
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعَـائِشُ مَـا لِأَهْلِـكِ لَا أَرَاهُمْ
يُضـِيعُونَ الْهِجَانَ مَعَ الْمُضِيعِ
وَكَيْـفَ يُضـِيعُ صـَاحِبُ مُدْفِئاتٍ
عَلَـى أَثْبَـاجِهِنَّ مِـنَ الصَّقِيعِ
يُبَـادِرْنَ الْعِضـَاهَ بِمُقْنَعَـاتٍ
نَوَاجِـذُهُنَّ كَالْحَـدَإِ الْوَقِيـعِ
لَمَـالُ الْمَـرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِي
مَفَـاقِرَهُ أَعَـفُّ مِـنَ الْقُنُـوعِ
يَســُدُّ بِـهِ نَـوَائِبَ تَعْتَرِيـهِ
مِـنَ الْأَيَّـامِ كَالنَّهَلِ الشُّرُوعِ
أَلَا تِلْـكَ ابْنَـةُ الْأَمَوِيِّ قَالَتْ
أَرَاكَ الْيَـوْمَ جِسْمُكَ كَالرَّجِيعِ
كَــأَنَّ نَطَـاةَ خَيْبَـرَ زَوَّدَتْـهُ
بَكُـورَ الْـوِرْدِ رَيِّثَةَ الْقُلُوعِ
وَلَـوْ أَنِّـي أَشَاءُ كَنَنْتُ نَفْسِي
إِلَــى لَبَّـاتِ هَيْكَلَـةٍ شـَمُوعِ
تُلَاعِبُنِـي إِذَا مَـا شـِئْتُ خَوْدٌ
عَلَـى الْأَنْمَاطِ ذَاتُ حَشَىً قَطِيعِ
كَـأَنَّ الزَّعْفَـرَانَ بِمِعْصـَمَيْها
وَبِاللَبَّــاتِ نَضـْحُ دَمٍ نَجِيـعِ
وَلَكِنِّـي إِلَـى تَرِكَـاتِ قَـوْمِي
بَقِيـتُ وَغَـادَرُونِي كَـالْخَلِيعِ
تُصـِيبُهُمُ وَتُخْطِئُنِـي الْمَنَايَا
وَأَخْلُـفُ فـي رُبُـوعٍ عَنْ رُبُوعِ
أَعَـائِشُ هَـلْ يُقَرِّبُ بَيْنَ وَصْلِي
وَوَصـْلِكِ مِرْجَـمٌ خَاظِي الْبَضِيعِ
كَـأَنَّ حِبَـالَهُ وَالرَّحْـلَ مِنْـهُ
عَلَـى عِلْـجٍ رَعَى أُنُفَ الرَّبِيعِ
وَخَـرْقٍ قَـدْ جَعَلْـتُ بِهِ وِسَادِي
يَـدَيْ وَجْنَـاءَ مُجْفَرَةِ الضُّلُوعِ
عُــذَافِرَةٍ كَــأَنَّ بِـذِفْرَيَيْها
كُحَيْلاً بَــضَّ مِـنْ هَـرِعٍ هَمُـوعِ
إِذَا مَـا أَدْلَجَتْ وَصَفَتْ يَدَاهَا
لَهَــا إِدْلَاجَ لَيْلَـةَ لَا هُجُـوعِ
مَـرُوحٍ تَغْتَلِـي بِالْبِيـدِ حَرْفٍ
تَكَـادُ تَطِيرُ مِنْ رَأْيِ الْقَطِيعِ
تَلُـوذُ ثَعَالِبُ الشَّرَفَيْنِ مِنْها
كَمَـا لَاذَ الْغَرِيمُ مِنَ التَّبِيعِ
نَمَاهَـا الْعِزُّ في قَطَنٍ نَمَاها
إِلَـى فَرْخَيْـنِ فـي وَكْرٍ رَفِيعِ
كَمِشــْحَاجٍ أَضــَرَّ بِخَانِفَــاتٍ
ذَوَابِـلَ مِثْـلَ أَخْلَافِ النُّسـُوعِ
كَــأَنَّ سـَحِيلَهُ فـي كُـلِّ فَـجٍّ
تَغَــرُّدُ شــَارِبٍ نَـاءٍ فَجُـوعِ
يَعِــنُّ لَـهُ بِمِـذْنَبِ كُـلِّ وَادٍ
إِذَا مَا الْغَيْثُ أَخْضَلَ كُلَّ رِيعِ
كَقُضـْبِ النَّبْـعِ مِنْ نُحُصٍ أَوَابٍ
صـَوَتْ مِنْهُـنَّ أَقْـرَاطُ الضُّرُوعِ
وَسـَقْنَ لَـهُ بِرَوْضـَةِ وَاقِصـَاتٍ
سـِجَالَ الْمَـاءِ في حَلَقٍ مَنِيعِ
إِذَا مَـا اسْتَافَهُنَّ ضَرَبْنَ مِنْهُ
مَكَانَ الرُّمْحِ مِنْ أَنْفِ الْقَدُوعِ
وَقَـدْ جَعَلَـتْ ضـَغَائِنُهُنَّ تَبْدُو
بِمَـا قَـدْ كَانَ نَالَ بِلَا شَفِيعِ
مُــدِلَّاتٌ يُـرِدْنَ النَّـأْيَ مِنْـهُ
وَهُــنَّ بِعَيْـنِ مُرْتَقِـبٍ تَبُـوعِ
كَـــأَنَّ مُتُــونَهُنَّ مُوَلِّيَــاتٍ
عِصــِيُّ جَنَـاحِ طَالِبَـةٍ لَمُـوعِ
قَلِيلاً مَا تَرِيثُ إِذَا اسْتَفَادَتْ
غَرِيـضَ اللَّحْـمِ مِنْ ضَرَمٍ جَزُوعِ
فَمَـا تَنْفَـكُّ بَيْـنَ عُوَيْرِضـَاتٍ
تَجُــرُّ بِـرَأْسِ عِكْرِشـَةٍ زَمُـوعِ
تُطَـارِدُ سـِيدَ صـَارَاتٍ وَيَوْماً
عَلَـى خِـزَّانِ قَـارَاتِ الْجُمُوعِ
تَـرَى قِطَعـاً مِنَ الْأَحْنَاشِ فِيهِ
جَمَـاجِمُهُنَّ كَالْخَشـْلِ النَّزِيـعِ
أَطَـارَ عَقِيقَـهُ عَنْـهُ نُسـَالاً
وَأُدْمِـجَ دَمْـجَ ذِي شـَطَنٍ بَدِيعِ
الشَّمّاخُ هُوَ مَعْقِلٌ بْنُ ضِرارٍ الذُّبْيانِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الجاهِلِيَّةَ وَالإِسْلامَ وَأَسْلَمَ، كانَ أَوْصَفَ الشُّعَراءِ لِلحُمُرِ الوَحْشِيَّةِ وَالقِسِيِّ، وأَرْجَزَ النَّاسِ عَلى بَديهَةٍ. وَهُوَ شاعِرٌ مُجِيدٌ شَدِيدٌ مُتُونُ الشِّعْرِ جَعَلَهُ ابْنُ سَلّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّالِثَةِ مَعَ النَّابِغَةِ الجَعْدِيِّ وَلَبِيدٍ وَأَبِي ذُؤْيَبٍ الهُذليّ، وَلَهُ أَخَوانِ شاعِرانِ هُما: مُزَرَّدٌ وَجُزْءٌ، تُوُفِّيَ فِي غَزوَةِ مُوقانَ حَوالَيْ سَنَةِ 22 هـ/643م.