
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عيـــدٌ بــأيِّ غــدٍ زاهٍ تمنيَّنــا
لا كنـتَ يـا عيد إن خابت أمانينا
طـال الوقـوف وفـي اكبادنـا ظمـأ
هـل فـي كؤوسـكَ مـن خمـرٍ تروّينا
ام فــي كؤوســكَ تعليـلٌ ومـبردةٌ
مـن ذا يـبرّد بالثلـج البراكينا
لا بـارك اللـه فـي يـومٍ نُسام به
ضـيماً فيـبرأ منـا مجـدُ ماضـينا
الـم نكـن وعيـونُ الشـرق شاخصـةً
شـعباً علـى صـغرهِ فـاق الملايينا
الـم نكـن وبحـارُ الكـون مسرحنا
نلقـي علـى أيهـا شـئنا مراسينا
الـم نكـن لبنـي الـدنيا اساتذة
حـتى حـروف الهجا من صنع أيدينا
الــم نكـن وجيـوش الفتـح مطبقـةٌ
مـن كـل صوب نذود العِرض والدينا
نحمـي حمى الأرزِ لا الابطال ترهبنا
ولا نهــاب عديــداً مـن اعادينـا
يحلـو لـك الافـق إِ تزحف جحافلنا
وتكسـف الشـمس إِن تلمـع مواضينا
إِنـا ثبتنـا ثبـات الأرزِ فـي جبلٍ
قـد جـاور اللـه في اعلى عليينا
وارى الزمـان شـعوباً فـي غياهبه
وقصــرت يــده عــن ان توارينـا
قـل للأولى انتقصوا لبنانَ عن حسدٍ
هـل للزرازيرِ ان تلحو الشواهينا
مـن هـذَّب اللغـة الفصحة وانعشها
وأوسـع النظـم والانشـاء تحسـينا
مـن سيّر الصحفَ في القطرين حاملة
مــن العلـوم افانينـاً افانينـا
هــذي مآثرنـا نـدلي بهـا حجبـاً
للجاحـد الفضـل لا فخـراً وتمنينا
للأرز عطـف علـى العاصي على بردى
علــى مرابــعَ جيــرانٍ ميامينـا
خيـرُ الجـوارِ جـوارٌ تُسـتزاد بـه
أواصــر الـودّ إِحكامـاً وتمكينـا
يـا يـومَ أيلـول والأيـام مبدلـة
حـالاً بحـالٍ الا اطلع بالسنا فينا
وانقـل إلى الأرز انا في مهاجرنا
الشـوقُ يقتلنـا والـذكر يحيينـا
قـالوا هجرنـا وبتَّ الهجر عروتنا
بمـوطنٍ مـن قـديم الـدهر ينمينا
تخرُّصــــاً واحاديثـــاً ملفقـــةً
لا شيء في الكون عن لبنان يسلينا
مــن كـان مـوطنهُ مجلـى مفـاخره
لـن يرتضـى بـدلاً منـه ولـو حينا
هـل بعد لبنان تحت الشمس من وطنٍ
يسـبي النواظرَ أو يصبي المحبينا
قـد افـرغ اللـه فيـه كـل قدرتهِ
فجـاء مسـكاً تـرابُ الأرزِ لا طينـا
وكللــت يــده بــالزهر مفرقــه
فعــانقت قمَّــة الميـزاب صـنينا
وفجّـر المـاء فيـه كـوثراً عـذباً
يحيـى فيغنـي عن الدم الشرايينا
مــا للربيـع نـزوحٌ عـن خمـائله
يكســو حواشــيها ورداً ونسـرينا
يسـري النسـيم وفـي انفاسـه أرجٌ
ممّـا يقبّـلُ فـي الفجر الرياحينا
والطيـر إن تـترنم فـي ارائكهـا
تخالهـا النـاي إِيقاعاً وتلحينا
يصـحو النهـار على تغريدها مرحاً
ويرقـد الليـلُ مخمـوراً ومفتونـا
قومي الأوى هجروا لبنان واقتعدوا
غـوارب الغـرب هبُّـوا مسـتفيقينا
ما العزُّ بالمال إِن تحيوا بلا وطن
والنـاس أوطـانهم باتت لهم دينا
إِن الغريــب يــتيمٌ فـي مطـارحه
وإِن اصــاب بهـا خصـباً وتأمينـا
عـودوا إلـى عشّكم عودوا إلى وطن
قبــور اجــدادنا فيـهِ تنادينـا
عـودوا إلى الأرز ننشر بندَ دولته
مـن قبلمـا قبضـة الأيـام تطوينا
عقل الجر: شاعر لبناني ولد في جبيل موطن أمه، ونشأ في يحشوش موطن أبيه, درس الطب والحقوق ولم يكمل اي منهما , وراح يتنقّل بين مصر وباريس ولبنان، هاجر الى البرازيل وعمل في الصحافة ونظم الشعر،أسس النادي الفينيقي الذي أصبح منتجع أهل الفكر والقلم، واشترك في تأسيس العصبة الأندلسية التي كان لها التأثير العميق في تشجيع الأدب وتوجيهه في أميركة اللاتينية.توفي سنة 1945، ونُقل رفاته إلى جبيل سنة 1966،لعقل الجُر ديوان شعر بعنوان quotالعناقيدquot كما له مجموعة من المقالات والخُطب الاجتماعية والسياسية. وشعره يمتاز بكونه شعر العقل والفكر الذي تختلج فيه العاطفة الصادقة والوطنية الاغترابية اللبنانية بأشد ما فيها من حنين يُذكيه البُعد وتمدّه الذكريات، ولا سيّما إبان الحرب العالمية الأولى وقد حلّت بلبنان أشدّ الويلات فكان لها في حنين الشاعر جراح وزفرات. وهكذا كان شعر الجرّ حافلاً بالروح الوطنية، وصفاء التعبير، ومتانة الأسلوب. قيل فيه:هو أشدّ المحافظين على القواعد، المعجبين بأدب السلف إعجاباً يحمله على تقليده الرصين المباني، مع الانطلاق في المعاني إلى حيث شاءت فكرته المنيرة وعاطفته المشبوبة.تعريف عن الشاعر في :الشاعر عقل الجر، مجلة الأديب - كانون الثاني 1947: 72.أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية، جورج صيدح - بيروت 1957.الشعر العربي في المهجر، إحسان ومحمد يوسف نجم، بيروت 1957.الجامع في تاريخ الأدب العربي، حنا الفاخوري، المجلد الثاني (الأدب الحديث)، طبعة بيروت، دار الجيل, ص 625- 626.(المصدر : الويكيبيديا)