
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـَفَّها السـَيرُ وَاِقتِحامُ البَوادي
وَنُزولــي فــي كُـلِّ يَـومٍ بَـوادِ
وَمَقيلــي ظِــلَّ المَطِيَّـةِ وَالتُـر
بُ فِراشــي وَســاعِداها وِســادي
وَضــَجيعي ماضـي المَضـارِبِ عَضـبٌ
أَصـلَحَتهُ القُيـونُ مِـن عَهـدِ عادِ
أَبيَــضٌ أَخضــَرُ الحَديــدَةِ مِمّـا
شـــَقَّ قِــدماً مَــرائِرَ الآســادِ
وَقَميصـــي دِرعٌ كَـــأَنَّ عُراهــا
حُبُـكُ النَمـلِ أَو عُيـونُ الجَـرادِ
وَنَــديمي لَفظـي وَفِكـري أَنيسـي
وَســُروري مــائي وَصــَبري زادي
وَدَليلـي مِـنَ التَوَسـُّمِ فـي البي
دِ لِبــــادي الأَعلامِ وَالأَطـــوادِ
وَإِذا مـا هَـدى الظَلامُ فَكَـم لـي
مِن نُجومِ السَماءِ في السُبلِ هادي
ذاكَ أَنّـي لا تَقبَـلُ الضـَيمَ نَفسي
وَلَـوَ اَنّـي اِفتَرَشـتُ شَوكَ القَتادِ
هَــذِهِ عــادَتي وَقَـد كُنـتُ طِفلاً
وَشــَديدٌ عَلَــيَّ غَيــرُ اِعتِيـادي
فَــإِذا سـِرتُ أَحسـَبُ الأَرضَ مِلكـي
وَجَميــعَ الأَقطــارِ طَـوعَ قِيـادي
وَإِذا مـا أَقَمـتُ فَالنـاسُ أَهلـي
أَينَمــــا كُنـــتُ وَالبِلادُ بِلادي
لا يَفـوتُ القُبـولُ مَـن رُزِقَ العَق
لَ وَحُســـنَ الإِصــدارِ وَالإيــرادِ
وَإِذا صـــَبَّرَ القَناعَــةَ دِرعــاً
كـانَ أَدعـى إِلـى بُلـوغِ المُرادِ
لَسـتُ مِمَّـن يَـدِلُّ مَـع عَـدَمِ الجَد
دِ بِفِعـــلِ الآبـــاءِ وَالأَجــدادِ
مــا بَنَيـتُ العَليـاءَ إِلّا بِجِـدّي
وَرُكــوبي أَخطارَهــا وَاِجتِهـادي
وَبِلَفظـــي إِذا نَطَقــتُ وَفَضــلي
وَجِـــدالي عَــن مَنصــِبي وَجَلادي
غَيـرَ أَنّـي وَإِن أَتَيـتُ مِـنَ النَظ
مِ بِلَفــظٍ يُــذيبُ قَلـبَ الجَمـادِ
لَســتُ كَـالبُحتَرِيَّ أَفخَـرُ بِالشـِع
رِ وَأَثنــي عِطفَــيَّ فـي الأَبـرادِ
وَإِذا مــا بَنَيـتُ بَيتـاً تَبَختَـر
تُ كَــأَنّي بَنَيــتُ ذاتَ العِمــادِ
إِنَّمــا مَفخَــري بِنَفسـي وَقَـومي
وَقَنـــاتي وَصـــارِمي وَجَــوادي
مَعشـَرٌ أَصـبَحَت فَضـائِلُهُم فـي ال
أَرضِ تُتلـــى بِأَلســُنِ الحُســّادِ
أَلبَســوا الآمِليــنَ أَثـوابَ عِـزٍّ
وَأَذَلّــوا أَعنـاقَ أَهـلِ العِنـادِ
كَـم عَنيـدٍ أَبدى لَنا زُخرُفَ القَو
لِ وَأَخفـى في القَلبِ قَدحَ الزَنادِ
وَرَمانــا مِــن غَــدرِهِ بِســِهامٍ
نَشــِبَت فــي القُلـوبِ وَالأَكبـادِ
فَسـَرَينا إِلَيـهِ فـي أَجَـمِ السـُم
رِ بِغــــابٍ يَســـيرُ بِالآســـادِ
وَأَتَينــا مِــنَ الخُيــولِ بِسـيلٍ
سـالَ فَـوقَ الهِضـابِ قَبلَ الوِهادِ
وَبَرَزنــا مِــنَ الكُمـاةِ بِـأَطوا
دِ حُلــومٍ تَســري عَلــى أَطـوادِ
كُلَّمــا حـاوَلوا الهَـوادَةَ مِنّـا
شـاهَدوا الحَيلَ مُشرِفاتِ الهَوادي
وَأَخَـــذنا حُقوقَنـــا بِســـُيوفٍ
غَنِيَــت بِالــدِما عَــنِ الأَغمـادِ
فَكَــأَنَّ الســُيوفَ عاصــِفُ ريــحٍ
وَهُــمُ فــي هُبوبِهـا قَـومُ عـادِ
حــاوَلَت روسـُهُم صـُعوداً فَنـالَت
هُ وَلَكِـــنَّ مِــن رُؤوسِ الصــِعادِ
فَلَئِن فَلَّـــتِ الحَـــوادِثُ حَــدّي
بَعـدَما أَخلَـصَ الزَمـانُ اِنتِقادي
فَلَقَـد نِلـتُ مِن مُنى النَفسِ مارُم
تُ وَأَدرَكــتُ مِنــهُ فَـوقَ مُـرادي
وَتَحَقَّقــتُ إِنَّمــا العَيـشُ أَطـوا
رٌ وَكُــــلٌّ مَصــــيرُهُ لِنَفـــادِ
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.