
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وداعـاً أيهـا البلـدُ الجميلُ
فقـد أزف النوى ودنا الرحيلُ
وداعــاً ليــس يعقبـهُ لقـاءٌ
إِذا يحشــوش عشــَّت أو جبُيـلُ
ولسـتُ أعـقُّ فضـلك غيـر انـي
إلــى وطـنٍ ربيـتُ بـه أميـل
تغلغـلَ حبّـهُ فـي القلـبِ حتى
تــولاني مــن الحـبِ النحـول
ومـا انسـى علـى شاطيك عهداً
مضــى فكــأنهُ حلــمٌ جميــلُ
تنــوَّعتِ الـرؤى فيـه فحـاكى
كتابــاً كــل أســطرةِ فصـول
فكـم ذا أشـرقت شـمس الاماني
وكـم غربـت وقـد غرب السبيل
تجــاذب مركــبي مــدُّ وجـزرُ
وراوح مقصــدي عجــزٌ وحَــول
فلـم آسـف علـى الإدبار يوماً
ولـم يـكُ لـي بإِقبـالٍ حُفـول
لعمـركَ ليـس يجـدي النفس همُّ
ومكـثُ المرءِ في الدنيا قليل
وان تنهـد لـدهرك فـي قضـاءِ
فأيسـرُ مـا تـروم المسـتحيل
علـى الريـو ومـن فيهـا سلامٌ
يضـوع بعرفـهِ النسـمُ البليلُ
صــحابي عهـد إِلفتنـا تـولَّى
فلا كـــأسٌ تُــدارُ ولا شــمول
أغـادركم وفـي الاحشـاء نـارٌ
ابــى اطفاءَهــا دمـعٌ يسـيل
وطعــم الـبين ممجـوج مريـرٌ
إذا مـا فـارق الخـلَّ الخليل
سـأذكركم إذا الارز احتـواني
غـداً وأفـاءَني الظـلُّ الظليل
ومــن لبنــان آوتنـي جنـانٌ
يمـوج ربيعها الزاهي الخضيل
تغنّيـه الطيـور على السواقي
فـترقص فـي طيالسـها الحقول
تسحُّ على الروابي السحب دمعاً
فتبسـم عـن ثناياهـا السهول
إذا نسـمُ الاصـائل جـال فيها
فــروح اللــهِ لا نسـمٌ تجـول
حبـا الرحمـن لبنانـاً بحسـنٍ
فريــدٍ مــا لروعتــهِ مثيـل
يــدٌ قـد كـان جـوّداً علينـا
بهـا وعلـى بني الدنيا بخيل
فـوا شـوقي إلـى فـردوس عدن
قضــى بفراقــه طمــعٌ وبيـلُ
وددتُ لـو ان جسـمي قيد روحي
لكـان مـن السـفينة لي بديل
يكـاد الشـك يقعـدني واخشـى
بـأن الـدرب مـا قصـرت تطول
فخيـر مغـانم الـدنيا غريـبٌ
يتـاح لـه إلى الوطن القفول
سـأنقل مـن تحايـاكم عـبيراً
زكيــاً تنتشـي منـهُ العقـول
أردّد ذكركــــم للأرز حـــتى
أرى اغصــانهُ طربــاً تميــل
أقـول لـه بنـوك بنـود مجـدٍ
وأســدٌ فــي مهاجرهـا تصـول
مشـوا متداركين إلى المعالي
فمـا فيهـم لـدى الجلَّى كسول
فـإِن يسـأل مـتى عيني تراهم
أقـف أسـفاً واجهـل مـا أقول
عقل الجر: شاعر لبناني ولد في جبيل موطن أمه، ونشأ في يحشوش موطن أبيه, درس الطب والحقوق ولم يكمل اي منهما , وراح يتنقّل بين مصر وباريس ولبنان، هاجر الى البرازيل وعمل في الصحافة ونظم الشعر،أسس النادي الفينيقي الذي أصبح منتجع أهل الفكر والقلم، واشترك في تأسيس العصبة الأندلسية التي كان لها التأثير العميق في تشجيع الأدب وتوجيهه في أميركة اللاتينية.توفي سنة 1945، ونُقل رفاته إلى جبيل سنة 1966،لعقل الجُر ديوان شعر بعنوان quotالعناقيدquot كما له مجموعة من المقالات والخُطب الاجتماعية والسياسية. وشعره يمتاز بكونه شعر العقل والفكر الذي تختلج فيه العاطفة الصادقة والوطنية الاغترابية اللبنانية بأشد ما فيها من حنين يُذكيه البُعد وتمدّه الذكريات، ولا سيّما إبان الحرب العالمية الأولى وقد حلّت بلبنان أشدّ الويلات فكان لها في حنين الشاعر جراح وزفرات. وهكذا كان شعر الجرّ حافلاً بالروح الوطنية، وصفاء التعبير، ومتانة الأسلوب. قيل فيه:هو أشدّ المحافظين على القواعد، المعجبين بأدب السلف إعجاباً يحمله على تقليده الرصين المباني، مع الانطلاق في المعاني إلى حيث شاءت فكرته المنيرة وعاطفته المشبوبة.تعريف عن الشاعر في :الشاعر عقل الجر، مجلة الأديب - كانون الثاني 1947: 72.أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية، جورج صيدح - بيروت 1957.الشعر العربي في المهجر، إحسان ومحمد يوسف نجم، بيروت 1957.الجامع في تاريخ الأدب العربي، حنا الفاخوري، المجلد الثاني (الأدب الحديث)، طبعة بيروت، دار الجيل, ص 625- 626.(المصدر : الويكيبيديا)