
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهـش لأنـواء الربيع إذا انبرت
وأكـره أبـواء الربيـع وأنكر
تظــلُّ جفـوني كلّمـا مـرَّ بـارق
تطـول إلـى خيـط السماء وتقصر
حـذاراً على خاوي الجوانب مائلٍ
يكــاد بأنفاســي عليــه يقطّـر
لــدى عرصـاتٍ أصـبحت غرفاتهـا
مناخــل أمطــارٍ تـروح وتبكـر
أسـاطين حكتهـا السـنون كأنّها
قيــام تثنَّــت للركـوع تكبِّـر
رثـى لـي أعـدائي بهـا وتطيَّرت
برؤيتهـا العيـن الـتي لا تطير
يقولـــون هلاَّ تســـتجدَّ مرمــةً
وحــالي منهـا بالمرمـة أجـدر
إذا كشـفت الأيـام وجـه تجمُّلـي
وأظهـرت الحـال التي أنا مضمر
فكــلُّ مكــانٍ للتبــذُّل موقـفٌ
وكـــلُّ لبـــاسٍ للتَّهتُّــك مئزر
ثمانيــةٌ يرجـون صـوب قصـائدي
علـى أنـه مـن صوب طبعي أنزر
يمـدُّون أعنـاق النعام إلى يدي
وتفتـح أفـواه السـباع وتفغـر
إذا رحت عن دار الوزير تبسَّطت
أنــاملهم نحـو النـدى تتشـمَّر
يـرون خطيبـاً ملء بردي ومطرفي
يحــــدِّث عـــن آلائه ويخبِّـــر
بنيـت إلـى دنيـاك دنياً جديدةً
هـي الجنَّـة العليا وأنت المعمِّر
معـارج مجـدٍ واحـدٍ فـوق واحـدٍ
تعثَّــر فيهــا فكرتــي وتحيَّـر
طــرائح عـزٍّ لبنـةٌ فـوق لبنـةٍ
تربّــع فـي صـحن العلا وتـدور
بنيــت لعمـري سـؤدداً لا بنيّـةً
وهــل ســؤددٌ إلا بربعـك يعمـر
أبو الحسن علي بن أحمد الجوهري الجرجاني، شاعر، من كبار رجالات الصاحب ابن عباد. يندر ذكره في كتب الأدب، باستثناء مؤلفات الثعالبي، فقد استشهد بشعره في معظم مؤلفاته الأدبية وترجم له في quotيتيمة الدهرquot في باب شعراء جرجان، فكان الثاني بعد أبي الحسن الجرجاني ، وسماه أبا الحسن علي بن أحمد الجوهري، (1) قال: (نجم جرجان: من صنائع الصاحب وندمائه وشعرائه، فسكن ذروة صناعة الشعر في ريعان عمره، وعنفوان أمره، وتناول المرمى البعيد بقريب سعيه، وكان في إعطاء المحاسن إياه زمامها كما قيل جذع يبزّ على المذاكي القرح.وكان الصاحب يعجب أشد الإعجاب بتناسب وجهه وشعره حسناً، وتشابه روحه وشمائله خفة وظرفاً، ويصطنعه لنفسه، ويصرفه في الأعمال والسفارات، وعهدي به وقد ورد نيسابور رسولاً إلى الأمير أبي الحسن في سنة سبع وسبعين وثلثمائة يملأ العيون جمالاً، والقلوب كمالاً، وحين انكفأ إلى حضرة الصاحب وجهه إلى أبي العباس الضبي بأصبهان، وزوده كتاباً بخطه ينطق بحقائق أوصافه وأخباره، وهذه نسخته بعد الصدر. (انظر الرسالة بطولها في صفحة قصيدته التي مطلعها (بشعلة الرأي تذكي جذوة الباس)وقال معلقا على قوله:صكَّ النسيم فراخ فانزعجت ينفضن أجنحةً من عنبر الزغبلو لم يقل غير هذا البيت لكان أشعر الناس