
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دوح روض الأنــس ماســت مرحـا
مــذ بهـا غنّـى نسـيم الطـرب
فاغتــدى قمــريُّ بشـري فرِحـا
فوقهــا يشــدو بصــوت عــذب
طــالعي حيـث بسـعدي اقترنـا
شـكله أنتـج لـي أقصـى المنى
فـأدر يـا سـعد لي كأسَ الهنا
خمــرةً رقــت وراقــت قــدحا
بســـماها أنجــم مــن حبــبِ
بكـر راح أخجلـت شـمس الضـحى
برُجهــا الكــأ بكفَّــي ربـربِ
ذي مُحيّـاً يخجـل الشـمس سـناه
مــا أُحيلاه ومــا أعـذب فـاه
بالحُمَيّــا تـزدري خمـر لُمـاه
شـهدَةق لـو مـا زجـت ما ملُحا
عــاد منهـا كـالفرات العـذبِ
نعمـــت مغتبقـــاً مصـــطبحا
مـذ جناهـا كـأسُ فِيهـه الأشنب
سـعدُ جـدَّ الجـدُّ مذ زارت سعاد
حيـث بُتنـا ولهـا زنـدي وِساد
منحتنـي القربَ من بعد البِعاد
وجنتنـــي مقلتاهـــا مُلحــا
كجنــا النحــل لـدى ذي سـغب
وتغنَّـــت عنـــدليباً صـــدحا
تُعــرب الشــوق بلحــن مطـربِ
قـد شدا منها لي الشادي الأغن
إذ سـلوتُ الروح مذ بالوصل مَن
حبَّــذا مَنّـا فقـل سـلوى ومَـن
مــدحُ مَـن أجمـعَ كـلّ الفُصـَحا
أنـــه أفصـــح كــلّ العــرب
لامــرئ القيــس وقِــسٍّ فضــحا
ذاك فـي النظـم وذا في الخطب
كـاظم الغيـظ الـذي قـدراً علا
وســما فخــراً علـى كـل الملا
عقمـــت عــن مثلــه أمُّ العُلا
مَــن إلـى أوج الكمـالات نحـا
وبهــا حــل بــاعلى الرُّتَــب
مَــن إذا اُغضــب عفـواً صـفحا
مطفئاً بــالحلم نــار الغضـب
من سهام المجد قد حاز النصيب
فـاز منهـا بـالمعلّى والرّتيب
دانَ بالفضــل لـه شـابٌ وشـيب
لِســـــواه لا أزفُّ المِــــدحا
ليــس لـي فـي غيـره مـن إرب
عــرَّضَ الائمــث بــي أم صـرَّحا
حبُّـــه زادي وأحلــى مشــربي
فهــو لــي رَوح وريحـان وراح
لا بـل الـرُّوح فراحـت حيث راح
ظَلـتُ شـَوقاً أصـفق الراح براح
هجــر الأحســاءَ عنهــا نزحـا
مَــن عَــنِ الأحشـاءِ لَمَّـا يَغِـبِ
مــا عليـه لـو بوصـلي سـمحا
علّنــي أُطفــئ نــارَ اللهَــبِ
ليتَــه زارَ ولــو لـوث الإزار
شـَنَّفَ السـَّمعَ بألحـان الهَـزار
فــي نظـام بمعـانيه الغـزار
ينتشــي صــبٌّ معنـىً قـد صـحا
قلبُــه مــن ســكرات الكُــرَب
عنــدما أبصــر منــه شــبحا
قـد حكـاه فـي مرايـا الكتـب
منــه آنسـتُ بسـيناءِ السـطور
مُـذ تجلّـى نـارَ علـم وهيَ نور
رَبَّ أُنــسِ تَخــذ الأصـداف طـورِ
لِكليــمِ القلــب لمَّــا منحـا
مــا بــه نبَّــأهُ عــن عــذب
صــدره بِشــراً بـذاك انشـرحا
إذ كــإبراهيم بالصــحف حُـبي
حبَّــذا صــحفَ الإِخـا مـن صـحفِ
إذ بهــا جســمي كـأيوبَ شـُفي
كقميــص قــد أتـى مـن يوسـفِ
كنــتُ يعقــوب زمــاني برحـا
شـــــَفَّني هجــــرانُ ربِّ الأدب
وبمــا أوعـدَني فيهـا إنمحـا
مــا أقاسـي مـن عنـاءٍ مُنصـِبِ
أيهـا المـزري نظامـاً بالدرر
هــاكَ مــن ناقـل تمـر لهجـر
بكــرَ فكــرٍ سـلب لُـبَّ البشـر
لـو رأت أنوارَهـا شـمسُ الضحى
لاختفــت منهـا بقلـب العقـرب
أرَج المســك بهــا قـد نفحـا
نعـم مسـكاً ختـمُ نظـم المطرب