
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَسـتَ تَرى ما في العُيونِ مِنَ السُقمِ
لَقَـد نَحَـلَ المَعنى المُدَفَّقُ مِن جِسمي
وَأَضـعَفُ مـا بِـيَ بِالخُصورِ مِنَ الضَنا
عَلـى أَنَّهـا مِـن ظُلمِهـا غَصَبَت قِسمي
وَمـــا ذاكَ إِلّا أَنَّ يَــومَ وَداعِنــا
لَقَـد غَفَلَـت عَيـنُ الرَقيـبِ عَلى رُغمِ
ضـَمَمتُ ضـَنا جِسـمي إِلـى ضُعفِ خِصرِها
لِجِنســِيَّةٍ كــانَت لَــهُ عِلَّـةَ الضـَمِّ
رَبيبَةُخِــدرٍ يَجــرَحُ اللَحــظُ خَـدَّها
فَوَجنَتُهــا تَـدمى وَأَلحاظُهـا تُـدمي
يُكَلِّــمُ لَفظــي خَــدَّها إِن ذَكَرتُــهُ
وَيُــؤلِمُهُ إِن مَـرَّ مَـرآهُ فـي وَهمـي
إِذا اِبتَسـَمَت وَالفـاحِمُ الجَعدُ مُسبَلٌ
تُضــِلُّ وَتَهــدي مِـن ظَلامٍ وَمِـن ظَلـمِ
تَغَزَّلــتُ فيهــا بِـالغَزالِ فَأَعرَضـَت
وَقــالَت لَعَمـري هَـذِهِ غايَـةُ الـذَمِّ
وَصـَدَّت وَقَـد شـَبَّهتُ بِالبَـدرِ وَجهَهـا
نِفـاراً وَقـالَت صـِرتَ تَطمَعُ في شَتمي
وَكَـم قَـد بَـذَلتُ النَفسَ أَخطُبُ وَصلَها
وَخـاطَرتُ فيهـا بِـالنَفيسِ عَلـى عِلمِ
فَلَـم تَلِـدِ الـدُنيا لَنـا غَيرَ لَيلَةٍ
نَعِمـتُ بِهـا ثُـمَّ اِستَمَرَّت عَلى العُقمِ
فَيـا مَـن أَقـامَتني خَطيبـاً لِوَصفِها
أُرَصِّعُ فيها اللَفظَ في النَثرِ وَالنَظمِ
خُـذي الـدُرَّ مِن لَفظي فَإِن شِئتِ نَظمَهُ
وَأَعــوَزَ سـِلكٌ لِلنِظـامِ فَهـا جِسـمي
فَفيـكِ هَجَـرتُ الأَهـلَ وَالمالَ وَالغِنى
وَرُتبَـةَ دَسـتِ المُلكِ وَالجاهِ وَالحُكمِ
وَقُلـتِ لَقَـد أَصـبَحتَ في الحَيِّ مُفرِداً
صــَدَقتِ فَهَلّا جـازَ عَفـوُكِ فـي ظُلمـي
أَلَــم تَشــهَدي أَنّـي أُمَثَّـلُ لِلعِـدى
فَتَسـهَرَ خَوفـاً أَن تَرانِـيَ في الحُلمِ
فَكَـم طَمِعـوا فـي وِحـدَتي فَرَمَيتُهُـم
بِأَضــيَقَ مِــن سـُمٍّ وَأَقتَـلَ مِـن سـُمِّ
وَكَـم أَجَّجـوا نـارَ الحُروبِ وَأَقبَلوا
بِجَيـشٍ يَصـُدُّ السـيلَ عَن مَربَضِ العُصمِ
فَلَــم يَســمَعوا إِلّا صــَليلَ مُهَنَّـدي
وَصـَوتَ زَئيـري بَيـنَ قَعقَعَـةِ اللُجـمِ
جَعَلتُهُــمُ نَهبــاً لِســَيفِيَ وَمِقـوَلي
فَهُـم فـي وَبـالٍ مِن كَلامي وَمِن كَلّمي
تَـوَدُّ العِـدى لَو يُحدِقُ اِسمُ أَبي بِها
وَأَلّا تُفاجـا فـي مَجالِ الوَغى بِاِسمي
تُعَـــدَّدُ أَفعــالي وَتِلــكَ مَنــاقِبٌ
فَتَـذكُرُني بِالمَـدحِ فـي مَعـرِضِ الذَمِّ
وَلَــو جَحَـدوا فِعلـي مَخافَـةَ شـامِتٍ
لَنَــمَّ عَلَيهِــم فـي جِبـاهِهِمُ وَسـمي
فَكَيــفَ وَلَــم يُنسـَب زَعيـمٌ لِسـِنبِسٍ
إِلـى المَجـدِ إِلّا كـانَ خالِيَ أَو عَمّي
وَإِن أَشـبَهَتهُم فـي الفَخـارِ خَلائِقـي
وَفِعلـي فَهَـذا الراحُ مِن ذَلِكَ الكَرمِ
فَقُـل لِلأَعـادي مـا اِنثَنَيـتُ لِسـَبِّكُم
وَلا طــاشَ فـي ظَنّـي لِغَـدرِكُمُ سـَهمي
نَظَرنــا خَطايــاكُم فَـأَغرَيتُمُ بِنـا
كَـذا مَن أَعانَ الظالِمينَ عَلى الظُلمِ
أَسـَأتُم فَـإِن أَسـخَط عَلَيكُم فَبِالرِضى
وَإِن أَرضَ عَنكُـم مِـن حَيائي فَبِالرَغمِ
لَجَــأتُ إِلــى رُكـنٍ شـَديدٍ لِحَربِكُـم
أَشــُدُّ بِـهِ أَزري وَأُعلـي بِـهِ نَجمـي
وَظَلــتُ كَــأَنّي أَملِـكُ الـدَهرَ عِـزَّةً
فَلا تَنــزِلُ الأَيّــامُ إِلّا عَلـى حُكمـي
بِــأَروَعَ مَبنِــيٍّ عَلـى الفَتـحِ كَفُّـهُ
إِذا بُنِيَـت كَـفُّ اللَئيـمِ عَلـى الضَمِّ
مَلاذي جَلالُ الـــدينِ نَجــلُ مَحاســِنٍ
حَليـفُ العَفافِ الطَلقِ وَالنائِلِ الجَمِّ
فَـتىً خُلِقَـت كَفّـاهُ لِلجـودِ وَالسـَطا
كَمـا العَيـنُ لِلإِبصـارِ وَالأَنـفُ لِلشَمِّ
لَــهُ قَلَــمٌ فيـهِ المَنِيَّـةُ وَالمُنـى
فَــديمَتُهُ تَهمــي وَســَطوَتُهُ تُصــمي
يَـراعٌ يَـروعُ الخَطبَ في حالَةِ الرِضى
وَيُضـرِمُ نـارَ الحَربِ في حالَةِ السِلمِ
وَعَضــبٌ كَــأَنَّ المَــوتَ عاهَـدَ حَـدَّهُ
وَصــالَ فَـأَفنى جِرمُـهُ كُـلَّ ذي جِـرمِ
فَيـا مَـن رَعانـا طَرفُـهُ وَهُـوَ راقِدٌ
وَقَـد قَلـتِ النُصـّارُ بِالعَزمِ وَالحَزمِ
يَـدُ الـدَهرِ أَلقَتنـا إِلَيكَ فَإِن نُطِق
لَهـا مَلمَسـاً أَدمـى بِراجِمِهـا لَثمي
أَطَعتُـكَ جُهـدي فَـاِحتَفِظ بـي فَـإِنَّني
لِنَصــرِكَ لا يَنفَــلُّ جَــدّي وَلا عَزمـي
فَـإِن غِبـتَ فَاِجعَل لي وَلِيّاً مِنَ الأَذى
وَهَيهـاتَ لا يُغنـي الوَلِيُّ عَنِ الوَسمي
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.