
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَبَّــت عَقــارِبُ صــُدغِهِ فــي خَـدِّهِ
وَســَعى عَلـى الأَردافِ أَرقَـمُ جَعـدِهِ
وَبَـــدا مُحَيّـــاهُ فَفَــوَّقَ لَحظُــهُ
نَبلاً يَـــذودُ بِشـــَوكِهِ عَــن وَردِهِ
صـَنَمٌ أَضـَلَّ العاشـِقينَ فَلَـم يَـرَوا
مُــذ لاحَ بُــدّاً مِــن عِبـادَةِ بُـدِّهِ
مـا بَيـنَ إِقبـالِ الحَيـاةِ وَوَصـلِهِ
فَــرقٌ وَلا بَيــنَ الحِمــامِ وَصــَدِّهِ
ظَــبيٌ مِــنَ الأَتـراكِ لَيـسَ بِتـارِكٍ
حُســناً لِمَخلــوقٍ أَتـى مِـن بَعـدِهِ
غَـضُّ الحَيـا قَحـلُ الـوَدادِ كَأَنَّمـا
نَهِلَــت بَشاشــَةُ وَجهِــهِ مِــن وُدِّهِ
حَمَــلَ الســِلاحَ عَلـى قَـوامٍ مُـترَفٍ
كــادَ الحَريــرُ يُــؤَدُّهُ مِــن إِدِّهِ
فَتَــرى حَمــائِلَ سـَيفِهِ فـي نَحـرِهِ
أَبهــى وَأَزهـى مِـن جَـواهِرِ عِقـدِهِ
مِــن آلِ خاقــانَ الَّـذينَ صـَغيرُهُم
فــي ســَرجِهِ وَكَــأَنَّهُ فــي مَهـدِهِ
جَعَلـوا رُكـوبَ الخَيـلِ حَـدَّ بُلوغِهِم
هُــوَ لِلفَنــى مِنهُـم بُلـوغُ أَشـُدِّهِ
فَــإِذا صــَغيرُهُمُ أَتــى مُتَخَضــِّباً
بِـدَمِ الفَـوارِسِ قيـلَ بـالِغُ رُشـدِهِ
سـيّانِ مِنهُـم فـي الوَقـائِعِ حاسـِرٌ
فــي ســَرجِهِ أَو دارِعٌ فــي سـَردِهِ
مِــن كُـلِّ مَسـنونِ الحُسـامِ كَلَحظِـهِ
أَو كُــلِّ مُعتَــدِلِ القَنــاةِ كَقَـدِّهِ
وَمُخَلَّــقٍ بِــدَمِ الكُمــاةِ كَأَنَّمــا
صــُبِغَت فَواضــِلُ دِرعِــهِ مِـن خَـدِّهِ
وَمُقابِــلٍ لَيــلَ العَجــاجِ بِـوَجهِهِ
فَكَأَنَّمـــا غَشـــّى الظَلامَ بِضـــِدِّهِ
وَمُــواجِهٍ صــَدرَ الحُســامِ وَوَجهُـهُ
يُبــدي صــِقالاً مِثـلَ مـاءِ فِرِنـدِهِ
يَلقــى الرِمــاحَ بِنَهـدِهِ وَبِصـَدرِهِ
وَالمُرهَفـــاتِ بِصـــَدرِهِ وَبِنَهــدِهِ
وَإِذا المَنيَّــةُ شـَمَّرَت عَـن سـاقِها
غَشــِيَ الهِيـاجَ مُشـَمِّراً عَـن زَنـدِهِ
قِــرنٌ يَخــافُ قَرينُــهُ مِـن قُربِـهِ
أَضــعافَ خَــوفِ مُحِبِّــهِ مِـن بُعـدِهِ
يَبــدو فَيَزجُــرُهُ العَــدوُّ بِنَحسـِهِ
خَوفــاً وَيَزجُــرُهُ المُحِــبُّ بِسـَعدِهِ
يُــردي الكُمــاةَ بِنَبلِـهِ وَحُسـامِهِ
ذا فــي كِنــانَتِهِ وَذا فـي غِمـدِهِ
حَتّــى إِذا لَقــيَ الكَمـيَّ مُبـارِزاً
شــَغَلَتهُ بَهجَــةُ حُســنِهِ عَــن رَدِّهِ
مـا زِلـتُ أَجهَـدُ فـي رِياضـَةِ خُلقِهِ
وَأَحــولُ فـي هَـذا العِتـابِ وَجِـدِّهِ
حَتّــى تَيَســَّرَ بَعــدَ عُســرٍ صـَعبُهُ
وَاِفتَــرَّ مَبســِمُ لَفظِـهِ عَـن وَعـدِهِ
وَأَتــى يُســَتِّرُ ســالِفَيهِ بِفَرعِــهِ
حَــذَراً فَيَحجُـبُ سـَبطَها فـي جَعـدِهِ
وَغَـدا يَـزُفُّ مِـنَ المُدامَـةِ مِثلَ ما
فـي فيـهِ مِـن خَمـرِ الرُضابِ وَشَهدِهِ
لاعَبتُــهُ بِــالنَردِ ثَــمَّ وَبَينَنــا
رَهـنٌ قَـدِ اِرتَضـَتِ النُفـوسُ بِعَقـدِهِ
حَتّـى رَأَيـتُ نُقـوشَ سـَعدي قَـد بَدَت
وَيَــدَيَّ قَــد حَلَّــت تَشَشـدَرَ بَنـدِهِ
فَأَجَــلُّ شــِطرَنجي هُنالِــكَ بِعتُــهُ
بِأَقَــلِّ مــا أَبـدَتهُ كَعبَـةُ نَـردِهِ
وَلَقَـد أَروحُ إِلـى السـَرورِ وَأَغتَدي
وَأَقيــلُ فـي ظِـلِّ النَعيـمِ وَبَـردِهِ
وَأُعاجِـلُ العِـزَّ المُقيـمَ وَلَـم أَبِع
نَقــدَ المَســَرَّةِ وَالهَنـاءِ بِفَقـدِهِ
حَتّــى إِذا مــا العِـزُّ قَلَّـصَ ظِلَّـهُ
وَخَلا عَريــنُ مَعاشــِري مِــن أُسـدِهِ
أَخمَــدتُ بِــالإِدلاجِ أَنفــاسَ الفَلا
وَكَحَلــتُ طَرفـي فـي الظَلامِ بِسـُهدِهِ
بِــأَغَرَّ أَدهَــمَ ذي حُجــولٍ أَربَــعٍ
مُبيَضـــُّها يَزهــو عَلــى مُســوَدِّهِ
خَلَــعَ الصـَباحُ عَليـهِ سـائِلَ غُـرَّةٍ
مِنـــهُ وَقَمَّصـــَهُ الظَلامُ بِجِلـــدِهِ
فَكَــأَنَّهُ لَمّــا تَســَربَلَ بِالــدُجى
وَطىـءَ الضـُحى فَـاِبيَضَّ فاضـِلُ بُردِهِ
قَلِــقُ المِـراحِ فَـإِن تَلاطَـمَ خَطـوُهُ
ظَــنَّ المُطــارِدُ أَنَّــهُ فـي مَهـدِهِ
أَرمـي الحَصـى مِـن حـافِرَيهِ بِمِثلِهِ
وَأَروعُ ضــَوءَ الصــُبحِ مِنـهُ بِضـِدِّهِ
وَأَظَــلُّ فــي جَــوبِ البِلادِ كَـأَنَّني
ســَيفُ اِبـنِ أُرتُـقَ لا يَقَـرُّ بِغِمـدِهِ
الصـالِحُ المَلِـكُ الَّـذي صـَلُحَت بِـهِ
رُتَـــبُ العَلاءِ وَلاحَ طــالِعُ ســَعدِهِ
مَلِــكُ حَـوى رُتَـبَ الفَخـارِ بِسـَعيِهِ
وَالمُلــكَ إِرثـاً عَـن أَبيـهِ وَجَـدِّهِ
مُتَســَهِّلٌ فــي دَســتِ رُتبَـةِ مُلكِـهِ
مُتَصــَعِّبٌ مِــن فَــوقِ صـَهوَةِ جُـردِهِ
فَــإِذا بَــدا مَلَأَ العُيـونَ مَهابَـةً
وَإِذا ســـَخا مَلَأَ الأَكُـــفَ بِرِفــدِهِ
كَـالغَيثِ يـولي الناسَ جَوداً بَعدَما
بَهَــرَ العُقــولَ بِبَرقِــهِ وَبِرَعـدِهِ
فَالــدَهرُ يُقســِمُ أَنَّــهُ مِـن رِقِّـهِ
وَالمَــوتُ يَحلِــفُ أَنَّـهُ مِـن جُنـدِهِ
وَالــوَحشُ تُعلِـنُ أَنَّهـا مِـن رَهطِـهِ
وَالطَيــرُ تَـدعو أَنَّهـا مِـن وَفـدِهِ
نَشـوانُ مِـن خَمـرِ السـَماحِ وَسـُكرُهُ
مــا إِن يُغَيِّــبُ رَأيَـهُ عَـن رُشـدِهِ
يـا اِبـنَ الَّـذي كَفَلَ الأَنامَ كَأَنَّما
أَوصــاهُ آدَمُ فــي كِلايَــةِ وُلــدِهِ
المالِـكُ المَنصـورُ وَالمَلِـكُ الَّـذي
حـــازَ الفَخــارَ بِجَــدِّهِ وَبِجِــدِّهِ
أَصــلٌ بِــهِ طــابَت مَـآثِرُ مَجـدِكُم
وَالغُصــنُ يَظهَــرُ طيبُـهُ مِـن وَردِهِ
بَذَلَ الجَزيلَ عَلى القَليلِ مِنَ الثَنا
وَأَتَيـتَ تُنفِـقُ فـي الوَرى مِن نَقدِهِ
وَهــوَ الَّـذي شـَغَلَ العَـدوَّ بِنَفسـِهِ
عَنّــي كَمـا شـَغَلَ الصـَديقَ بِحَمـدِهِ
وَأَجـارَني إِذ حـاوَلَت دَمِـيَ العِـدى
وَرَأَت شــِفاءَ صــُدورِها فــي وِردِهِ
مِــن كُــلِّ مَــذّاقٍ تَبَســَّمَ ثَغــرُهُ
وَتَوَقَّـدَت فـي الصـَدرِ جُـذوَةُ حِقـدِهِ
وَلِــذاكَ لَـم يَرَنـي بِمَنظَـرِ شـاعِرٍ
تَبغــي قَصــائِدُهُ جَــوائِزَ قَصــدِهِ
بَـل بِـاِمرِىءٍ أَسـدى إِلَيـهِ سـَماحَةً
نِعَمـاً فَكـانَ المَـدحُ غايَـةَ جُهـدِهِ
وَدَرى بِــأَنَّ نِظــامَ شــِعري جَـوهَرٌ
وَســِواهُ نَحــرٌ لا يَليــقُ بِعِقــدِهِ
وَلَقَـد عَهِـدتُ إِلـى عَـرائِسِ فِكرَتـي
أَن لا تُــزَفَّ لِمُنعِــمٍ مِــن بَعــدِهِ
لَكِنَّــكَ الفَــرعُ الَّـذي هُـوَ أَصـلُهُ
شــَرَفاً وَمَجــدُكَ بِضـعَةٌ مِـن مَجـدِهِ
وَنَجيُّـــهُ فـــي ســـِرِّهِ وَوَصـــيُّهُ
فــي أَمــرِهِ وَصــَفيُّهُ مِــن بَعـدِهِ
وَإِلَيـكَ كـانَ المُلـكُ يَطمَـحُ بَعـدَهُ
يَبغــي جَوابــاً لَـو سـَمَحتَ بِـرَدِّهِ
فَتَرَكتَــهُ طَوعــاً وَكُنــتَ مُمَكَّنــاً
مِــن فَــكِّ مِعصـَمِ كَفِّـهِ عَـن زَنـدِهِ
وَشــَدَدتَ أَزرَ أَخيــكَ يـا هـارونَهُ
لَمّــا تَوَقَّــعَ مِنــكَ شــَدَّةَ عَضـدِهِ
حَتّـى أَحـاطَ بَنـو المَمالِـكِ كُلِّهـا
عِلمــاً بِأَنَّــكَ قَـد وَفَيـتَ بِعَهـدِهِ
ســَمَحَت بِــكَ الأَيّـامُ وَهـيَ بَواخِـلٌ
وَلَرُبَّمــا جــادَ البَخيــلُ بِعَمـدِهِ
وَعَـدَ الزَمـانُ بِأَن نَرى فيكَ المُنى
وَالآنَ قَــد أَوفـى الزَمـانُ بِوَعـدِهِ
لِلَّــهِ كَــم قَلَّــدتَني مِــن مِنَّــةٍ
وَالقَطــرُ أَعظَــمُ أَن يُحـاطَ بِعَـدِّهِ
وَعَلِمـتَ مـا فـي خاطِري لَكَ مِن وَلا
حَتّـــى كَأَنَّـــكَ حاضــِرٌ فــي وُدِّهِ
إِن كــانَ بُعــدي عَــن عُلاكَ خَطيَّـةً
قَــد يَغفِـرُ المَـولى خَطيَّـةَ عَبـدِهِ
بُعـــدُ الـــوَفيِّ كَقُربِــهِ إِذ وُدُّهُ
بــاقٍ كَمـا قُـربُ المَلـولِ كَبُعـدِهِ
مَــدحي لِمَجــدِكَ عَــن وَدادٍ خـالِصٍ
وَســِوايَ يُضــمِرُ صـابَهُ فـي شـَهدِهِ
إِذ لا أَرومُ بِـــهِ الجَــزاءَ لِأَنَّــهُ
بَحـــرٌ أُنَــزِّهُ غُلَّــتي عَــن وِردِهِ
لا كَالَّــذي جَعَــلَ القَريـضَ بِضـاعَةً
مَتَوَقِّعــاً كَســبَ الغِنـى مِـن كَـدِّهِ
فَاِســتَجلِ دُرّاً أَنــتَ لُجَّــةُ بَحـرِهِ
وَاِلبَــس ثَنـاءً أَنـتَ ناسـِجُ بُـردِهِ
يَـــزدادُ حُســناً كُلَّمــا كَرَّرتَــهُ
كَــالتِبرِ يَظهَـرُ حُسـنُهُ فـي نَقـدِهِ
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.