
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيهـا العـام قبـل أن تتوارى
خلـف سـجف الـدهور قـف نتودع
وقفــة قبــل ان تكــرَّ ثـوانِ
باقيــات علـى شـفاك المصـدَّع
ان مــا بيننــا حـديث عتـابٍ
مـن هـديل الحمام أشجى وأوقع
كنــت بــالأمس عـاهلاً مسـتبداً
مالـك اليـوم عـن سريرك تخلع
ان كأســاً أدرت للنـاس منهـا
علقمـا قـاربت شـفاهك فـاجرع
قـد شـطرت الانـام شـطرين هذا
منــك فــي مـأمن وذاك مـروَّع
كــم فقيــرٍ حبــوته بــثراءٍ
وثــرى ادلــت منــه فــأدقع
وأمـــاني بــدلتها بمنايــا
ومنايــا دفعتهـا ليـس تُـدفع
وأمـور صـرفتها عـن مراميهـا
الجسـام مـن غيـر قصـدٍ ومطمع
أنـت يا ابن الزمان مالك عهدٌ
كــل عهـدٍ مـع الزمـان مُضـيَّع
انـت كالغانيـات خلـقً وخُلقـاً
تصـدق النـاس تـارة ثـم تخدع
انــت كـالبحر ان وهبـت بمـدٍ
رحــت بـالجزر تسـترد وتمنـع
لا تلمنـي علـى العتـاب فـاني
طافـح النفـس مـن خطوبك موجع
لملـم الـذيل وارتحـل بأمـان
عـلَّ وجـه الجديد بالخير يطلع
أيهــا المقبـل الجديـد سـلاماً
بسـم الفجـر عـن محياك فاسطع
مـا تـرى الناس والبشائر زفّت
وطبـول السـرور في الأرض تقرع
عكفــاً لا يعــون حــول رحيـقٍ
ذاب كـالتبر في الكؤوس وشعشع
كلهـــم راقــب رســول ســلام
فيـك يـولي النفـوس ما تتوقع
فمنـــى جمــة اليــك تُزجَّــى
ورغــــابٌ لجوجـــة تتنـــوع
بينمـا المترفـات تطلـب ماساً
تطلـب البائسـات خـبزاً لتشبع
يـا لنـادٍ اظلُّـه البشـر حـتى
خُلتـه للنعيـم والزهـو مرتـع
طلعــت للجمــال فيــه بـدورٌ
فغــدا بالبـدور أفقـاً مرصـَّع
رُفعــت فيــه مـن ورودٍ قبـابٌ
زاهيـــاتٌ اريجهـــا يتضــوع
مـاجت الكهربـاء فيهـا فلاحـت
مثـل قـوس السحاب لوناً ومطلع
يســتفز النفـوس للرقـص عـزفٌ
آخـــذ ســحره بلــبٍ ومســمع
وحســــان يزينهـــنَّ عفـــاف
مســـفرات وبالحيــا تتقنــع
يقتســمن السـرور كـراً وفـراً
دائرات تجيــء آنــاً وترجــع
فقــدودٌ وهــت لجــذب بنــانٍ
تتثنــى مـع الغنـاء الموقـع
وجبــاه تنفــس الصـبح فيهـا
قطــرات النــدى بهـا تتلمـع
وصــدورٌ كأنمـا الطيـر فيهـا
خافقــات بهـا المنـى تتـدفع
منِّ هذي النفوس بالوعد يا عام
فــان النفـوس بالوعـد تقنـع
واغـدق الخيـرَ فالجميـلُ جميلٌ
ودع النــاس بالصــفا تتمتـع
عقل الجر: شاعر لبناني ولد في جبيل موطن أمه، ونشأ في يحشوش موطن أبيه, درس الطب والحقوق ولم يكمل اي منهما , وراح يتنقّل بين مصر وباريس ولبنان، هاجر الى البرازيل وعمل في الصحافة ونظم الشعر،أسس النادي الفينيقي الذي أصبح منتجع أهل الفكر والقلم، واشترك في تأسيس العصبة الأندلسية التي كان لها التأثير العميق في تشجيع الأدب وتوجيهه في أميركة اللاتينية.توفي سنة 1945، ونُقل رفاته إلى جبيل سنة 1966،لعقل الجُر ديوان شعر بعنوان quotالعناقيدquot كما له مجموعة من المقالات والخُطب الاجتماعية والسياسية. وشعره يمتاز بكونه شعر العقل والفكر الذي تختلج فيه العاطفة الصادقة والوطنية الاغترابية اللبنانية بأشد ما فيها من حنين يُذكيه البُعد وتمدّه الذكريات، ولا سيّما إبان الحرب العالمية الأولى وقد حلّت بلبنان أشدّ الويلات فكان لها في حنين الشاعر جراح وزفرات. وهكذا كان شعر الجرّ حافلاً بالروح الوطنية، وصفاء التعبير، ومتانة الأسلوب. قيل فيه:هو أشدّ المحافظين على القواعد، المعجبين بأدب السلف إعجاباً يحمله على تقليده الرصين المباني، مع الانطلاق في المعاني إلى حيث شاءت فكرته المنيرة وعاطفته المشبوبة.تعريف عن الشاعر في :الشاعر عقل الجر، مجلة الأديب - كانون الثاني 1947: 72.أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية، جورج صيدح - بيروت 1957.الشعر العربي في المهجر، إحسان ومحمد يوسف نجم، بيروت 1957.الجامع في تاريخ الأدب العربي، حنا الفاخوري، المجلد الثاني (الأدب الحديث)، طبعة بيروت، دار الجيل, ص 625- 626.(المصدر : الويكيبيديا)