
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَبيــحٌ بِمَـن ضـاقَت عَـنِ الأَرضِ أَرضـُهُ
وَطــولُ الفَلا رَحــبٌ لَــدَيهِ وَعَرضــُهُ
وَلَـم يُبـلِ سـِربالَ الـدُجى فيهِ رَكضُهُ
إِذا المَـرءُ لَم يَدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُــــلُّ رِداءٍ يَرتَــــديهِ جَميــــلُ
إِذا المَرءُ لَم يَحجُب عَنِ العَينِ نَومَها
وَيُغلـي مِـنَ النَفـسِ النَفيسـَةِ سَومَها
أُضــيعَ وَلَـم تَـأمَن مَعـاليهِ لَومَهـا
وَإِن هُـوَ لَـم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيــسَ إِلــى حُســنِ الثَنـاءِ سـَبيلُ
وَعُصــبَةِ غَــدرٍ أَرغَمَتهــا جَــدودُنا
فَبــاتَت وَمِنهــا ضــِدُّنا وَحَســودُنا
إِذا عَجِــزَت عَـن فِعـلِ كَيـدٍ يَكيـدُنا
تُعَيِّرُنـــا أَنّـــا قَليــلٌ عَديــدُنا
فَقُلـــتُ لَهــا إِنَّ الكِــرامَ قَليــلُ
رَفَعنــا عَلـى هـامِ السـَماكِ مَحَلَّنـا
فَلا مَلِـــــكٌ إِلّا تَفَيّــــأَ ظِلَّنــــا
فَقَــد خــافَ جَيـشُ الأَكثَريـنَ أَقَلَّنـا
وَمـا قَـلَّ مَـن كـانَت بَقايـاهُ مِثلَنا
شـــَبابٌ تَســـامى لِلعُلــى وَكُهــولُ
يُـوازي الجِبـالَ الراسـِياتِ وَقارُنـا
وَتُبنــى عَلـى هـامِ المَجَـرَّةِ دارُنـا
وَيَــأمَنُ مِـن صـَرفِ الزَمـانِ جِوارُنـا
وَمــا ضــَرَّنا أَنّــا قَليـلٌ وَجارُنـا
عَزيـــزٌ وَجـــارُ الأَكثَريــنَ ذَليــلُ
وَلَمّــا حَلَلنـا الشـامَ تَمَّـت أُمـورُهُ
لَنـــا وَحَبانـــا مَلكُــهُ وَأَميــرُهُ
وَبِـالنَيرَبِ الأَعلـى الَّـذي عَـزَّ طـورُهُ
لَنــا جَبَــلٌ يَحتَلُّــهُ مَــن نِجيــرُهُ
مَنيــعٌ يَــرُدُّ الطَــرفَ وَهــوَ كَليـلُ
يُريــكَ الثَرَيّــا مِــن خِلالِ شــِعابِهِ
وَتُحــدِقُ شــُهبُ الأُفــقِ حَـولَ هِضـابِهِ
وَيَعثُــرُ خَطـوُ السـُحبِ دونَ اِرتِكـابِهِ
رَسـا أَصـلُهُ تَحـتَ الثَـرى وَسـَما بِـهِ
إِلــى النَجــمِ فَـرعٌ لا يُنـالُ طَويـلُ
وَقَصـرٍ عَلـى الشـَقراءِ قَـد فاضَ نَهرُهُ
وَفــاقَ عَلــى فَخـرِ الكَـواكِبِ فَخـرُهُ
وَقَـد شـاعَ مـا بَيـنَ البَرِيَّـةِ شـُكرُهُ
هُـوَ الأَبلَـقُ الفَـردُ الَّـذي شاعَ ذِكرُهُ
يَعُـــزُّ عَلــى مَــن رامَــهُ وَيَطــولُ
إِذا مـا غَضـِبنا في رِضى المَجدِ غَضبَةً
لِنُــدرِكَ ثَــأراً أَو لِنَبلُــغَ رُتبَــةً
نَزيـدُ غَـداةَ الكَـرِّ فـي المَوتِ رَغبَةً
وَإِنّــا لَقَــومٌ لا نَـرى القَتـلَ سـُبَّةً
إِذا مـــا رَأَتـــهُ عــامِرٌ وَســَلولُ
أَبــادَت مُلاقــاةُ الحُــروبِ رِجالَنـا
وَعـاشَ الأَعـادي حيـنَ مَلّـوا قِتالَنـا
لَأَنّـــا إِذا رامَ العُــداةُ نِزالَنــا
يُقَــرِّبُ حُــبُّ المَــوتِ آجالَنـا لَنـا
وَتَكرَهُـــــهُ آجــــالُهُم فَتَطــــولُ
فَمِنّـا مُعيـدُ اللَيـثِ فـي قَبـضِ كَفِّـهِ
وَمــورِدُهُ فــي أَســرِهِ كَــأسَ حَتفِـهِ
وَمِنّـا مُبيـدُ الأَلـفِ فـي يَـومِ زَحفِـهِ
وَمــا مــاتَ مِنّـا سـَيِّدٌ حَتـفَ أَنفِـهِ
وَلا ضــَلَّ يَومــاً حَيــثُ كــانَ قَتيـلُ
إِذا خــافَ ضــَيماً جارُنـا وَجَليسـُنا
فَمِــن دونِــهِ أَموالُنــا وَرُؤوســُنا
وَإِن أَجَّجَــت نــارَ الوَقـائِعِ شوسـُنا
تَســيلُ عَلــى حَـدِّ الظُبـاتِ نُفوسـُنا
وَلَيســَت عَلــى غَيـرِ الظُبـاتِ تَسـيلُ
جَنـى نَفعَنـا الأَعـداءُ طَـوراً وَضـَرَّنا
فَمــا كــانَ أَحلانــا لَهُـم وَأَمَرَّنـا
وَمُــذ خَطَبـوا قِـدماً صـَفانا وَبِرَّنـا
صــَفَونا وَلَــم نَكـدُر وَأَخلَـصَ سـِرَّنا
إِنـــاثٌ أَطـــابَت حَملَنــا وَفُحــولُ
لَقَـد وَفَـتِ العَلياءُ في المَجدِ قِسطَنا
وَمـا خـالَفَت فـي مَنشـَأِ الأَصلِ شَرطَنا
فَمُـذ حـاوَلَت فـي سـاحَةِ العِزِّ هَبطَنا
عَلَونــا إِلـى خَيـرِ الظُهـورِ وَحَطَّنـا
لِــوَقتٍ إِلــى خَيــرِ البُطـونِ نُـزولُ
تُقِـرُّ لَنـا الأَعـداءُ عِنـدَ اِنتِسـابِنا
وَتَخشـى خُطـوبُ الـدَهرِ فَصـلَ خِطابِنـا
لَقَد بالَغَت أَيدي العُلى في اِنتِخابِنا
فَنَحـنُ كَمـاءِ المُـزنِ مـا في نِصابِنا
كَهـــامٌ وَلا فينـــا يُعَـــدُّ بَخيــلُ
نُغيـثُ بَنـي الـدُنيا وَنَحمِـلُ هَـولَهُم
كَمـا يَومُنـا فـي العِـزِّ يَعدِلُ حَولَهُم
نَطـولُ أُناسـاً تَحسـُدُ السـُحبُ طَـولَهُم
وَنُنكِـرُ إِن شـَيئاً عَلـى الناسِ قَولَهُم
وَلا يُنكِــرونَ القَــولَ حيــنَ نَقــولُ
لِأَشــياخِنا سـَعيٌ بِـهِ المُلـكَ أَيَّـدوا
وَمِــن ســَعيِنا بَيــتُ العَلاءِ مُشــَيَّدُ
فَلا زالَ مِنّــا فــي الدَســوتِ مُؤَيَّـدُ
إِذا ســـَيِّدٌ مِنّـــا خَلا قــامَ ســَيِّدُ
قَــؤولٌ لِمــا قــالَ الكِـرامُ فَعـولُ
سـَبَقنا إِلـى شـَأوِ العُلـى كُـلَّ سابِقِ
وَعَـــمَّ عَطانـــا كُــلَّ راجٍ وَوامِــقِ
فَكَـم قَـد خَبَـت في المَحلِ نارُ مُنافِقِ
وَمــا أُخمِـدَت نـارٌ لَنـا دونَ طـارِقِ
وَلا ذَمَّنــا فــي النــازِلينَ نَزيــلُ
عَلَونــا مَكــانَ النَجـمِ دونَ عُلُوِّنـا
وَسـامَ العُـداةَ الحَسـفَ فَـرطُ سـُمُوِّنا
فَمـاذا يَسـُرُّ الضـِدَّ فـي يَـومِ سـَوَّنا
وَأَيّامُنـــا مَشــهورَةٌ فــي عَــدُوِّنا
لَهـــا غُـــرَرٌ مَعلومَـــةٌ وَحُجـــولُ
لَنــا يَــومَ حَـربِ الخـارِجِيِّ وَتَغلِـبٍ
وَقــائِعُ فَلَّــت لِلظُــبى كُــلَّ مَضـرِبِ
فَأَحســابُنا مِــن بَعـدِ فِهـرٍ وَيَعـرُبِ
وَأَســيافُنا فــي كُــلِّ شـَرقٍ وَمَغـرِبِ
بِهــا مِــن قِـراعِ الـدارِعينَ فُلـولُ
أَبَـدنا الأَعـادي حيـنَ سـاءَ فِعالُهـا
فَعــادَ عَلَيهــا كَيــدُها وَنِكالُهــا
وَبيــضٌ جَلا ليــلَ العَجــاجِ صـِقالُها
مَعَـــــوَّدَةٌ أَلا تُســــَلَّ نِصــــالُها
فَتُغمَـــدَ حَتّـــى يُســـتَباحَ قَبيــلُ
هُـم هَوَّنـوا فـي قَـدرِ مَـن لَم يُهِنهُمُ
وَخـانوا غَـداةَ السـِلمِ مَن لَم يَخُنهُمُ
فَـإِن شـِئتِ خُـبرَ الحـالِ مِنّـا وَمِنهُم
سـَلي إِن جَهِلـتِ النـاسَ عَنّـا وَعَنهُـمُ
فَليـــسَ ســـَواءً عـــالِمٌ وَجُهـــولُ
لَئِن ثَلَــمَ الأَعــداءُ عِرضـي بِسـَومِهِم
فَكَـم حَلِموا بي في الكَرى عِندَ نَومِهِم
وَإِن أَصــبَحوا قُطبـاً لِأَبنـاءِ قَـومِهِم
فَــإِنَّ بَنــي الرَيّـانِ قُطـبٌ لِقَـومِهِم
تَـــدورُ رَحـــاهَم حَــولَهُم وَتَجــولُ
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.