
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دمـشـــقُ أتـيـتُـــكِ جـــرحي معـي
تـــــــقُضّ مـــــوَاجِعُهُ مَضـــــجعِي
مُـكِـبِّــا ًعـلى أضـلـعـي ، كـاتِـمَـاً
صــُرَاخِي ومُـسْتَـنْـفَـــرَاً أجْـمَـعِــي
فــإنْ كـنــت ُأبْـطَــأت ُفـي خـطـوتي
فيــا خطــوتي أبْـطِــئي ، تُـسْــرعي
أجُلّــــكِ مــــن قامـــةٍ لا تُطـــال
وَأنْــفٍ عـلــى الـدهْر ِلــمْ يُــجْدَعِ
وَبـارقــــة ٍلـــمْ يـــكنْ خُـــلَّبَا ً
ضــــِيَاءُ مَـطالِعِـهَـــــا الســـُطّعِ
وَمَرْقــــــىً مَنــــــابتُه خُضـــــَّبٌ
بـكــــــل ِّدَم ٍثــــائِر ٍأمْـــــنَعِ
أجُـــلّ ترابَــكِ ، حـيـــثُ الــدهُور
تـنـافِــسُ بَـعْـضَــاً عــلى مَـوضِــعِ
أيَــا ابـنــة َتـشـريـن والجامِحَـات
تـمَــــرَّغنَّ بـالقُـضَّــــبِ الشُـــرَّعِ
وَقفــنَ انـتِـــشاءً عـلـــى حَـــافِرٍ
وَســـِرنَ اعْـــتِدَادَاً عـــلى أرْبَـــعِ
وَأنــتِ التـــي لــمْ تـــقِفْ رَايَــة
عـلـــى مُـرْتقاهَــا وَلــمْ تُرْفَــع
إذا لــــمْ تـكونــــي مَــــهَبَّاتِهَا
وَعَلْــــيَا مُرُوءَاتِـهَـــا المُـــنَّع
دمَـشــق ُأيَــا هَـدأة َالمُـسْـتَـهَــام
وَطَمـــــأنَة َالعَاشِــــق ِالمُوْلَـــعِ
وَيَــا حَيْــرَة َالشــِعْر ِحَيْـثُ الحُـروف
سُكـــارَى بكــأس ِالهـوى المُتْــرَع
وَحَيْــثُ المَعَــالي بمَـا اسْتَـغـرَقــتْ
غـرَامَـــاً عــلى عـشبِــكِ المُـمْــرع
بَـــــخُورَاً تُـــــسَرِّبُ أنـــــفاسَهَا
لِـــــشَعْرِكِ وَالـــدِفءِ وَالمَــــخْدَعِ
كـفـــى بفضــول ِالهَـوى أنْ يكــون
خـلِـيـقــــاً بــــإغْفَالَةِ البُرْقــعِ
دمـشـــقُ أيَــا هَالَــة ًلا تـغـيـــب
فمِــن مَـغْـــرِبِ الأرض ِلـلـمَـطـلَـــعِ
أتـيــتُكِ أفْـقــاً مِــنَ المُـوْجِـعَـات
يَمِيــــدُ بـأثـوَابِـــــهِ الرُقـــعِ
وَألقَـيـــت ُوجْهــي علـى رَاحَـتـيــك
لأبْـكِـي .. بُـكـاءَ الفـتـى الأرْفَـع
وَيَـشْـفَــعُ لــي أنـنــا فـي العَزاء
نـقـــول ُلِـبَـعْــض ٍ: أرِحْ وَأهْـجَــعِ
وَكـيـــفَ ؟ وَأضلاعُـــنا الدامِـيَــات
تـقـوَّســـنَ فــوقَ الأسـَى المُـفــزِعِ
كــبيرٌ عَـلـيـنــا بــأن َّالعِــرَاق
يَـصـيـــرُ ادعَــاءً لِـمَــنْ يَـدَّعِــي
(يُـحَــرِّرُهُ) !! مَــنْ غــدَا سِـجْـنَـه
وَسَجَّانَــــهُ.. وَالـدِمَـــا لا تَـعِـــي
يُــدَاسُ بـأحْذيـــةِ الـغـاصِـبـيــن
وَيَـقبَـــع ُفــي لـيلِــهِ المُـفــجعِ
(عُيــون ُالمَهَــا) فـُقئـــتْ والهَـوَى
بـــكل ِّالـتِـــفاتاتِهِ قـــدْ نُــعِي
وَ( دَجـلــةُ) أثـداؤهــا الحانيــات
بَـعُـــدنَ كثـيـــراً عــن الرُضَّـــعِ
وَبـــغداد ُ.. بـــغدادُ أشــكو لهـا
شـــكاة َالجـــزوع ِإلــى الأجْـــزَعِ
أحِـــــنّ إلـــــيِّهَا لأحـضانِـــــهَا
حَنـيـــنَ الجَــدَاول ِلـلـمـنـبـــعِ
وَيَــا لِـلـغــرَابَة ِحـتـى الـريَـاح
تُـعِـيـــقُ سـلامــي وَلــمْ تـشـفــعِ
فـأُلْـصِـــقُ أ ذنــيَّ مِــنْ لَـهْفــة
بجُـــدَران ِهــذا المــدى المُوجَــعِ
لَـعَــــلّي أ ُصَــــادِفُ أنــــفاسَهَا
تـمـــرّ مُــرورَاً عــلى مَـسْـمَـعِــي
وَبَغــــدَاد ُأبْعَــــد ُمِـمَّــــا أراه
وَأقــرَبُ لـلـعَيْـــن ِمــن أدمُـعِــي
وَفـــأسٌ هُــــوَ الوقــــت ُأفــوَاهُهُ
أكلّـــنَ جـــذوعي ولـــمْ تـشبَـــعِ
أمُــدّ ُيَـــدي نحْـوهَـــا صـارخـــا ً
خـــذيني حســيرَ الدمَــا أوْ دَعِــي
فلـــو يُـوْسِـــع ُالأفــقُ مـن أفــقِهِ
ولــوْ ينبــتُ الريـــشُ فــي أذرُعِـي
كأنـــكِ بَـغــــدادُ فــــي رَاحَــتي
فلــمْ أثـن ِمـن خِـيْـفــةٍ إصْبَـعِــي
وإنــــي أحَــاول ُمـــا أسْتـطِيـــع
لإ ُبْـقِـــي عـلـــى رَفــةِ الأضـــلُع
أيمنعُـنـــي عـنــكِ عـبْــد ٌوَضِـيــع
يُـحَـابــــي وَيـركــــن ُلــــلأوْضَعِ
وَيَـعْـــتاشُ مــن قـلـقــي خـانِــع
يَـعـيــــث بــــأوردتي الـقُطّــــعِ
فمـا عِـشْــت ُإنْ لـمْ أجــرَّ الدمَــاء
خــــيولاً وَرَائِــــي وَلا أدَّعِـــي ..
لِغيظـــيَ صـــوتاً وصــوتي العــراق
وَلا بُـــدَّ لـلـخـيْــطِ والمِـبْـضَــع
دمشـــقُ وَصَبْـــراً علــى العَادِيَــات
تـجَامَـحْــــنَ فــــي لُـــجُم ٍفــزَّعِ
فمــا ضــاقَ أفــقٌ عـلـــى فــارس
تقحَّـــــمَ بـالـــــحُرَّدِ الــــدُرَّعِ
أيــا ابـنـة َأمـجـادِك ِالعَـالـيات
وُثـوبَـــا ً، ويـا لـبْــوة َالمرضـعِ
ويـــا صــوت َمَــنْ ينطفــي صــَوتُه
بأضـــــلاعِهِ الحُـسَّــــر ِالصُــــدَّعِ
عـذيــــرُكِ ممَّــا تفيــضُ الجـــراح
فلــمْ يَبْـقَ فـي القـوس ِمـن منـزَع
رَدَعْــــت ُمصبَّــــاتِها اللاّهِـبَــــات
بمــا فـي اسْتِـطــاعي فلـمْ تُــرْدَعِ
كلانـــا تـحَــــمَّل َمُـــرَّ الـــدماء
وَمَـــنْ يَـحْـتَـــمِلْ مُــرَّها يَـجْــرَع
ويــا أخــت َبغـداد َمنـذ ُاسـتفــاق
ضِيَـــاء ٌبـأجْـفـانِـهَـــا النُـقـــَّعِ
ومنـــذ ُاسْـتـقــرَّ أديــم ُالتــراب
يصــيح ُبهــا اللـه ُ: لا تـجْـزعِــي
وأنــــكِ أدرى بـهَـــــا حُـــــرَّة
مـــتى تنطفيـــءْ شمســـُها تســْطع
رعد بندر شاعر المنافي، أحدكبار شعراء العرب، في العصر الحديث، عراقي الأصل ، في شعره أصالة الجواهري، وعنفوان أحمد الصافي النجفي، وقد عاش حياة أشبه ما تكون بحياة الاثنين، فتشرد في البلاد، وشرق وغرب، وعانى وتعذب، وكان في كل بلد يقصدها صديق الأحرار من كل جيل، وأخذ من الكل وأعطى الكل، وما وقعت عيني على أطيب خلقا، وأنصع أدبا، وأعذب كلما منه، وتفخر الكثير من المؤسسات الأدبية والثقافية بكونه أحد أعضائها وفي مقدمتها موقع 24، إدارة لجنة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في ابوظبي، واللجنة العليا المنظمة لبرنامج أمير الشعراء وهو القائل:دمي الأفق والمسافات جمر وخلاياي كلهن منافيكلما بالغت جبال بطول ظهرت من ورائها أكتافي