
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَســيري إِلــى لَيـلِ الشـَبابِ ضـَلالُ
وَشــَيبي ضـِياءٌ فـي الـوَرى وَجَمـالُ
ســـَوادٌ وَلَكِــنَّ البَيــاضَ ســِيادَةٌ
وَلَيــــلٌ وَلَكِــــنَّ النَهـــارَ جَلالُ
وَمـا المَـرءُ قَبـلَ الشـَيبِ إِلّا مُهَنَّدٌ
صـــَديُّ وَشــَيبُ العارِضــَينِ صــِقالُ
وَلَيــسَ خِضــابُ المَــرءِ إِلّا تَعِلَّــةً
لِمَــن شــابَ مِنــهُ عــارِضٌ وَقَـذالُ
وَلِلنَفـسِ فـي عَجـزِ الفَـتى وزِمـاعِهِ
زِمــامٌ إِلــى مــا يَشـتَهي وَعِقـالُ
بَلَــــوتُ وَجَرَّبــــتُ الأَخِلّاءَ مُـــدَّةً
فَــأَكثَرُ شــَيءٍ فــي الصــَديقِ مَلالُ
وَمـــا راقَنــي مِمَّــن أَوَدُّ تَمَلُّــقٌ
وَلا غَرَّنـــي مِمَّـــن أَحِـــبُّ وِصــالُ
وَمــا صــَحبُكَ الأَدنَــونَ إِلّا أَباعِـدٌ
إِذا قَــلَّ مــالٌ أَو نَبَـت بِـكَ حـالُ
وَمَـن لـو بِخِـلٍّ أَرتَضـيهِ وَلَيـتَ لـي
يَمينــاً يُعاطيهــا الوَفـاءَ شـِمالُ
تَميـلُ بِـيَ الـدُنيا إِلـى كُـلِّ شَهوَةٍ
وَأَيــنَ مِـنَ النَجـمِ البَعيـدِ مَنـالُ
وَتَســلُبُني أَيـدي النَـوائِبِ ثَروَتـي
وَلــي مِــن عَفـافي وَالتَقَنُّـعِ مـالُ
إِذا عَزَّنـي مـاءٌ وَفـي القَلـبِ غُلَّـةٌ
رَجَعــــتُ وَصـــَبري لِلغَليـــلِ بَلالُ
أَرى كُــلَّ زادٍ مــا خَلا ســَدَّ جَوعَـةٍ
تُرابــاً وَكُــلُّ المــاءِ عِنــدِيَ آلُ
وَمِثلِــيَ لا يَأسـى عَلـى مـا يَفـوتُهُ
إِذا كــانَ عُقــبى مـا يَنـالُ زَوالُ
كَأَنّـــا خُلِقنـــا عُرضــَةً لِمَنيَّــةٍ
فَنَحــنُ إِلـى داعـي المَنـونِ عِجـالُ
نَخِــفُّ عَلــى ظَهـرِ الثَـرى وَبُطـونُهُ
عَلَينــا إِذا حَــلَّ المَمــاتُ ثِقـالُ
وَمـــا نُـــوَبُ الأَيّــامِ إِلّا أَســِنَّةٌ
تَهــاوى إِلــى أَعمارِنــا وَنِصــالُ
وَأَنعَــمُ مِنّـا فـي الحَيـاةِ بَهـائِمٌ
وَأَثبَــتُ مِنّــا فـي التُـرابِ جِبـالُ
أَنـا المَرءُ لا عِرضي قَريبٌ مِنَ العِدى
وَلا فـــيَّ لِلبـــاغي عَلَــيَّ مَقــالُ
وَمـا العِـرضُ إِلّا خَيرُ عُضوٍ مِنَ الفَتى
يُصــابُ وَأَقــوالُ العُــداةِ نِبــالُ
وَقــورٌ فَـإِن لَـم يَـرعَ حَقِّـيَ جاهِـلٌ
ســَأَلتُ عَــنِ العَـوراءِ كَيـفَ تُقـالُ
إِلـى كَـم أَمَشـّي العَيسَ غَرثى كَليلَةً
وَأَودَعُ مِنهـــــا رَبـــــرَبٌ وَرِئالُ
أَروغُ كَــأَنّي فــي الصـَباحِ طَريـدَةٌ
وَأَســري كَــأَنّي فــي الظَلامِ خَيـالُ
تَمَطــى بِنــا أَذوادُنـا كُـلَّ مَهمَـهٍ
خَفـــائِفَ تُخفيهــا رُبــىً وَرِمــالُ
لَطَمنـا بِأَيـديها الفَيـافي إِلَيكُـمُ
وَقَـــد دامَ إِغـــذاذٌ وَطـــالَ كَلالُ
خَـــوارِجُ مِــن لَيــلٍ كَــأَنَّ وَراءَهُ
يَــدَ الفَجــرِ فـي سـَيفٍ جَلاهُ صـِقالُ
تُقَـــوِّمُ أَعنــاقَ المَطــيِّ نُجــومُهُ
فَلَيـــسَ لِســـارٍ فَـــوقَهُنَّ ضـــَلالُ
وَهَوجــاءَ قُــدّامَ الرِكــابِ مُغِــذَّةٍ
لَهــا مِـن جُلـودِ الرازِحـاتِ نِعـالُ
رَحَلنـا بِهـا كَالبَـدرِ حُسـناً وَشارَةً
وَمِلنــا إِلــى البَيـداءِ وَهـيَ هِلالُ
إِلَيــكَ أَميـنَ اللَـهِ وَسـَّمتُ أَرضـَها
بِأَخفافِهـــا يَــدنو بِهِــنَّ نِقــالُ
أَيــادي أَميــرَ المُـؤمِنينَ كَـثيرَةٌ
وَمــالُ إِمــامِ المُــؤمِنينَ مُــذالُ
وَأَوقــاتُهُ اللاتــي تَســوءُ قَصـيرَةٌ
وَأَيّـــامُهُ اللاتـــي تَســُرُّ طِــوالُ
مِـنَ الضـارِبينَ الهامَ وَالخَيلُ تَدَّعي
وَإِن غـــابَ أَنصــارٌ وَقَــلَّ رِجــالُ
هُمُ القَومُ إِن وَلّى المَعاريكَ أَقبَلوا
وَإِن سـُئِلوا بَـذلَ النَـوالِ أَنـالوا
وَإِن طَـرَقَ القَـومُ العَبـوسُ تَهَلَّلـوا
وَإِن مـالَتِ السـُمرُ الـذَوابِلُ مالوا
أُجيــلُ لِحــاظي لا أَرى غَيـرَ نـاقِصٍ
كَــأَنَّ الــوَرى نَقــصٌ وَأَنـتَ كَمـالُ
لَنـا كُـلَّ يَـومٍ فـي مَعاليـكَ شـُعبَةٌ
وَفــــائِدَةٌ لا تَنقَضــــي وَنَـــوالُ
وَأَنــتَ الَّــذي بَلَّغتَنـا كُـلَّ غايَـةٍ
لَهــا فَـوقَ أَعنـاقِ النُجـومِ مَجـالُ
فَمــا طَـرَدَ النَعمـاءَ وَعـدُكَ سـاعَةً
وَلا غَــضَّ مِــن جَــدوى يَـدَيكَ مَطـالُ
إِذا قُلـتَ كـانَ الفِعـلُ ثـانِيَ نُطقِهِ
وَخَيـــرُ مَقـــالٍ مــا تَلاهُ فَعــالُ
أَزِل طَمَــعَ الأَعــداءِ عَنّــي بِفَتكَـةٍ
فَلا ســـِلمَ إِلّا أَن يَطـــولَ قِتـــالُ
فَــإِنَّ نُفــوسَ النــاكِثينَ مُباحَــةٌ
وَإِنَّ دِمـــــاءَ الغـــــادِرينَ حَلالُ
وَشــَمِّر فَمــا لِلسـَيفِ غَيـرُكَ ناصـِرٌ
وَلا لِلعَـــوالي إِن قَعَـــدتَ مَصــالُ
وَمَـن لـي بِيَـومٍ شـاحِبٍ فـي عَجـاجِهِ
أَنــالُ بِــأَطرافِ القَنــا وَأُنــالُ
لَـكَ الفَـرَسُ الشَقراءُ في الجَوِّ شَمسُهُ
لَهــا مِــن غَيابــاتِ الغُبـارِ جِلالُ
أَرِدنـي مُـراداً يَقعُـدُ النـاسُ دونَهُ
وَيَغبِطُنـــي عَـــمٌّ عَلَيـــهِ وَخــالُ
وَلا تَســمَعَن مِـن حاسـِدٍ مـا يَقـولُهُ
فَــأَكثَرُ أَقــوالِ العُــداةِ مُحــالُ
هَنـاءٌ لَـكَ الصـَومُ الجَديـدُ وَلا تَزَل
عَلَيــكَ مِــنَ العَيــشِ الرَقيـقِ ظِلالُ
وَجــادَكَ مُنهَــلُّ الغَمــامِ وَصـافَحَت
حِمـــاكَ جَنـــوبٌ غَضـــَّةٌ وَشـــَمالُ
وَلا زالَ مِـــن آمالِنــا وَرَجائِنــا
عَلَيــكَ وَإِن ســاءَ العَــدوَّ عِيــالُ
وَفـي كُـلِّ يَـومٍ عِنـدَنا مِنـكَ عـارِضٌ
وَعِنـــدَ الأَعــادي فَيلَــقٌ وَنِــزالُ
أَنا القائِلُ المَحسودُ قَلي مِنَ الوَرى
عَلَــوتُ وَمــا يَعلــو عَلَــيَّ مَقـالُ
يَقولـونَ حـازَ الفَضـلَ قَـومٌ بِسَبقِهِم
وَمــا ضــَرَّني أَنّـي أَتَيـتُ وَزالـوا
وَلا فَـرقَ بَينـي فـي الكَلامِ وَبَينَهُـم
بِشــَيءٍ ســِوى أَنّـي أَقـولُ وَقـالوا
فَلا زالَ شــِعري فيــكَ وَحــدَكَ كُلُّـهُ
وَلا اِضـــطَرَّني إِلّا إِلَيـــكَ ســـُؤالُ
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.