوم اليك فتخبو
وتغـرق فـي الفلـك الدائر
ألـم تـك فـي وحدتي مؤنسي
أبثـك مـا جـاش فـي خاطري
تنـوح إذا مـا جـرى مدمعي
كــأن فــؤادك فـي نـاظري
فيـا لـك مـن شـاعرٍ ناثراً
دمـوع الوفـاء علـى شـاعر
أصـمتاً وهـذه الطيور تغنت
علــى كــل مخضوضـر زاهـر
ومـاج الضـياء بزهر الربى
فمــاس بجلبــابه البـاهر
فمـن قـال لليـل ان ينجلي
ومــا كــان الأك مـن آمـر
وبشـرَّ بالصـبح اهـل الكرى
فهبـوا علـى شـدوه الباكر
عـراك نظـام الحياة وشيكاً
فعـرّاك مـن ريشـك الفـاخر
وجمـت حيـاءً وجوم العذارى
دُهمـن علـى العُري بالفاجر
أتأسـي لخلعـك ريشـك أمـا
لخلعـك ثـوب الصبا الناضر
وربَّ جديــد ينســيَّ قـديماً
ويطمــس ذكـرى شـقاً غـابر
ألسـت ترانـي وزهـو شبابي
تــولى سـكنت إلـى حاضـري
وتهــت بتـاج علـى مفرقـي
ترصــَّع بــالقمر الســافر
فليـس الحياة بحسن الشباب
ولكـن بعـزم الفتى الباتر
وهذي الكهولة أو في ذماماً
وأدعـى إلـى العمل الكابر
فــديتك غــرّد ولا تبــتئس
فلسـت علـى الصمت بالصابر
فمـن ذا يغيّـر شرع الحياة
ويطغـو علـى قـدرة القادر
عقل الجر: شاعر لبناني ولد في جبيل موطن أمه، ونشأ في يحشوش موطن أبيه, درس الطب والحقوق ولم يكمل اي منهما , وراح يتنقّل بين مصر وباريس ولبنان، هاجر الى البرازيل وعمل في الصحافة ونظم الشعر،أسس النادي الفينيقي الذي أصبح منتجع أهل الفكر والقلم، واشترك في تأسيس العصبة الأندلسية التي كان لها التأثير العميق في تشجيع الأدب وتوجيهه في أميركة اللاتينية.توفي سنة 1945، ونُقل رفاته إلى جبيل سنة 1966،لعقل الجُر ديوان شعر بعنوان quotالعناقيدquot كما له مجموعة من المقالات والخُطب الاجتماعية والسياسية. وشعره يمتاز بكونه شعر العقل والفكر الذي تختلج فيه العاطفة الصادقة والوطنية الاغترابية اللبنانية بأشد ما فيها من حنين يُذكيه البُعد وتمدّه الذكريات، ولا سيّما إبان الحرب العالمية الأولى وقد حلّت بلبنان أشدّ الويلات فكان لها في حنين الشاعر جراح وزفرات. وهكذا كان شعر الجرّ حافلاً بالروح الوطنية، وصفاء التعبير، ومتانة الأسلوب. قيل فيه:هو أشدّ المحافظين على القواعد، المعجبين بأدب السلف إعجاباً يحمله على تقليده الرصين المباني، مع الانطلاق في المعاني إلى حيث شاءت فكرته المنيرة وعاطفته المشبوبة.تعريف عن الشاعر في :الشاعر عقل الجر، مجلة الأديب - كانون الثاني 1947: 72.أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية، جورج صيدح - بيروت 1957.الشعر العربي في المهجر، إحسان ومحمد يوسف نجم، بيروت 1957.الجامع في تاريخ الأدب العربي، حنا الفاخوري، المجلد الثاني (الأدب الحديث)، طبعة بيروت، دار الجيل, ص 625- 626.(المصدر : الويكيبيديا)