
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قلــت لمّــا تـأخّر العـوّاد
أيُّ ســقمٍ عليلــه لا يعــاد
ما لكم إخوة الرجاء وما لي
كــلّ أيــامكم نـوىً وبعـاد
قـد صددتم عنّي صدود التعالي
لســقامي كــأنّ سـقمي وداد
إن تجنبتـم العـدوى فلم لم
أعـدكم بـالهوى وسقمي سهاد
ملّنـي مضـجعي وعـاف نـديمي
مجلسي واجتوى جفوني الرقاد
طـرَّز السقم ما كسانيه بالعز
ز فهــذا حتــفٌ وهـذا حـداد
لـي وشـاحٌ مـن الضـَّنا ونجادٌ
ووســادٌ مــن الأسـى ومهـاد
قلمـي يتقـي بنـاني، وسـيفي
وعنـاني، ويتقينـي الجـواد
وتناسـت يـدي مناولـة الكأ
س وسـمعي مـا ينفـر العوّاد
لـو سوى العزِّ نالني مرَّضتني
خدمـةٌ دونها الشباب المفاد
قد لواني عن جنة العزِّ سقمي
ويح نفسي كأن سقمي ارتداد
روضــةٌ نورهـا العلا وغـديرٌ
كــلُّ أكنــافه نـدىً معتـاد
باعـد العـرُّ بين عيشي وبيني
فبيـاض الزمـان عنـدي سـواد
يـا أبا الفتح قد تفرّدت عني
بمنــىً لا تخصــها الأعــداد
بلِّـغ المجلـس الرفيـع سلامي
واشـتياقي وقل سقاك العهاد
واجتهـد أن تقبّـل الأرض عني
حيــث لا يســتطيعه القــوّاد
حيـث يبـدو الوزير في معرض
الفضـل ويهـتزُّ غصنه المياد
وتغنّــم خيـر التبسـُّم فيـه
إنّ بشـر السـلطان غنمٌ مفاد
ثـم قـل إنّ حـال خـادم مولا
نــا لحـالٌ يملُّهـا العـوَّاد
ســقمٌ مجحــفٌ وعــرٌّ كريــه
واختصــاصٌ بكربـةٍ وانفـراد
كــلُّ عضـوً منّـي لـه حسـرات
واشــتياق كــأنَّ كلَّـي فـؤاد
أبو الحسن علي بن أحمد الجوهري الجرجاني، شاعر، من كبار رجالات الصاحب ابن عباد. يندر ذكره في كتب الأدب، باستثناء مؤلفات الثعالبي، فقد استشهد بشعره في معظم مؤلفاته الأدبية وترجم له في quotيتيمة الدهرquot في باب شعراء جرجان، فكان الثاني بعد أبي الحسن الجرجاني ، وسماه أبا الحسن علي بن أحمد الجوهري، (1) قال: (نجم جرجان: من صنائع الصاحب وندمائه وشعرائه، فسكن ذروة صناعة الشعر في ريعان عمره، وعنفوان أمره، وتناول المرمى البعيد بقريب سعيه، وكان في إعطاء المحاسن إياه زمامها كما قيل جذع يبزّ على المذاكي القرح.وكان الصاحب يعجب أشد الإعجاب بتناسب وجهه وشعره حسناً، وتشابه روحه وشمائله خفة وظرفاً، ويصطنعه لنفسه، ويصرفه في الأعمال والسفارات، وعهدي به وقد ورد نيسابور رسولاً إلى الأمير أبي الحسن في سنة سبع وسبعين وثلثمائة يملأ العيون جمالاً، والقلوب كمالاً، وحين انكفأ إلى حضرة الصاحب وجهه إلى أبي العباس الضبي بأصبهان، وزوده كتاباً بخطه ينطق بحقائق أوصافه وأخباره، وهذه نسخته بعد الصدر. (انظر الرسالة بطولها في صفحة قصيدته التي مطلعها (بشعلة الرأي تذكي جذوة الباس)وقال معلقا على قوله:صكَّ النسيم فراخ فانزعجت ينفضن أجنحةً من عنبر الزغبلو لم يقل غير هذا البيت لكان أشعر الناس