
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سَنســْألُ لا تكــذِبي يَــا عُيـونْ
لِمَـــاذا بأدمعِنــا غــارقِونْ
وَلســـْنا مَســـَاجينَ لكننـــا
مَلأنــا مَســَامَاتِنا بالســجونْ
شـبَابيكُنا عُلّقِـت فـي السـقوف
وَليــسَ لنــا أرْجـل ٌأوْ مُتـونْ
فلا هـــيَ تخــرج ُمِنــا لنــا
وَلا نحــن ُمِنهـا لهَـا خـارجونْ
نصــيح ُانزلـي مَـرَّة ً، اننــا
بطِيـــن ِجرَاحَاتِنــا عَــالِقونْ
نُقــــلّبُ أيامَنـــا خــائِفِين
فقـولِي مـتى يَـأمَن ُالخـائِفونْ
سَنلعَــــن ُآبَاءَنـــا كلّهُـــمْ
فقــدْ عَلّمونــا بـأن ْلا نَخـونْ
وقالوا احملوا دَمعَكمْ والدمَاء
فـأنتمْ علـى مَـا بكـمْ تصبرونْ
نَهضـــنا وَصــحْنا باقــدَامِنا
قِفِــي مَــرَّة ًإنهُــمْ يَشــمتِونْ
وَقـــالوا تمَرَّســتمو بالأســَى
فقلنــا بغيـر ِالأسـَى لا نكـونْ
وَقـــالوا لمــاذا بمرآتِكــمْ
وأوجهِكــمْ نفـسُ هـذي الغضـونْ
فقلنــــا نُقلّـــدُ آبَاءَنَـــا
إذا مَـا بَكـوا فلهـا يَنظـرونْ
لِكيلا تُعَيِّــــــرُ أحْلامُنـــــا
لكيلا يُقـــالَ لنــا تحْلمــونْ
حَلِفنـــا بكـــل ِّخَســـَارَاتِنا
بكــل ِّالخطايــا وَمَـن ْيُخطِئونْ
ســـَنُطلِقُ أحْلامَنــا كاليَمَــام
برَغــم ِالـذينَ بهَـا يَهــزَؤونْ
وَنختـارُ أعْشاشـَها في الغـيوم
فليــسَ لنــا ثِقــة ٌبالغصـُونْ
وَنضــحَكُ نضــحَك حَــدَّ البُكـاء
وَحَــدَّ التشــفّي بمَـا يُضـمِرونْ
لأنَّ الألـــى أرْعَبُــوا حُلمَنــا
هُمـو الأنَ مـن حُلمِنـا يُرْعَبُـونْ
لقــدْ ثقبُــوا جَفننــا إنــهُ
يُلاحِقُهُـــمْ حَيثمـــا يَــذهَبُونْ
رَحَلنـا مَـعَ البَحْـر ِلا نـادِمِين
علــى مَـا ترَكنـا وَلا يَحزنـونْ
تركنـا علـى الطيْـن أشـيَاءَنا
وَذاكِــرَة ًثقِبِــتْ مِــن قــرونْ
وَقلنـــا نفتــشُ عــنْ مَــوطِنٍ
بِلا قســْوةٍ أوْ أسـَىً أوْ ضغــونْ
وننحَتُـــه ُشـــارعَا ًشـــارعَاً
ونــزرَع ُفـي أرضـِهِ الزيزفـونْ
نعَلمُــــه كيــــفَ أبَاؤنـــا
إلــى قـاع ِأحْزانهـمْ يَنزلِـونْ
وَكيـــفَ يُغطـــونَ أكـــوَاخَهُمْ
مِـنَ البَـرْدِ تـدْفا وَهُمْ يَبردونْ
وَكيــــفَ يُرَبّـــونَ أحْلامَهُـــمْ
فتكِــبرُ فيهــمْ وَهُـمْ يكـبرونْ
إذا مَــا عَصــَتُهُمْ فلا يُدهَشـُونْ
فيـا طالمـا قـدْ عَصـَاهُمْ بَنونْ
لهُـــمْ مِــنْ مَــدَامِعِهمْ ســُلّمٌ
عَليــهِ إلــى رَبِّهِـمْ يَصـعَدونْ
بلا مَوْعِـــدٍ دائِمَــا ًيلتقــونْ
بلا أرْجـــل ٍدائِمَــا ًينهَضــونْ
مَـــدَافِنهُمْ بيـــنَ أضـــلاعِهِمْ
فحِيْـــنَ يَموتــون َلا يُــدفنونْ
نُعَلّمُــــهُ كيــــفَ آبَاؤنـــا
يُغنّـونَ فـي الليـل ِإذ ْيَضجِرُونْ
وَأجْمَـــل ُشــيءٍ بهِــمْ أنهُــمْ
ومِــنْ كــل ِّأحْزانِهِـمْ يَسـْخرونْ
نُعَلّمُــه ُكيـفَ يَسـْتأمِنونَ الــ
ســُقوفَ الـتي تحتهـا يَسـْهَرونْ
وَيبنـــون َحِيْطـــانَهُمْ كلهــا
مُثقبَــة ًكــي تمُــرَّ الســنونْ
نُعَلّمُــــه كيــــفَ آبَاؤنـــا
باوجـاعِهمْ فـي المَـدَى يَنحَتونْ
شــبَابيك َحُــب وَأنهــارَ حُــبٍّ
وَشمْســَا ًبأهْــدَابِهَا يُمْســكونْ
وَغيْمَــا ًنــديِّا ًوَعشـبَا ًنـديِّاً
ونخلاً وَقمْحَــا ًوَقلبَــاً حَنــونْ
وعِشــــّا ًتنـــام ُبأحْضـــَانِهِ
عصــافيرُهُمْ مُطبَقــاتِ الجفـونْ
زَمَانــا َأمِيْنــا ًعلـى حُلْمِهـمْ
فقـدْ تعِبُـوا مـن زمَـان ٍخؤونْ
وَلكنهُـــمْ كلّمَـــا بَـــالغوا
بــأحْلامهِمْ بَــالغ َالهَـادِمُونْ
ســَلاما ًعليهــم ْعلــى جرحِهِـمْ
فهُـمْ قبْـلَ أنْ يُولـدوا ينزفِونْ
سـلاما ًعلـى الحُبّ والفقر ِوالـ
صبْر ِوالجَمْر ِوالمُشتكى وَالديونْ
علـى نهْـر ِأعمـارهِمْ إذ ْيفيـض
فتطفــو حِكايَــاتُهُمْ والشـجونْ
سـلاما ًعلـى حِرْفـةِ الخوفِ فيهمْ
فهُــمْ فــي مَخـاوفِهِمْ مَـاهِرونْ
سَـــلامَا ًعلينــا علـى صـمْتِنا
ونحْـــن ُلِصَفصــَافِنا نــاظِرونْ
وَبيــنَ يَــديِّنا سـِلال ُالقِطـاف
تصــيحُ أمَــا زلتُــمُ تحْلمُـونْ
سـَنحْلُمُ نحلـمُ حـدَّ انعتاق الـ
ســماء وحَـدَّ ابيضـاض ِالعُيـونْ
رعد بندر شاعر المنافي، أحدكبار شعراء العرب، في العصر الحديث، عراقي الأصل ، في شعره أصالة الجواهري، وعنفوان أحمد الصافي النجفي، وقد عاش حياة أشبه ما تكون بحياة الاثنين، فتشرد في البلاد، وشرق وغرب، وعانى وتعذب، وكان في كل بلد يقصدها صديق الأحرار من كل جيل، وأخذ من الكل وأعطى الكل، وما وقعت عيني على أطيب خلقا، وأنصع أدبا، وأعذب كلما منه، وتفخر الكثير من المؤسسات الأدبية والثقافية بكونه أحد أعضائها وفي مقدمتها موقع 24، إدارة لجنة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في ابوظبي، واللجنة العليا المنظمة لبرنامج أمير الشعراء وهو القائل:دمي الأفق والمسافات جمر وخلاياي كلهن منافيكلما بالغت جبال بطول ظهرت من ورائها أكتافي