
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَلي الرِمـاحَ العَـوالي عَن مَعالينا
وَاِستَشهِدي البيضَ هَل خابَ الرَجا فينا
وَسـائِلي العُـربَ وَالأَتـراكَ مـا فَعَلَت
فـي أَرضِ قَـبرِ عُبَيـدِ اللَـهِ أَيـدينا
لَمّــا ســَعَينا فَمـا رَقَّـت عَزائِمُنـا
عَمّــا نَــرومُ وَلا خــابَت مَســاعينا
يـا يَـومَ وَقعَـةِ زَوراءِ العِـراقِ وَقَد
دِنّـا الأَعـادي كَمـا كـانوا يَدينونا
بِضـــُمَّرٍ مـــا رَبَطناهـــا مُســَوَّمَةً
إِلّا لِنَغــزو بِهـا مَـن بـاتَ يَغزونـا
وَفِتيَــةٍ إِن نَقُــل أَصـغَوا مَسـامِعَهُم
لِقَولِنـــا أَو دَعَونــاهُم أَجابونــا
قَـومٌ إِذا اِستُخصـِموا كـانوا فَراعِنَةً
يَومـاً وَإِن حُكِّمـوا كـانوا مَوازينـا
تَـدَرَّعوا العَقـلَ جِلبابـاً فَـإِن حَمِيَت
نـارُ الـوَغى خِلتَهُـم فيهـا مَجانينا
إِذا اِدَّعَــوا جـاءَتِ الـدُنيا مُصـَدِّقَةً
وَإِن دَعَــوا قــالَتِ الأَيّــامُ آمينـا
إِنَّ الزَرازيــرَ لَمّــا قـامَ قائِمُهـا
تَـــوَهَّمَت أَنَّهــا صــارَت شــَواهينا
ظَنَّـت تَـأَنّي البُـزاةِ الشـُهبِ عَن جَزَعٍ
وَمــا دَرَت أَنَــهُ قَـد كـانَ تَهوينـا
بَيــادِقٌ ظَفِـرَت أَيـدي الرِخـاخِ بِهـا
وَلَــو تَرَكنــاهُمُ صــادوا فَرازينـا
ذَلّـوا بِأَسـيافِنا طـولَ الزَمـانِ فَمُذ
تَحَكَّمــوا أَظهَــروا أَحقـادَهُم فينـا
لَـم يُغنِهِـم مالُنـا عَـن نَهبِ أَنفُسِنا
كَــأَنَّهُم فــي أَمــانٍ مِـن تَقاضـينا
أَخلـوا المَسـاجِدَ مِن أَشياخِنا وَبَغَوا
حَتّــى حَمَلنـا فَأَخلَينـا الـدَواوينا
ثُــمَّ اِنثَنَينـا وَقَـد ظَلَـت صـَوارِمُنا
تَميــسُ عُجبـاً وَيَهتَـزُّ القَنـا لينـا
وَلِلـــدِماءِ عَلــى أَثوابِنــا عَلَــقٌ
بِنَشــرِهِ عَـن عَـبيرِ المِسـكِ يُغنينـا
فَيــا لَهـا دَعـوَةً فـي الأَرضِ سـائِرَةً
قَـد أَصـبَحَت فـي فَـمِ الأَيّـامِ تَلقينا
إِنّــا لَقَــومٌ أَبَــت أَخلاقُنـا شـَرَفاً
أَن نَبتَـدي بِـالأَذى مَـن لَيـسَ يُؤذينا
بيـــضٌ صــَنائِعُنا ســودٌ وَقائِعُنــا
خُضـــرٌ مَرابِعُنــا حُمــرٌ مَواضــينا
لا يَظهَـرُ العَجـزُ مِنّـا دونَ نَيـلِ مُنىً
وَلَـو رَأَينـا المَنايـا فـي أَمانينا
مــا أَعوَزَتنـا فَراميـنٌ نَصـولُ بِهـا
إِلا جَعَلنـــا مَواضـــينا فَرامينــا
إِذا جَرَينـا إِلـى سـَبقِ العُلـى طَلَقاً
إِن لَــم نَكُــن سـُبَّقاً كُنّـا مُصـَلّينا
تُــدافِعُ القَــدَرَ المَحتــومَ هِمَّتُنـا
عَنّـا وَنَخصـِمُ صـَرفَ الـدَهرِ لَـو شينا
نَغشــى الخُطـوبَ بِأَيـدينا فَنَـدفَعُها
وَإِن دَهَتنـــا دَفَعناهــا بِأَيــدينا
مُلــكٌ إِذا فُـوِّقَت نَبـلُ العَـدُوِّ لَنـا
رَمَــت عَزائِمَــهُ مَــن بـاتَ يَرمينـا
عَــزائِمٌ كَــالنُجومِ الشــُهبِ ثاقِبَـةً
مــا زالَ يُحــرِقُ مِنهُـنَّ الشـَياطينا
أَعطـى فَلا جـودُهُ قَـد كـانَ عَـن غَلَـطٍ
مِنــهُ وَلا أَجــرُهُ قَـد كـانَ مَمنونـا
كَــم مِـن عَـدُوٍّ لَنـا أَمسـى بِسـَطوَتِهِ
يُبــدي الخُضـوعَ لَنـا خَتلاً وَتَسـكينا
كَالصــِلِّ يُظهِــرُ لينـاً عِنـدَ مَلمَسـِهِ
حَتّــى يُصـادِفَ فـي الأَعضـاءِ تَمكينـا
يَطـوي لَنـا الغَـدرَ في نُصحٍ يُشيرُ بِهِ
وَيَمــزُجُ الســُمَّ فـي شـَهدٍ وَيَسـقينا
وَقَــد نَغُــضُّ وَنُغضــي عَــن قَبـائِحِهِ
وَلَــم يَكُــن عَجَــزاً عَنـهُ تَغاضـينا
لَكِــن تَرَكنـاهُ إِذ بِتنـا عَلـى ثِقَـةٍ
إِنَّ الأَميـــرَ يُكـــافيهِ فَيَكفينـــا
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.