
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلهــي ألا يــا مجيـب الـدعا
ويــا جــالب اليسـر للمعسـر
تفضــل علـى عبـدك العاصـمي
وعرضـــه للعــارض الممطــر
بِمـالٍ ولـو كـان أجـر الخنا
وريـــح المطفــف والمخســر
فمـا العسـر إلّا ربيـب الحلال
ومـا اليسـر إلّا مـن الميسـر
فإنــك يــا خــالقي عــالمٌ
بــأني علــى مـذهب الأشـعري
أرى الرزق ما ينفع المقترين
وإن سـرقوا المال في المشعر
ولـي حاجـة مـن بنات الفؤاد
ســقتها الأمـاني ولـم تثمـر
ركبــتُ إلــى نيلهـا عزمـتي
ولـي عزمـة كـاللظى المسـعر
وجمجمــتُ عنهـا ولـم أبـدها
ومــا السـرّ إلا سـلاح السـري
تقحمـتُ فيهـا الصـعاب الـتي
يضـيق بهـا الواغـل المجتري
رقيـــتُ لأســـبابها ســـلّمًا
وجئت بـــــرذل ومســــتنكر
وحـالفتُ فيهـا الدّنايا التي
إذا ذُكــر الخيـر لـم تـذكر
وأُرغمـتُ يومًـا لحمـل القفاف
فمــا كنــت عنهـا بمسـتكبر
ومـا زلـتُ فـي نيلهـا دائبًا
إذا أقصـر النـاسُ لـم أقصـر
لزمـــتُ الصــيام وواصــلته
وصــليت وحــدي وفــي معشـري
رضــيت الإمامــة فــي جـامع
أراه مــن الضــيق كـالمحجر
لأبلـــغ منــه إلــى جــامع
مــن الرحـب كالجـامع الأكـبر
وعـدت إلـى الحـظ أبغي رضاه
ومـن يركـب الحـظ لـم يعـثر
بــذلت لتحصــيلها كـل شـيء
ســوى المـال إنـي منـه عـري
ومـا أنا في الجمع كالمصطفى
ومـا أنا في الطرح كالأزهري
ألَا هـلْ يراني الرفاق الكرام
أقــوم وأقعـى علـى المنـبر
وأحمـل تلـك العصـا صولجانًا
وحَمْـلُ العصـا شـيمة المنبري
أصــولُ علــى متنــه داعيًـا
وأزأر فــي القـوم كالقسـور
وأهجـــم عنهــم بــوعظي ولا
أميــز بـه جانيًـا مـن بـري
لئلا يقـــالَ امـــرؤ جاهــل
بوضـــع الحــوادث والأعصــر
وتُخـــرج حنجرتـــي نغمـــةً
كمجـرى الخفيـف علـى البنصر
أبــاهي الأئمــة فــي زيّهـم
بشــدّ النطــاق علـى المئزر
وأنضــو لثامًـا علـى لحيـتي
مـن الصـبغ زورًا علـى منكـر
فـإن المشـيب بريـد الوقـار
لمــن كــان يعتـدّ بـالمظهر
وأسـمو عليهـم بفـرط الـذكا
وطيـــب الأرومــة والعنصــر
وأعـــبر دونهـــم بالــدها
حـدودًا مـن الْجَـاهِ لـم تعبر
وعنـدي أسـاليب من ذا الدها
إذا نــزر الحــظ لـم تنـزر
وأســبر مـن مدهشـات الأمـور
شـؤونًا علـى الـدهر لم تسبر
واْخـــبر عنهـــم بأســرارهم
ومـا حَـالف السـعد كـالمخبر
هنالــك أغــدو رئيسـًا لهـم
بغيـــر انتخــاب ولا محضــر
ويصــبح أمــري علـى جمعهـم
كـأمر العَريـف علـى العسـكر
فيـا منيـةً نبتـتْ فـي الحشا
بربّـــك طـــولي ولا تقصــري
فــإن الزمـان ينيـل المنـى
علــى رغــم شـانئنا الأبـتر
تكفـــل إِلهـــي بتحقيقهــا
فإنـــك إن تعطهـــا أشــكر
وقُـلْ لابـن بـاديس كـن آمنًـا
بعشــّك فــي الجـامع الأخضـرِ
قنعـتَ بمـا حُزْتَـه مـن علـوم
وطيــب الأحــاديث كــالعنبر
وأضــنيتَ نفســكَ فــي أمّــة
وعــن وطــن كــالفلا مُقْفِــر
ولـم تـدرِ أنَّ الهَنَـا والوظيف
مـع الجهـل أحلـى مـن السكر
وأن الخضــــوع لمُســــْتَعْمِرٍ
بـه الـدار إنْ تنهـدم تعمـر
ذوو الحـقّ فـي الدين حكّامنا
فمــا لـك عـن حقّهـم تجـتري
أطعــتَ البشــير وأعــوانه
فخلّــوك أعــرى مـن الخنصـر
ولـم أنـس لـي ليلة بالقصير
وطــالع سـعدي فـي المشـتري
أكلــت بهـا حـزَّة مـن جـزور
ونمــت علــى جــانبي الأيسـر
إذا هـاتف فـي غضـون الـدُّجى
كســِرٍّ بطَــيِّ الحشــا مضــمر
يقـول أيـا عـاص كـن أسـودا
وكــن أصــفرًا شـيب بـالأحمر
فــأوَّلت ترخيمـه فـي النَّـدا
بصـوتي رخيمًـا علـى المعشـر
وأوَّلتهـا رفعـة فـي المقـام
أسـود بهـا الحاسـد المفتري
وأوَّلتهـــا خطَّـــة أرتقـــي
بهــا مـن كـبير إلـى أكـبر
تراقــص حـولي طيـوف المنـى
فهــن لـي بصـبح بهـا مسـفر
أمَالِــكَ رِقِّــي تلطَّــف بهــا
فعبــدك إن لـم ينلهـا خـري
وهــذي المجـالس مـا شـأنها
تعــــضُّ بـــواع ومســـتظهر
ألــم تـرَ مـن حيلـتي أَنَّنـي
بهــذي المجــالس لـم أحضـُر
مخافــة أن يغضـب المستشـار
فيمحــو وعــدي مـن الـدّفتر
ويمنــاي مــا نشــطت مــرّة
لتنميـــق ســـطر ولا أســطر
يســيل لعــابي إذا نشــروا
أســـامي تلمـــع كــالجوهر
ولقِّــب ذا بــأمير البيــان
وهــذاك بالكــاتب العبقـري
ومـا كنـت دون امـرئ منهمـا
ولكـــن أدور علـــى محــور
وأخشــى الرّقيــب وتضــريبه
علـى اسـمي بـالمرقم الأحمـر
فمـا عـاش مـن لم يكن مدهنا
ومـن لـم يصـانع ولـم يحـذر
وأهــوى الشــِّهاب وتزعجنــي
شـــهاب بـــإحراقه ينــبري
وإنّ العـدا نحلـوني الغـداة
ســطورًا ببــالي لــم تخطــر
فــوافت مـع الصـّبح مهتاجـة
جلاوذة كالــــدُّبى ينــــبري
فهـــذا يصــبّ وهــذا يشــب
وهــذا يشــاوس عــن أخــزر
وهــذا يســاقي وهـذا يلاقـي
بــوجه علـى الملتقـى أمعـر
فمــا زلــت معتـذرًا حالفًـا
لمــن لـم يقـدر ولـم يعـذر
حلفـــت لئن ريــت عنــوانه
سـجرت بـه النّـار في المجمر
جـزاء لمـا سـاق لـي من أذى
ومــا جـرّ مـن تهمـة للـبري
بالتصرف عن ترجمته لنفسه في الجزء الخامس من كتاب quot آثار الإمام محمد البشير الإبراهيميquot، أحمد طالب الإبراهيمي، دار الغرب الإسلامي للنشر، الطبعة الأولى 1997.