
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الصـبح يرمـق عـن جفـون مخمّـرٍ
والليـل يرفـع مـن ذيول مشمِّر
والجـوُّ فـي حجب النسيم كأنّما
تسـعى إليـه يد الشمال بمجمر
ريـحٌ تمايـل بيـن أنفاس الضحى
بممســَّك مــن ثوبهـا ومعنـبر
ملـك تهيّبـه النجـوم إذا بـدا
وتحــار بيــن مهلــلٍ ومكبِّــر
يكفـي القـوافي أنهـا بعنايتي
تختـال بيـن سـريره والمنـبر
لـو أنهـا شـعرت بعظـم مقامها
لـم تقتنـع بعمومـة فـي بحتر
ما زال يأمل أن يعود إلى المنى
شــعري بتشــريفٍ عليـه مـزرَّر
فبعثــت منــه جوهريــاتٍ أبـت
أن لا تكــون ضــرائراً للجـوهر
أبو الحسن علي بن أحمد الجوهري الجرجاني، شاعر، من كبار رجالات الصاحب ابن عباد. يندر ذكره في كتب الأدب، باستثناء مؤلفات الثعالبي، فقد استشهد بشعره في معظم مؤلفاته الأدبية وترجم له في quotيتيمة الدهرquot في باب شعراء جرجان، فكان الثاني بعد أبي الحسن الجرجاني ، وسماه أبا الحسن علي بن أحمد الجوهري، (1) قال: (نجم جرجان: من صنائع الصاحب وندمائه وشعرائه، فسكن ذروة صناعة الشعر في ريعان عمره، وعنفوان أمره، وتناول المرمى البعيد بقريب سعيه، وكان في إعطاء المحاسن إياه زمامها كما قيل جذع يبزّ على المذاكي القرح.وكان الصاحب يعجب أشد الإعجاب بتناسب وجهه وشعره حسناً، وتشابه روحه وشمائله خفة وظرفاً، ويصطنعه لنفسه، ويصرفه في الأعمال والسفارات، وعهدي به وقد ورد نيسابور رسولاً إلى الأمير أبي الحسن في سنة سبع وسبعين وثلثمائة يملأ العيون جمالاً، والقلوب كمالاً، وحين انكفأ إلى حضرة الصاحب وجهه إلى أبي العباس الضبي بأصبهان، وزوده كتاباً بخطه ينطق بحقائق أوصافه وأخباره، وهذه نسخته بعد الصدر. (انظر الرسالة بطولها في صفحة قصيدته التي مطلعها (بشعلة الرأي تذكي جذوة الباس)وقال معلقا على قوله:صكَّ النسيم فراخ فانزعجت ينفضن أجنحةً من عنبر الزغبلو لم يقل غير هذا البيت لكان أشعر الناس