
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحـرم الحجـاج قصـد الحـج للبيت الحرام
وأحــل السـبط مـن إحرامـه خـوف اللئام
فعلــى كــل محــبٍ بعــده البشـر حـرام
أســفاً إذ قطــع الحــج امـام الحرميـن
بــأبي القــاطع خوفـاً حجـه دون الـورى
وهـو الحجـة للبـاري علـى مـن قـد بـرى
ولقـد قـام خطيبـاً فـي الـورى مستنصـرا
إذ نـوى الرحلـة لكن ما رعوا حق الحسين
وعليــه فــرض الجبــار حجــاً مـا وقـع
قبلــه حــتى مــن الرسـل ولا بعـد يقـع
كـل خطـبٍ كـان فـي العـالم للحشـر جمـع
وهـو حـج مـا رأى أهلا لـه غيـر الحسـين
ودعـاه الـروح لمـا طـاف بالبيت الكريم
يا بن من كان هو الصفوة في الذر القديم
حـل واخـرج فجنود المارد الباغي اللئيم
تبتغـي قتلـك لا تهـدو لهـا مـن قبل عين
حـج فـي شـهرٍ حـرامٍ ان مضـى شـهر حـرام
وبـوادي النور في الطف عن البيت الحرام
وليكــن حجــك بــالبلوى ببــدؤ وختـام
كـل نسـك منـه كـرب فارتضـى ذاك الحسين
ونـــوى إذ عقـــد الإحـــرام أن يحتملا
صــابراً فــي جـانب اللـه لأنـواع البلا
ثـم سـاق الهـدي إذ أحـرم أربـابُ العلا
مشـعراً للنحـر فـي الطف بماضي الشفرتين
وســرى وهــو يلــبي كلمــا يهبــط واد
داعيــاً لبيــك يـا رب فبلغنـي المـراد
هـا رجـالي سـقتها للنحر بالبيض الحداد
ولقــد وفـى بمـا أعطـى لـرب العـالمين
بـالبلا فـي كـربلا قـد حـج فـي شهرٍ حرام
وبتاســوعا إليــه موقــفٌ بيــن اللئام
حاصــروه وارادوا ان يــذيقوه الحمــام
واراد اللــه ان يقضــي نسـك المشـعرين
فقضــى فـي ليلـة العاشـر نسـك المشـعر
بصــــلاةٍ وخضــــوع للالــــه الأكــــبر
ونــوى عنــد طلـوع الفجـر بـذل العمـر
فـي ربـى وادي منـى الطـف بحـز الودجين
ولقـد سـاق الهـدايا في منى أرض الطفوف
مـن ذويـه الغـر مـع اصـحابه شـم الأنوف
نحـرت عطشـى بجنـب النهـر في حد السيوف
نصــب عينيـه وكـم فيهـا لـه قـرة عيـن
ولقـد طـاف عـن الـبيت بخـدر الطـاهرات
كـي تقـر العيـن منهـن ولا تخشـى العدات
ولقـد حفـت بـه تنعـاه مـن كـل الجهـات
تتمنــى فقـدها الأرواح مـن دون الحسـين
وعــن الركــن مـن الـبيت غـدا مسـتلما
ركـن بيـت المجـد لمـا ان هـوى فانهدما
حينمـا وافـى ابـا الفضـل خضيباً بالدما
عـافر الخـدين فـوق الترب مقطوع اليدين
قبـل الطفـل مـن الغـرة عـن لثـم الحجر
سـاعة التوديـع والاحشـا مـن الجمـر أحر
فسـقي كـاس الـردى حيـث لـه السـهم نحر
وقضـى يفحـص بـالرجلين فـي حجـر الحسين
ولقــد صــلى صـلاةً فرضـت بعـد الطوافـذ
فـوق ظهر المهر إذ للحرب فيه الجند طاف
وبهـا اسـتقبل وجـه الحـق لا البيت وعاف
زهـرة الـدنيا وشـوقاً للقـا واصـل حيـن
وســعى إذ جـال فيهـم بيـن بيـضٍ ورمـاح
والأعــادي ملأت تلــك الروابـي والبطـاح
بالظبـا والسـمر حـتى أثخنـوه بـالجراح
ومـن النبـل حكـى القنفـذ جثمان الحسين
وعــن التوديــع للـبيت وتوديـع الحـرم
ودع الوالــد وان عــزوا عليـه والحـرم
إذ دعـاه الملـك الأعلـى إلـى دار الكرم
وتجلــى اللــه شـكراً خـر للأرض الحسـين
عيـد اضـحى فيـه ضـحى ببنـي عمرو العلى
ورضــيع عــن فصــالٍ بالســهام انفصـلا
وقـد اسـتنزر فـي اللـه الـذي قـد بذلا
ولهــا أتبــع بـالنفس فقـرت منـه عيـن
واحـل السـبط مـن احرامـه يـوم الطفـوف
بـدلاص الـدرع لمـا خـر مـا بيـن الصفوف
وعليــه ازدحمــت للسـلب هاتيـك الألـوف
والصـبا قـد نسـجت ثوبـاً قشـيباً للحسين
وعـن اللبـث ثلاثـاً فـي منـى عـارٍ أقـام
بمنـى الطـف عفيـراً بـأبي فـوق الرغـام
جثــةً إذ نفـر الـراس إلـى نحـو الشـأم
ثـم حـج الـراس بـالكرب كمـا حج الحسين
فاغتـدى ميقـاته المذبـح والنـزع اغتدى
بانفصــال الجسـم والـبرد دم قـد جمـدا
ثــم لــبى الحــق إذ صـعدة رمـح صـعدا
ولقـد طـاف علـى رأس القنـا رأس الحسين
وسـعى إذ سـار فـوق الرمح ما بين العدى
باحتمـال الضـر فـي الكشـف لاستار الهدى
وليبــدي كفــر حــربٍ بالـذي منـه بـدا
أســمع الآيــات تتلـى وأراهـا رأي عيـن
واغتــدى مــوقفه الأول عنـد ابـن زيـاد
حيـث شـفى الرجـس منـه شامتاً غل الفؤاد
آه مـن مـوقفه الثـاني فقد ابكى الرشاد
قـد تقاضـت ملـل الكفـر وحـرب منـه دين
وعــن النحـر إلـى الأنعـام للكفـر نحـر
بظهــور الحــق للخلــق بمـا منـه ظهـر
وبمــا حــل عليــه مــن أذى حيـن صـبر
قـد رمـى الأحشـا فسالت أدمعاً تجرى كعين
وعــن المكـث ثلاثـاً فـي ربـى وادي منـى
ظـل سـاعاتٍ ببـاب الرجـس فـي رأس القنا
فرجــةً قـد ادركـت فيـه أعـاديه المنـى
واغتـدى فـي الشام عيدٌ ما رأته قبل عين
والنسـا حجـت مـن الأبيـات إذ أمسى طعين
محرمــاتٍ بثيـابِ الحـزن شـجواً والحنيـن
عاقــداتٍ نيـة الإحـرام بالوجـد الـدفين
ثـم لبـت بالصراخ المهر إذ ينعى الحسين
ولقـد عرفـن فـي موضـع مـا خـر الكفيـل
فغـــدا موقفهــا فيــه بلطــمٍ وعويــل
وغــدا فيــه دعاهـا وا قـتيلاً وا جـديل
أعلـى الرمضـاء تبقـى يا مليك العالمين
واغتـدى منسـكها فـي مشـعر الطـف الجوى
حيــث بـاتت بعـد قتلاهـا بـوادي نينـوى
لــم تجــد مـن عمـدٍ عـالٍ لهـا الا هـوى
وبهـا الأعـدا أحـاطت بعـد فخـر الحرمين
ولقــد طفــن اســابيعاً بمثـوى الكافـل
حيــث شــمرٌ ينحـر النحـر بحـد الفاصـل
واسـتلمن الجسـم والـرأس بـراس الـذابل
ثـم قبلـن مكـان السـيف مـن نحر الحسين
وســعت حيــن ســعت لكــن بلــبٍ طــائرٍ
مـن دهـى الخطـب ومـن خوف العدو الجائر
وســعت بـالرعب اشـواطاً كمسـعى الحـائر
فـي الفلا مـن دهشةٍ كالسعي بين المروتين
لسـت انسـى حيـن طـافت وسعت وقت الرحيل
بطــوافٍ قــارن الســعي بنــدبٍ وعويــل
ولقـد طـافت علـى القتلـى قـتيلاً فقتيـل
وسـعت بيـن أبـي الفضـل وواليها الحسين
كــل نســكٍ فـي منـى أدينـه فـي كـربلا
نحـرت هـدي التهـاني بعـد سـاداتِ الملا
ورمـت بـالجمر مـن انفاسـها عشـب الفلا
ولقــد قصــرنَ فـي جـز شـعورِ المفرقيـن
حــجُّ كــلٍ كـان منهـا بـالبلا قـد عظمـا
كنههـا لـم يـدر مـا هـوغيرُ جبار السما
فعليهــا صــلواتُ اللــه مـا دمـعٌ همـى
مـن جـوى الوجد عليها من جفونِ المقلتين