
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـل للـوزير وقـد تبـدّى
يسـتعرض الكـرم المعدّا
أفنيـــت أســـباب العلا
حــتى أبـتْ أن تسـتجدّا
لــو مـسّ راحتـك السـحا
ب لأمطـرتْ كرمـاً ومجـدا
لـم تـرض بالخيـل الـتي
شـدّت إلـى العليـاء شدّا
وصــرائم الــرأي الــتي
كـانت على الأعداء جندا
حـتى دعـوت إلـى العـدى
مـــن لا يلام إذا تعـــدّى
متقصـــّياً تيــه العلــو
ج وفطنــةً أعيــت معـدّا
متعســفا طــرق العــوا
لـي حيـن لا يسـتاق قصـدا
فيلاً كرضــوى حيـن يلبـس
مـن رقـاق الغيـم بـردا
مثـــل الغمامـــة ملّئت
أكنافهــا برقـاً ورعـدا
رأسٌ كقلّـــــة شــــاهقٍ
كسـيت مـن الخيلاء جلـدا
فــتراه مـن فـرط الـدلا
ل مصــعّراً للنــاس خـدا
يزهـــى بخرطــوم كمــث
ل الصــولجان يــردّ ردّا
متمـــــدّد كــــالأفعوا
ن تمـدّه الرمضـاء مدّا
أو كـــمُّ راقصــةٍ تشــي
رُ بـه إلى الندمان وجدا
وكـــأنه بـــوقٌ تحـــر
ركــه لتنفـخ فيـه جـدّا
أو كالمصــلب شــد جــن
بــاه إلــى جـذعين شـدا
يســطو بســاريتي لجــي
نٍ يحطمـان الصـخر هـدّا
أذنـــاه مروحتـــان أس
نـدتا إلى الفودين عقدا
عينـــاه غائرتــان ضــُيْ
يقتـا لجمـع الضوء عمدا
فـــكٌّ كفُوَّهــة الخلــي
ج يلـوك طول الدهر حِقدا
قاســوه باســطرلاب يجـم
ع ثقبــه مـا لـم يحـدّا
تلقــاه مـن بعـدٍ فتحـس
بــه غمامــاً قـد تبـدّى
متنــاً كبنيــان الخــور
نـق مـا يلاقي الدهر كدّا
ردفـــاً كدكّـــة عنــبرٍ
متمايـــلٍ الأوراك نهــدا
ذنبـاً كمثـل السـوط يـض
رب حــوله سـاقاً وزنـدا
يخطــو علــى أمثـال أع
مـدة الخبـاء إذا تصدّى
أو مثــل أميــالٍ نضــد
ن مـن الصخور الصمّ نضدا
متـــورِّد حــوض المنــي
يـة حيـث لا يشـتاق وردا
متملــــــق فكـــــأنه
متطلــب مــا لـن يُـوَدّا
متلفِّــــعٌ بالكبريــــا
ء كـــأنه ملــكٌ مفــدّى
أدنـى إلـى الشيء البعي
د يـراد مـن وهـمٍ وأهدى
أذكـى مـن الإنسـان حـت
تــى لـو رأى خللاً لسـدّا
لـــو أنـــه ذو لهجــةٍ
وفـي كتـاب اللـه سـردا
قــلْ للــوزير عبــدت ح
تـى قد أتاك الفيل عبدا
عقتــه أهـل الهنـد حـت
تـى حـل مـن زهـو هرنـدا
سـبحان مـن جمـع المحـا
سـن عنـده قربـاً وبعدا
لــو مــسّ أعطـاف النجـو
م جرين في التربيع سعدا
أو سـار فـي أفـق السما
ء لأنبتــتْ زهـراً ووردا
أبو الحسن علي بن أحمد الجوهري الجرجاني، شاعر، من كبار رجالات الصاحب ابن عباد. يندر ذكره في كتب الأدب، باستثناء مؤلفات الثعالبي، فقد استشهد بشعره في معظم مؤلفاته الأدبية وترجم له في quotيتيمة الدهرquot في باب شعراء جرجان، فكان الثاني بعد أبي الحسن الجرجاني ، وسماه أبا الحسن علي بن أحمد الجوهري، (1) قال: (نجم جرجان: من صنائع الصاحب وندمائه وشعرائه، فسكن ذروة صناعة الشعر في ريعان عمره، وعنفوان أمره، وتناول المرمى البعيد بقريب سعيه، وكان في إعطاء المحاسن إياه زمامها كما قيل جذع يبزّ على المذاكي القرح.وكان الصاحب يعجب أشد الإعجاب بتناسب وجهه وشعره حسناً، وتشابه روحه وشمائله خفة وظرفاً، ويصطنعه لنفسه، ويصرفه في الأعمال والسفارات، وعهدي به وقد ورد نيسابور رسولاً إلى الأمير أبي الحسن في سنة سبع وسبعين وثلثمائة يملأ العيون جمالاً، والقلوب كمالاً، وحين انكفأ إلى حضرة الصاحب وجهه إلى أبي العباس الضبي بأصبهان، وزوده كتاباً بخطه ينطق بحقائق أوصافه وأخباره، وهذه نسخته بعد الصدر. (انظر الرسالة بطولها في صفحة قصيدته التي مطلعها (بشعلة الرأي تذكي جذوة الباس)وقال معلقا على قوله:صكَّ النسيم فراخ فانزعجت ينفضن أجنحةً من عنبر الزغبلو لم يقل غير هذا البيت لكان أشعر الناس