
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَليــلٌ مِــنَ الخُلّانِ مَــن لا تَــذُمُّهُ
وَكُـثرٌ مِـنَ الأَعـداءِ مَـن أَنـتَ هَمُّـهُ
وَغَيــرُ بَعيــدٍ مِنــكَ نـاءٍ تَـزورُه
وَغَيـــرُ قَريـــبٍ قــاطِنٌ لا تُــؤَمُّهُ
مُصــافيكَ فـي الأَيّـامِ أَنفُـكَ أَنفُـهُ
إِذا جَــلَّ مـا تَلقـى وَرُغمُـكَ رُغمُـهُ
أَلا لَيـتَ بَيـنَ الحَـيِّ لَـم يَقضِ يَومَهُ
وَلَيـتَ ظَليـعَ الـذودِ لَـم يُبرَ سُقمُهُ
وَلَيـتَ أَديـمَ الأَرضِ يَعرى كَما اِكتَسى
مِـنَ النـاسِ أَو يَعفو كَما بانَ رَسمُهُ
فَمـا ذا الـوَرى مِمَّـن يُـرادُ بَقاؤُهُ
وَلا المَـوتُ مَعـذولٌ إِذا جـارَ حُكمُـهُ
تُباشــِرُ عَينـي فيهِـمُ مـا يَسـوءُها
وَيَلقــى جَنــاني مِنهُـمُ مـا يَغُمُّـهُ
سـَقى اللَـهُ قَلبـاً بَيـنَ جَنبَـيَّ رَيُّه
وَمـا نـافِعٌ قَلـبي مِـنَ المـاءِ جَمُّهُ
وَلَكِــنَّ مُشــتاقاً إِذا بَلَـغَ المُنـى
تَقَضــّى أُوامُ القَلـبِ أَو زالَ وَغمُـهُ
أَمـا عَلِـمَ الغـادونَ وَالقَلبُ خَلفَهُم
يَضــُمُّ زَفيــراً يَصـدَعُ الصـَلدَ ضـَمُّهُ
بِــأَنَّ وَميـضَ البَـرقِ مـا لا أَشـيمُهُ
وَأَنَّ نَســيمَ الــرَوضِ مــا لا أَشـُمُّهُ
وَرُبَّ وَميــضٍ نَبَّــهَ الشــَوقَ وَمضــُهُ
وَرُبَّ نَســيمٍ جَــدَّدَ الوَجــدَ نَســمُهُ
أَضـَعتُ الهَـوى حِفظـاً لِحَزمي وَإِنَّما
يُصـانُ الهَـوى في قَلبِ مَن ضاعَ حَزمُهُ
وَطَيــفِ حَــبيبٍ راعَ نَــومي خَيـالُه
وَعَرَّفَنــي طــولَ اللَيــالي مُلِمُّــهُ
وَمــا زارَنــي إِلّا لِيُخجِــلَ طيبُــه
نَسـيمَ الصـَبا أَو يَفضَحَ اللَيلَ ظَلمُهُ
تَطَلَّــعَ مِــن أَرجـاءِ عَينِـيَ دَمعُهـا
وَمـا كـادَ لَـولا الوَجدُ يَنقادُ سَجمُهُ
أَلا هَــل لِحُــبٍّ فــاتَ أُولاهُ رَجعَــةَ
وَإِن زادَ عِنــدي أَو تَضــاعَفَ إِسـمُهُ
لَيــالِيَ أَســري فـي أُصـَيحابِ لَـذَّةٍ
وَمُــخُّ الــدُجى رارٌ وَقَـد دَقَّ عَظمُـهُ
وَأَغــدو عَلـى رَيعـانِ خَيـلٍ تَلُفُّهـا
صـُدورُ القَنـا وَالنَقـعُ عـالٍ أَحَمُّـهُ
رَأَيـتُ الفَـتى يَهـوى الثَراءَ وَعُمرُهُ
يُــرى كُـلَّ يَـومٍ زائِداً مِنـهُ عُـدمُهُ
عَقيــبُ شــَبابِ المَـرءِ شـَيبٌ يَخُصـُّهُ
إِذا طــالَ عُمــرٌ أَو فَنــاءٌ يَعُمُّـهُ
طَليعَــةُ شـَيبٍ بَعـدَهَ فَيلَـقُ الـرَدى
بِرَأســي لَـهُ نَقـعٌ وَبِـالقَلبِ كَلمُـهُ
أُغـالِطُ عَـن نَفسـي حِمـامي وَإِنَّمـا
أُداري عَــدوّاً مارِقــاً فــيَّ سـَهمُهُ
وَلَيــسَ يَقـومُ المَـرءُ يَومـاً بِحُجَّـةٍ
إِذا حَضـَرَ المِقـدارُ وَالمَـوتُ خَصـمُهُ
وَأَولـى بِمَـن يَسـتَخلِفُ الـدَهرَ بَعدَهُ
عَلــى صــِرمِهِ أَن يـودَعَ الأَرضَ صـِمُّهُ
فَـوا عَجَبـا لِلمَـرءِ وَالـداءُ خَلفَـهُ
وَمِـن حَـولِهِ الأَقـدارُ وَالمَـوتُ أَمُّـهُ
يُســَرُّ بِماضــي يَــومِهِ وَهـوَ حَتفُـهُ
وَيَلتَــذُّ مـا يُغـذى بِـهِ وَهـوَ سـُمُّهُ
وُرودٌ مِـــنَ الآجـــالِ لا يَســتَجِمُّنا
وَوِردٌ مِـــنَ الآمـــالِ لا نَســـتَجِمُّهُ
إِلـى كَـم أَذودُ السَيفَ عَن هامِ عُصبَةٍ
أَمـا فيهِـمُ مَـن يَطعَـمُ السَيفَ لَحمُهُ
وَعِنـدِيَ عـالٍ مِـن دَمِ الجَـوفِ شـُربُهُ
وَماضـي الظُبى مِن أَسوَدِ القَلبِ طَعمُهُ
أَقــولُ لِغِــرٍّ بــي لُفِفــتُ بِضـَيغَمٍ
يَــؤودُ الأَعــادي خَطفُـهُ ثُـمَّ حَطمُـهُ
فَـدَع هَضـبَةً مِنّـا بَنـى اللَهُ سَمكَها
فَــإِنَّ بِنــاءَ اللَـهِ يُعيِيـكَ هَـدمُهُ
وَمِــن عَجَــبِ الأَيّــامِ أَنّــي مُحَسـَّدٌ
أُعـادى عَلـى مـا يـوجِبُ الوُدُّ حُكمُهُ
وَلَيـسَ الفَـتى مَن يُعجِبُ الناسَ مالُهُ
وَلَكِنَّــهُ مَــن يُعجِـبُ النـاسَ عِلمُـهُ
تَشــُفُّ خِلالُ المَـرءِ لـي قَبـلَ نُطقِـهِ
وَقَبلَ سُؤالي عَنهُ في القَومِ ما اِسمُهُ
أَسـاءَ جِـوارُ الـذُلِّ مِنّـي اِبـنَ هِمَّةٍ
إِذا هَــمَّ واطـى بَيـنَ رَأيَيـهِ هَمُّـهُ
وَلـو غَيـرَ قَلـبي ضَمَّ ذا العَزمَ شَقَّهُ
وَلَكِنَّـــهُ لا يَقتُـــلُ الصــِلَّ ســُمُّهُ
وَأَبلَـجَ لا يَرضـى عَـنِ العَجـزِ رَأيُـهُ
تُمَـدُّ عَلـى أَضـوى مِـنَ البَـدرِ لُثمُهُ
إِذا خَلَـعَ اللَيـلُ النَهـارَ سـَمَت بِهِ
مَــآرِبُ مَضــّاءٍ عَلــى مــا يَهُمُّــهُ
وَكَـم فـي نِـزارٍ مِـن نَهيـضٍ نَجيبَـةٍ
إِذا سـَلَّ عَضـباً سـابِقَ الضـَربِ عَزمُهُ
أَنيــسٍ بُلُقيــانِ الحُــروبِ كَأَنَّمـا
تَمَطَّـت بِـهِ فـي ناشـِرِ النَقـعِ أُمُّـهُ
إِذا ضـَرَعَ الأَقـوامُ مِـن سـوءِ نَكبَـةٍ
جَلاهــا قَــويمُ الأَنـفِ فيهـا أَشـَمُّهُ
رَفيــعُ بُيـوتِ المَجـدِ كَالجَـدِّ جَـدُّهُ
فَخـاراً وَفـي العَليـاءِ كَالخالِ عَمُّهُ
مَهيــبُ وَقــارِ الجــانِبَينِ أَبيُّــهُ
وَمُخــوِلُ مَجــدِ الوالِــدَينِ مُعِمَّــهُ
فَمِـن خـائِفٍ عِنـدَ اللَيـالي نُجيـرُهُ
وَمِــن شــَعَثٍ بَيـنَ المَعـالي نَلُمُّـهُ
وَإِنّـي لَـدَفّاعٌ بِـيَ العَـزمُ وَالمُنـى
إِلـى كُـلِّ لَيـلٍ يَعقِـدُ الطَـرفَ نَجمُهُ
وَمـا تَستَدِلُّ النَجمَ عَينايَ في الدُجى
ضــَلالاً وَلَكِــن مِثــلُ عَينــيَّ جِرمُـهُ
شــَدَدنا بِأَيـدي العيـسِ كُـلَّ ثَنِيَّـةٍ
وَمِـن دونِهـا جـونُ القَـرا مُـدلَهِمُّهُ
وَمُنخَــرِقٍ لا يَقطَــعُ الطَــرفُ عَرضـَه
وَلا يَنـزَوي عَـن أَعيُـنِ الرَكـبِ خَرمُهُ
تَــوَهَّمتُ عَصـفَ الريـحِ بَيـنَ فُروجِـهِ
يُســِرُّ إِلــى ســَمعي مَقــالاً يُصـِمُّهُ
وَجَيــشٍ يُســامي كُــلَّ طَـودٍ عَجـاجُهُ
وَيَفتَـــرَّ عَنـــهُ كُــلُّ وادٍ يَضــُمُّهُ
تَخَطَّــفُ أَبصــارَ الأَعــادي ســُيوفُهُ
وَتَملَأُ أَســـماعَ القَبـــائِلِ لُجمُــهُ
إِذا سـارَ صـُبحاً طـارَدَ الشَمسَ نَقعُه
وَإِن ســارَ لَيلاً طَبَّــقَ الأَرضَ دَهمُــهُ
تَراجَـعُ حُمـراً مِـن دَمِ الضـَربِ بيضُه
وَتَنجـابُ شـُقراً مِـن دَمِ الطَعنِ دُهمُهُ
صـَدَمنا بِـهِ الجَبّـارَ فـي أُمِّ رَأسـِهِ
وَكـانَ شـِفاءَ الرَأسِ ذي الداءِ صَدمُهُ
وَمـا ضـاقَتِ الأَقطـارُ مِـن دونِ فَوتِهِ
ظُبانـا وَلَكِـن أوبَـقَ العَبـدَ ظُلمُـهُ
عَــذيرِيَ مِمَّـن ذَمَّ عَهـدي وَقَـد نَبـا
مِـــراراً وَقَلـــبي وادِعٌ لا يَــذُمُّهُ
تَجَــرَّمَ لَمّــا لَــم يَجِـد لِـيَ زَلَّـةً
وَأَقصــَدَني بِـاللَومِ وَالجُـرمُ جُرمُـهُ
تَعَمَّـدتُ بُعـدي عَنـهُ مِـن غَيـرِ سَلوَةٍ
لِيُعلِمَنـي يَـومَ النَـوى كَيـفَ طَعمُـهُ
وَأَجمَمتُــهُ لا عَــن غَنــاءٍ وَإِنَّمــا
لَأَشـــرَبَهُ فــي حَــرَّ خَطــبٍ أَجُمَّــهُ
وَإِنّـي وَإِن والـى عَلـى القَلبِ حَربَهُ
لمُنتَظِــرٌ أَن يَعقُــبَ الحَـربَ سـِلمُهُ
وَلا تَيأَســَن مِــن عَفـوِ حُـرٍ فَإِنَّمـا
تَحَلُّمُـــهُ بــاقٍ إِذا ضــاعَ حِلمُــهُ
أَأَطمَــعُ أَن أَنســاكَ يَومـاً وَإِنَّمـا
هَــواكَ ضـَجيعُ القَلـبِ مِنّـي وَحُلمُـهُ
يَقَــرُّ بِعَينــي مَنظَــرٌ أَنـتَ قَيـدُهُ
وَيَعتــاقُ قَلـبي مَطلَـبٌ أَنـتَ غُنمُـهُ
وَأَنـتَ الفَـتى لا عـاجِزٌ عَـن فَضـيلَةٍ
وَغَيــرُ قَليــلٍ مِـن مَعـاليهِ قَسـمُهُ
تَجـاوَز بَعَمـدٍ وَاِعفُ فَالعَتبُ إِن يَدُم
عَلـى الخِـلِّ يَفسـُد ظَـنُّ قَلـبٍ وَوَهمُهُ
أَرى آخِــــرَ اّلخُلّانِ وُدّاً يَســـوءُني
وَيَمـــدَحُ عِنــدي أَوَّلاً طــالَ ذَمُّــهُ
عَلــى أَنَّنــي راضٍ بِمـا جَـرَّ هَجـرُهُ
وَهَـل أَنـا إِلّا القَلـبُ يَلتـاثُ جِسمُهُ
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.