
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ليلـةً قصـرت فطـابت وانقضت
وأفــدت منهــا ظلمــة وضــياء
حميـت بأنفاسـي نجومـك فـانثنت
يجــذبن مـن بـرد الصـباح رداء
أيـديّ ضـعفت عـن الأعنـة فـاقنعي
بالكــأس طرفــاً والهـوى بيـداء
لـو لـم تخـن قـدمي مقاصد همتي
لــم أرض إلاّ الفرقـدين حـذاء
نكبتنــي الأيــام فــي مستحضـرٍ
قــد كـان سـبق عـدوه النكبـاء
أبقــى الحفـا منـه ثلاث قـوائمٍ
مثــل الأثـافي مـا يرمـن فنـاء
ولطالمــا تـرك الريـاح هبـوبه
حســـرى تخــال أمــامهنَّ وراء
هــذا وقـد أخـذت بآفـاق المـدى
كــفُّ الــوزير تــوزِّع النعمـاء
وقـــد اســـتقل ســريره بعلائه
يســتعرض الشــعراء والنــدماء
عيــدٌ أنـو شـروان قـال لعظمـه
ضــحّوا بــأكوابٍ وعفّـوا الشـاء
يتقــرَّب الــدهقان فيـه ببنتـه
فيزقُّهــا فــي كأســها حمـراء
نسـج الزمـان مـن الندى لثنائه
بيــد الســحاب غلالــةً دكنــاء
واغـبرَّ وجـه الجـوِّ ممَّـا رفرفـت
فيـه الغيـوم فأشـبه الغـبراء
وسـجا أديـم الأرض من برد الضحى
حــتى تـراه فـي الإنـاء إنـاء
ونعـى الشـتاء إلـيَّ بيتي إذ رأى
أعلاه ليـــس يكفكـــف الأنــداء
وســوارياً لـو دبَّ فـوق متونهـا
نمــلٌ هــوت مـن أصـلهنَّ هبـاء
وعليلـــةٍ بليـــت بلاي وأصــبحت
غرفاتهـــا عـــن أهلهـــنَّ خلاء
أخشى الرياح إذا جرت من حلولها
أبــداً وأحــذر فوقهــا الأنـواء
قــولا لمـن ذمَّ القـوافي وادَّعـى
أنَّ القريـــض يهجِّــن الرؤســاء
ويقــول بغيــاً عـل تصـرَّف شـاعرٌ
أو نــافس العمّــال والضــمناء
سـائل دهشـتان العتـود بمن يلي
أعمالهــا عــن حملــي الأعبـاء
هيهــات لا تحقــر عيـون قصـائدي
إنّــي خــدمت ببعضـها الـوزراء
ويهـا وصـلت إلى ابن عبَّاد العلا
وخــدمت تلــك الحضـرة الغـراء
ومــتى لثمــت يـديه أو أنشـدته
لــم أقتنـع بالمشـرقين حبـاء
فراقــت بطحـاء المكـارم عنـده
ونزلـــت أرضــاً بعــده شــنعاء
مغنـى اللصـوص ومنبـع الشرِّ الذي
أفنــى الرجــال وجشـَّم الأمـراء
قـوم إذا شـبقوا أتـوا أنعامهم
أو أعـدموا باعوا البنات إماء
مثـل الثعـالب ينبعثـن فإن عوى
ذئب دخلـــن الأيكـــة العوصــاء
كـانوا ذوي ثقـتي فصـرت كـأنَّني
عيـــن تقلَّــب منهــم الأقــذاء
وولايــتي عــزل إذا لـم أعتنـق
بـــاب الـــوزير وتلكــم الآلاء
أبو الحسن علي بن أحمد الجوهري الجرجاني، شاعر، من كبار رجالات الصاحب ابن عباد. يندر ذكره في كتب الأدب، باستثناء مؤلفات الثعالبي، فقد استشهد بشعره في معظم مؤلفاته الأدبية وترجم له في quotيتيمة الدهرquot في باب شعراء جرجان، فكان الثاني بعد أبي الحسن الجرجاني ، وسماه أبا الحسن علي بن أحمد الجوهري، (1) قال: (نجم جرجان: من صنائع الصاحب وندمائه وشعرائه، فسكن ذروة صناعة الشعر في ريعان عمره، وعنفوان أمره، وتناول المرمى البعيد بقريب سعيه، وكان في إعطاء المحاسن إياه زمامها كما قيل جذع يبزّ على المذاكي القرح.وكان الصاحب يعجب أشد الإعجاب بتناسب وجهه وشعره حسناً، وتشابه روحه وشمائله خفة وظرفاً، ويصطنعه لنفسه، ويصرفه في الأعمال والسفارات، وعهدي به وقد ورد نيسابور رسولاً إلى الأمير أبي الحسن في سنة سبع وسبعين وثلثمائة يملأ العيون جمالاً، والقلوب كمالاً، وحين انكفأ إلى حضرة الصاحب وجهه إلى أبي العباس الضبي بأصبهان، وزوده كتاباً بخطه ينطق بحقائق أوصافه وأخباره، وهذه نسخته بعد الصدر. (انظر الرسالة بطولها في صفحة قصيدته التي مطلعها (بشعلة الرأي تذكي جذوة الباس)وقال معلقا على قوله:صكَّ النسيم فراخ فانزعجت ينفضن أجنحةً من عنبر الزغبلو لم يقل غير هذا البيت لكان أشعر الناس