
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـتى تَعـرِفِ العَينـانِ أَطلالَ دِمنَةٍ
لِلَيلـى بِـأَعلى ذي مَعـارِكَ تَدمَعا
عَلـى النَحرِ وَالسِربالِ حَتّى تَبُلَّهُ
سَجومٌ وَلَم تَجزَع إِلى الدارِ مَجزَعا
خَليلَـيَّ عوجـا اليَـومَ نَقضِ لُبانَةً
وَإِلّا تَعوجـا اليَـومَ لا نَنطَلِق مَعا
وَإِن تُنظِراني اليَومَ أَتبَعكُما غَداً
قِيــادَ الجَنيـبِ أَو أَذِلَّ وَأَطوَعـا
وَقَـد زَعَمـا أَن قَـد أَمَـلَّ عَلَيهِما
ثَـوايَ وَقيلـي كُلَّما اِرتَحَلا اِربَعا
وَمـا لَبثَـةٌ في الحَيِّ يَوماً وَلَيلَةً
بِكافيـكَ عَمّـا قُلـتَ صَيفاً وَمَربَعا
فَجـودا لِلَيلـى بِالكَرامَـةِ مِنكُما
وَما شِئتُما أَن تَمنَعا بَعدُ فَاِمنَعا
وَمـا زالَ يُزجـي حُبُّ لَيلى أَمامَهُ
وَليـدَينِ حَتّـى عُمرُنـا قَد تَسَعسَعا
تَــذَكَّرتُ لَيلــى وَالمَطِـيُّ كَأَنَّهـا
قَطـا مَنهَـلٍ أَمَّ القِطـاطَ فَلَعلَعـا
تَراهُـنَّ بِالرُكبانِ عَن لَيلَةِ السُرى
عَواسـِرَ يَـذعَرنَ الشـَبوبَ المُوَلَّعا
إِذا هَبَطَــت خَرقـاً عَلَيـهِ غَبـاوَةٌ
رَكَضـنَ دِقاقـاً لَبطُهـا قَـد تَسَلَّعا
وَمـا جَأبَةُ القَرنَينِ أَدماءُ مُخرِفٌ
تَرَعّـى بِـذي نَخـلٍ شـِعاباً وَأَفرُعا
بِأَبعَـدَ مِـن لَيلـى نَـوالاً فَلا تَكُن
بِـذِكراكَ شـَيئاً لا يُواتيـكَ مولَعا
بَنــي أَسـَدٍ هَـل تَعلَمـونَ بَلاءَنـا
إِذا كـانَ يَـومٌ ذا كَـواكِبَ أَشنَعا
إِذا كـانَتِ الحُـوُّ الطِـوالُ كَأَنَّما
كَسـاها السـِلاحُ الأُرجُوانَ المُضَلَّعا
نَـذودُ المُلـوكَ عَنكُـمُ وَتَـذودُنا
إِلى المَوتِ حَتّى تَضبَعوا ثُمَّ نَضبَعا
وَغَســّانَ حَتّــى أَسـلَمَت سـَرَواتُنا
عَـدِيّاً وَكانَ المَوتُ في حَيثُ أَوقَعا
وَمِـن حُجُـرٍ قَـد أَمكَنَتكُـم رِماحُنا
وَقَـد سـارَ حَـولاً فـي مَعَدٍّ وَأَوضَعا
وَكـائِن رَدَدنـا عَنكُـمُ مِـن مُتَوَّجٍ
يَجيـءُ أَمـامَ الأَلـفِ يَـردي مُقَنَّعا
ضــَرَبنا يَـدَيهِ بِالسـُيوفِ وَرَأسـَهُ
غَداةَ الوَغى في النَقعِ حَتّى تَكَنَّعا
بِكُــلِّ رَقيــقِ الشــَفرَتَينِ مُهَنَّـدٍ
حَميـدٍ إِذا ما ماطِرُ المَوتِ أَقلَعا
عَمرُو بنُ شأْسٍ، مِنْ قَبِيلَةِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَيُكَنَّى أَبا عرارٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ كانَ ذا قَدَرٍ وَشَرَفٍ فِي قَوْمِهِ، عاشَ أَكْثَرَ حَياتَهِ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ، وَشَهِدَ مَعْرَكَةَ القادِسِيَّةِ وَلَهُ فِيها أَشْعارٌ، جَعَلَهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ العاشِرَةِ فِي كِتابِهِ (طَبَقاتُ فُحُولِ الشُّعَراءِ، تُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 20 لِلهِجْرَةِ.