
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَنَــا وَطَـن ٌحِيـن َنبْكِـي يرَانَـا
فتخجــلُ مِــنْ دَمعِهَـا مقلتانَـا
يُؤنِّــــقُ هــــدأتَنَا كُلَّمــــا
لَمَسـْنَا جَبينَ الضَّجيج ِاسْتَكانَا
يُعَلــــقُ شـــُبَّاكهُ بِالـــدُرُوب
فتَمْشـِي النَّهَـارَاتُ بَيْـنَ خطَانَـا
يَقِيــــسُ بكفيِّـــهِ أجســـَادَنا
وَيَسـقِي الليَـالي فتنْمـو لِحَانَا
لَــه صــُحبَةٌ معَنَـا مُـذْ ذُهِلنَـا
بأشــيائِنَا وَالـذهُولُ اعْترَانَـا
يُجَامِــــلُ كــــلَّ حماقاتِنَـــا
يـرَى فـي ارْتبَاكَـاتِهِنَ افتِنَانَا
وَيَقلــقُ حِيــنَ يَجِيــءُ المَسـَاء
وَمَــا فِــي الأســرَّةِ إلاَّ رُؤَانَـا
يَشــِيلُ عَلــى ظَهْــرِهِ رَافِــديِّه
وَشـــَيبَاتُهُ لاَمعَـــاتٌ حَزَانَــى
وَيَبحَــثُ عَنَّــا فَنــأتِي إليِّــهِ
وَنَحْضـُنُ بَعْضـَاً وَنَـدمى احْتِضـَانَا
فيرمِــي الشــَّوَارعَ مِـنْ جَيْبِنـا
وَينفُــضُ غُبرَتَنَــا عِــنْ رِدَانَـا
صــــِغَارَاً نُقلّــــبُ أيَّامنـــا
وَنَرسـمُ فـي اللاَّمكَـان ِالمَكانـا
فحِيــن َارْتَضــَى نَفســَهُ مَوطِنَـاً
لنَــا قــد تَحَمَّلَنَـا وَارتضـَانَا
قَســـَونَا عَلــى قَلْبِــهِ إنَّنَــا
قَســونَا عَلَيِّنَـا فَمـاذا دَهَانَـا
أحــاطَتْ بِــهِ غَــائِلاتُ المنُـون
ســَمَاءً وَأرْضــَاً وَإنْسـَاً وَجانَـا
وقـدْ عَلّقـوا رَأسـَهُ فـي السنَان
وَهَـزّوهُ وَالـرَّأسُ أبْكَـى السِّنَانَا
فَمَـاذا فعلنـا سِوَى القولِ رِفقاً
فهَـذا الفَتَـى المُسـْتَجيرُ فتَانَا
سنَشــكُو إليِّــهِ كَـثيرَاً وَيَشـكو
إليِّنــا كــثيراً وَنبكِـي كلانـا
بُلِينَــا وقـد جَـلَّ مَـنْ فـي عُلاهُ
بِـــأيِّ سَمَاســـرَةٍ قــدْ بَلانَــا
فهَــا نَحــنُ للمــوتِ ملهَــاتُهُ
كَـأنْ لَيْـسَ فـي الأرْضِ خَلْقٌ سِوَانَا
عِــــرَاقُ عَلِقـــتَ بِأهـــدَابِنَا
دُموعَــاً فَصــِرْنَا نَخَـافُ بُكَانَـا
فَيَــا مُتْكَـا الأرْض ِلا لَـنْ تَمـوت
لأنــكَ مــن سـوف يَبْقَـى عَزَانَـا
وَإنَّـــكَ مقْتَلهُـــمْ لا القَتِيــل
وَأنْــتَ الإدَانـةُ لَسـْتَ المُـدَانَا
وَرَأُســُكَ وهــوَ يَنــزّ الــدِّماء
لأثبَــت مِــنْ ذَابِحيــهِ جِنَانَــا
سَنَســتَدْرِكُ الآنَ نُعْطِــي الـدِّماء
عُيونَـاً وَنُعْطـي الجِـرَاحَ لِسـَانا
وَنَســــعلُ جِثتَنَـــا نَـــاظِرين
لأوْجُــهِ بَعــض ٍأسـَىً وَاحتقانـا
هَبطنَـا دُخانـاً عَلـى الأرْض ِلَمَّـا
هَبطنَــا وَعِشـْنَا عَليِّهَـا دُخانَـا
فآنــاً نَصــيرُ غبــارَاً وَآنــاً
رَمــادَاً وَآنــاً وَآنــاً وَآنـا
وَيَــا لِلْغبَــاوَةِ لــمْ نَعتَــرضْ
ونحــن ُنُفــرَّغُ مِــنْ محتَوَانَــا
إلهــي إلــى أيـنَ تمضـي بنـا
فكــلُّ السـماواتِ صـارتْ ورانـا
وَلا شـــَيءَ يُشــبهُنَا لا دِمَانــا
دِمَانــا وَلا صــَوْتُنَا لا صــَدَانَا
عَلـى مـا بِـهِ حُزْنُنـا كانَ يَبْدو
شـجاعاً وقـدْ صـَارَ حُزْناً جبَانَا
نجُــــرُ خســـَارَاتِنَا خلفَنـــا
حِصــَانَاً يُهَــدِّلُ فِيـهِ العِنَانَـا
طَرَقنَـــا بِـــأبْوَابِ أحلامنـــا
يئِســنا فعُــدْنَا وَظَلَّـتْ يَـدَانَا
رَأينَـــاكَ مُلتَفِتَـــاً نَحوَنَـــا
بِمَــاذا نلَــوِّحُ حَتّــى تَرَانَـا
وهــا نحـن مسـتنفرونَ الـدماء
وَجرحُـــكَ وَالــدَّمعُ عُكَّازَتَانــا
هِــيَ الأرْضُ ضَاقَــتْ بِنَـا أينمَـا
وَطِئنَـا نَجِـدْ قسـوَة ًوَاحْتِقَانـا
ســَنَرحَلُ عَنهــا إلــى غَيرِهَــا
فمَـنْ قـدْ خلَقنَـا عَليَّهـا نَسَانَا
مـتى نلتقِـي يَـاعِرَاقَ القيامات
قـدْ صـارَ حلْمـاً لَنَـا ملْتَقانَـا
لأنَّـــكَ أجْمـــلُ منّــا كــثيراً
وَأجْمَــلُ مَـا فـي أسـاكَ أسـانا
نَحتَّنــا قمِيصــكَ مــنْ وَهْمنَــا
عَليــهِ دَمٌ كَــذِبٌ مــنْ دِمَانَــا
وَقلْنَـا هُـوَ الـذئْبُ فاشـْفِقْ عَلى
بَنِيــك َفهُـمْ عُصـْبَةٌ يَـا أبَانَـا
وَتَمَّـــتْ جَريْمتُنَــا وَانْتَصــَرْنَا
انْهِزَامَاً وَأبْكَى الصَّهيلُ الحِصَانَا
مَلَلّنَـــا وَملَّـــتْ طَوَاحيْننــا
كَفَاهَــا طِعَانَـاً كَفَانَـا طِعَانَـا
بَنَينَــا ســَلالِمَنَا فـي الهَـوَاء
وصـحنا إلـى فَـوْق يَـا مُرْتَقَانَا
وَمَــالَتْ بِنَــا الأرْضُ لا وَاقِفِيـن
اتزَانــاً وَلا جَالِســِينَ اتزَانَـا
يَجُـرُ بِنَـا المَـوْتُ مِـنْ شَعْفَتَينا
وَمُمْتَنَّـــةً تَرتَضــِي شــَعفَتَانَا
أصــَادَفتَ يَــا مَــوْتُ أمثالَنَـا
نَسـِيرُ إلـى حَيْـثُ شـِئْتَ امْتِنَانَا
ســـنحتاجُ معجــزةً كــي نــرى
ونمشـي الطريـقَ بغيـرِ عَصـَانا
رعد بندر شاعر المنافي، أحدكبار شعراء العرب، في العصر الحديث، عراقي الأصل ، في شعره أصالة الجواهري، وعنفوان أحمد الصافي النجفي، وقد عاش حياة أشبه ما تكون بحياة الاثنين، فتشرد في البلاد، وشرق وغرب، وعانى وتعذب، وكان في كل بلد يقصدها صديق الأحرار من كل جيل، وأخذ من الكل وأعطى الكل، وما وقعت عيني على أطيب خلقا، وأنصع أدبا، وأعذب كلما منه، وتفخر الكثير من المؤسسات الأدبية والثقافية بكونه أحد أعضائها وفي مقدمتها موقع 24، إدارة لجنة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في ابوظبي، واللجنة العليا المنظمة لبرنامج أمير الشعراء وهو القائل:دمي الأفق والمسافات جمر وخلاياي كلهن منافيكلما بالغت جبال بطول ظهرت من ورائها أكتافي