
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نغمـات الـديوك مـن ديـر بحا
آخــر الليــل هيجـت اطرابـي
وخريـر الميـاه اشـهى لسـمعي
فـي رباهـا مـن صوت كل ربابي
كـم شـممت النسيم من جانبيها
ورأيــت الخيـل فـي المحـراب
ضــحك الاقحـوان فيهـا وماسـت
بيـن أغصـانها غصـون السنداب
وتغنــت حمــايم الايـك وجـدا
فبكــت رقــة عيــون السـحاب
وكــذاك الشــقيق شـق جيوبـاً
مثـل لـون البنان بعد الخضاب
أو كــورد الخـدود أو جلنـار
أو كـدمع المحـب عنـد العتاب
أو كزنجفــر أو كلــون عقيـق
أو كلـون الرحيـق فـي الأكواب
أو خــدود التفـاح مـن تفـوح
خضـــبتها أنامـــل العنــاب
غــرد الطيـر والبلابـل فيهـا
فــي ظلال الكــروم والعنــاب
اردفتهــا محـاجر مـن عيـوني
بـــدموع ســيالة الميــزان
حبــذا حبــذا جبـال المصـلى
ورواب الكـرم بهـا مـن روابي
وجبـال الخليـل والشـيح مرعا
والغليـــا وخضــرة القضــاب
والخزامــا وعنطريــز وزوفـا
وزهـــور القنـــدول واللبلاب
وكمـادا أرمـوس والفرطنيشـا
وشـــقيق وابيـــض الشــنداب
وحمامــــا والمردقـــوش وآس
وانابيبهــا وســيق الغــراب
وريــاض تـرى البنفسـج فيهـا
حـــوله الآس لابــس الســنجاب
وخلال الريـــاض نصــب غــروس
وعــروش الزيتــون والأعنــاب
والريـاحين كـاين في الحواشي
وعيـــون الميــاه كالــدولاب
ونهــود الرمــان فــي أوراق
كالعــذارا ملفوفـة بالثيـاب
عيـن فرعـا كـم فرعت من فروع
فــي عيــون المحـب بالانصـاب
كـم لحطمـان حطمـة فـي فوادي
بيــن حســكا ورامـة الشـعاب
وبكفــر البريـل يـورك فيهـا
قـبر لـوط النبي بغير ارتياب
فـــي مقـــام وجــامع ورواق
نــوره ســاطع بتلـك الرحـاب
آل يــاقين فــي مقابـل لـوط
حــوله زمــرة مــن الأصــحاب
عــم هــذا وخـال هـذا خليـل
فلــذا صــار مجمــع الأحبـاب
ســادة حبهــم ألــم بقلــبي
مـن زمان الصبى وعهد التصابي
ليـت عينـي قبل الممات تراهم
عنـد حـبرون بيـن تلك الهضاب
وأرى النــور حولهــا كخيـام
عاليـــات ممــدودة الاطنــاب
ومناراتهـــا تشــير إلينــا
ان آل الخليــل فـي السـرداب
فــي محـاريبهم جعلـت سـجودي
حيــن نــادى مـوذن بـاقتراب
ولكــم طفـت بالمقـام ودمعـي
ســايح ســابح علــى الاعتـاب
فـتراني سـبعين عامـاً مقيمـاً
مـن صـبائي ملقـى على الأبواب
صـرت شـيخاً ومـا تغيـر حـالي
عــن هـواهم وهمـتي كالشـباب
وإذا مــا أمــوت مـت شـهيداً
وســطور الغـرام رقـم كتـابي
كـل مـن مـات في هواهم غراما
فلـــه جنـــة بغيــر حســاب
قلــت لمـا شـدت بلابـل عشـقي
حيــن رق الـدجي وراق شـرابي
يا حبيب الفؤاد يا قرة العين
ويـا منتهـى السايلين والطلاب
أنـت وفيـت حيـن هـاجرت قدما
للالـــه المهيمـــن الوهــاب
ورمـاك النمرود في النار لما
أوقـــدوها بســاير الأحطــاب
ثـم لـم تخـترق وصـليت فيهـا
لابســا سندســا مــن الأثـواب
ثــم صــدقت إذ رأيـت منامـا
فيــه ذبــح الغلام بالاحتسـاب
فتحيــرت كيــف تضــع فيهــا
وتعجبـــت غايـــة الاعجـــاب
ثـــم تكيتــه ورمــت لذبــح
فرأيــت الســكين فـي الانقلاب
فبكــا فـي السـما كـل مليـك
حيـن أضـحى معفـر فـي التراب
ففــداه الالــه بـالكبش لمـا
كملـــت فيـــه رتبــة الآداب
هكــــذا هكــــذا وإلا فلا لا
منيـة العاشـقين قطـع الرقاب
يـا أبا الصادق المواعيد إسم
اعيــل الذبيــح لـب اللبـاب
يـا أبـا الطـاهر المفضل اسح
اق ويعقــوب والــد الانجــاب
يـا أبـا يوسف العزيز ويا من
مــدحه فـي سـطور أم الكتـاب
يـا أبـا الياس واليسع وشعيا
ثـــم أيــوب الصــابر الأواب
يـا أبـا السـيد المعظـم طـه
صــاحب النـور كاسـر الأحـزاب
خــاتم الانبيـا والرسـل حقـا
فاتــح الأرض مــاحي الأنصــاب
خصــه اللــه إذ حبـاه بخمـس
فاسـتمع عـدها بفصـل الخطـاب
بعثــة للأنــام والخلـق طـرا
وشـفيعاً في العرض يوم الحساب
ولــه الأرض مســجداً وطهــورا
عنـد فقـد الميـاة حل التراب
وانتصــار بـالرعب مـدة شـهر
فتصــير العــد مــن الهـراب
والغنــايم مــا حلــت لنـبي
ولـــه حللـــت مــع الأســلاب
ورقــي للســما فــوق بــراق
وســرى جبرئيـل حـول الركـاب
ثــم صــلى بالانبيــا أمامـا
وجميــــع الأملاك والحجــــاب
ثـــم لمـــا دنـــى وتــدلى
صــار مـن قربـه لـديه كقـاب
ثــم أوحــى لقلبـه كـل علـم
مــن كلام منــزل فــي كتــاب
فلهـذا قـد صـار خير البرايا
وعظيمـــا وســـيد الأحبـــاب
صــلوات الالــه تســري إليـه
وســلام عليــه مــن كـل بـاب
وعلــى آلــه الكـرام جميعـاً
وعلـــى تـــابعيه والأصــحاب
مـا اسـتمالت مع النسيم غصون
وبكـى الطيـر صـايحاً بانتخاب