
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَلَمّــا مَــدَّتِ الأَعـداءُ باعـا
وَراعَ النَفــسَ كُرُّهُــمُ سـِراعا
بَـرَزتُ وَقَد حَسَرتُ لَها القِناعا
أَقـولُ لَهـا وَقَـد طارَت شَعاعا
مِـنَ الأَبطـالِ وَيحَـكِ لا تُراعـي
كَمـا اِبتَعـتُ العَلاءَ بِغَيرِ سَومِ
وَأَحلَلــتُ النِكـالَ بِكُـلِ قَـومِ
رِدي كَـأسَ الفَنـاءِ بِغَيـرِ لَومِ
فَإِنَّـكِ لَـو سـَأَلتِ بَقـاءَ يَـومِ
عَلـى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَكَـم أَرغَمـتُ أَنـفَ الضِدِّ قَسرا
وَأَفنَيــتُ العِـدى قَتلاً وَأَسـرا
وَأَنـتِ مُحيطَـةٌ بِالـدَهرِ خُـبرا
فَصـَبراً فـي مَجالِ المَوتِ صَبرا
فَمـا نَيـلُ الخُلـودِ بِمُسـتَطاعِ
إِذا مــا عِشـتِ فـي ذُلٍ وَعَجـزٍ
فَهَـل لِلنَفـسِ غَيـري مِـن مُعِـزِّ
وَلَيـسَ الخَـوفُ مِـن أَجَـلٍ بِحَرزِ
وَلا ثَــوبُ البَقـاءِ بِثَـوبِ عِـزِّ
فَيُطـوى عَن أَخي الخَنَعِ اليَراعِ
وَلا أَعتــاضُ عَــن رُشــدٍ بِغِـيِّ
وَثَــوبُ العِـزِّ فـي نَشـرٍ وَطَـيِّ
لَقَـد حُتِـمَ الثَنـاءُ لِكُـلِّ شـَيِّ
سـَبيلُ المَـوتِ غايَـةُ كُـلِّ حَـيِّ
وَداعيــهِ لِأَهــلِ الأَرضِ داعــي
فَجاهِد في العُلى يا قَلبَ تُكرَم
وَلا تَطلُـب صـَفاءَ العَيـشِ تُحرَم
فَمَـن يَظفَـر بِطيبِ الذِكرِ يَغنَم
وَمَـن لا يَغتَبِـط يَـبرَم وَيَسـأَم
وَتُسـلِمُهُ المَنـونُ إِلى اِنقِطاعِ
أَأَرغَـبُ بَعـدَ قَـومي فـي نَجاةِ
وَأَجـزَعُ فـي الوَقائِعِ مِن مَماتِ
وَأَرضــى بِالحَيــاةِ بِلا حُمـاةِ
وَمـا لِلعُمـرِ خَيـرٌ فـي حَيـاةِ
إِذا مـا كـانَ مِن سَقَطِ المَتاعِ
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.