
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قليــل لمثلــي أن يقــال تغيَّـرا
وفــارق مخضـلاًّ مـن العيـش أخضـرا
زمــانٌ كعتــبي مــن حــبيبٍ نـودُّه
إذا مــرّ منــه أدهـرٌ كـنَّ أشـهرا
يقولـون بغـداد الـذي اشتقت برهةً
دســـاكرها والعبقــريَّ المقيَّــرا
إذا فـضَّ عنـه الختـم فـاح بنفسـجا
وأشــرق مصــباحاً ونــوَّر عصـفرا
ودجلتهــا الغنـاء والـزوّ نافضـاً
جنـاحيه يحكـي الطـائر المتحـدّرا
إذا رفـــع الملاّح جنــبيه خلتــه
تشـقَّق مـن غيـظٍ علـى الماء معجرا
وقمـــرة روضٍ حســـنها وحــديثها
إذا الليـل من بدر الزجاجة أقمرا
إذا رقَّصـت حـول المثـاني بنانهـا
تـرى كـلَّ جـزء مـن فـؤادك مزهرا
وليــلٍ علـى النجمـيّ شـطت نجـومه
عـن العيـن حـتى قيـل لـن يتصورا
تغـــور ويبــديها الظلام كأنَّهــا
عيــون سـكارى منتشـين مـن الكـرا
عكفنـا علـى صـهباء لـو مرّت الصبا
بهـا لاكتسـت ثوباً من الحسن أحمرا
نـدامى كـأنَّ الـدهر يعشـق شـملهم
فـإن عزمـوا يوماً على البين أنكرا
أذلـــك خيــرٌ أم بســاط تنوفــةٍ
نداماك فيها الغول والقهوة السّرى
فقلــت أمــا واللـه لـولا تقـاته
لطــال علـى العـذَّال أن أتسـتَّرا
دعــوني ومــرو الثعلبيــة إننّـي
أرض بمـــرو الثعلبيـــة عنــبرا
رعـى اللـه مولانـا الـوزير ورأيه
جـواداً إلـى العليـاء لـن يتغيَّـرا
يمثّــل دينـاً بيـن قلـبي ونـاظري
فلســت أرى شــيئاً سـواه ولا أرى
لقـد طـويت عـن خطبـتي صـحف الندى
وقـد كنـت عنوانـاً عليهـا مسـطَّرا
تحيَّــر عيشــي بــالعراق وهمتّــي
بجرجــان أبــدت دهشــةً وتحيُّـرا
حججــت لعمــر اللـه مكَّـة معـذراً
وكنــت بحجّـي ذلـك البـاب أعـذرا
رأى الــدهر أنّــي نـاهضٌ بقـوادمي
فطَّيرنــي مــن قبــل أن أتخيــرا
وأبصـــر أيــامي تفتّــح نــاظري
فـأعمينني مـن قثبـل أن أتبصـرا
رويــدك لــم أهجــر علاك وإنمــا
بخلــت بنفســي أن تمــلَّ وتهجـرا
وقـدت فكنـت النـار تأكـل نفسـها
وسـلت فكنـت الماء ينصبُّ في الثرا
قـــدرت علـــى قتلـــي فاقتصـــد
وكنـت علـى قتلـي بسـيفك وأثمـرا
وأقسـم لـو روَّيـت سـيفك مـن دمـي
لأورق بـــالودّ الصــريح وأثمــرا
فكــم مــدبرٍ بـالودّ تلقـاه مقبلاً
وكـم مقبـلٍ تلقـاه بـالودّ مـدبرا
أبو الحسن علي بن أحمد الجوهري الجرجاني، شاعر، من كبار رجالات الصاحب ابن عباد. يندر ذكره في كتب الأدب، باستثناء مؤلفات الثعالبي، فقد استشهد بشعره في معظم مؤلفاته الأدبية وترجم له في quotيتيمة الدهرquot في باب شعراء جرجان، فكان الثاني بعد أبي الحسن الجرجاني ، وسماه أبا الحسن علي بن أحمد الجوهري، (1) قال: (نجم جرجان: من صنائع الصاحب وندمائه وشعرائه، فسكن ذروة صناعة الشعر في ريعان عمره، وعنفوان أمره، وتناول المرمى البعيد بقريب سعيه، وكان في إعطاء المحاسن إياه زمامها كما قيل جذع يبزّ على المذاكي القرح.وكان الصاحب يعجب أشد الإعجاب بتناسب وجهه وشعره حسناً، وتشابه روحه وشمائله خفة وظرفاً، ويصطنعه لنفسه، ويصرفه في الأعمال والسفارات، وعهدي به وقد ورد نيسابور رسولاً إلى الأمير أبي الحسن في سنة سبع وسبعين وثلثمائة يملأ العيون جمالاً، والقلوب كمالاً، وحين انكفأ إلى حضرة الصاحب وجهه إلى أبي العباس الضبي بأصبهان، وزوده كتاباً بخطه ينطق بحقائق أوصافه وأخباره، وهذه نسخته بعد الصدر. (انظر الرسالة بطولها في صفحة قصيدته التي مطلعها (بشعلة الرأي تذكي جذوة الباس)وقال معلقا على قوله:صكَّ النسيم فراخ فانزعجت ينفضن أجنحةً من عنبر الزغبلو لم يقل غير هذا البيت لكان أشعر الناس