
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـاذَا يَهِيجُـكَ مِـنْ ذِكْرِ ابْنَةِ الرَّاقِي
إِذْ لَا تَـــزَالُ عَلَــى هَــمٍّ وَإِشــْفَاقِ
قَـامَتْ تُرِيـكَ أَثِيـثَ النَّبْـتِ مُنْسـَدِلاً
مِثْــلَ الْأَســَاوِدِ قَـدْ مُسـِّحْنَ بِالْفَـاقِ
مَــاذَا يَهِيجُــكَ لَا تَســْلَى تَــذَكُّرَها
وَلَا تَجُــــودُ بِمَوْعُــــودٍ لِمُشـــْتَاقِ
هَـلْ تُسـْلِيَنَّكَ عَنْهـا الْيَـوْمَ إِذْ شَحَطَتْ
عَيْرَانَـــةٌ ذَاتُ إِرْقَـــالٍ وَإِعْنَـــاقِ
حَــرْفٌ صــَمُوتُ الســُّرَى إِلَّا تَلَفُّتَهــا
بِاللَّيْــلِ فــي سـَأَدٍ مِنْهـا وَإِطْـرَاقِ
جُلْذِيَّـــةٌ بِقُتُــودِ الرَّحْــلِ نَاجِيَــةٌ
إِذَا النُّجُــومُ تَــدَلَّتْ عِنْــدَ تَخْفَـاقِ
وَإِنْ رَمَيْــتَ بِهــا فـي طَـامِسٍ دَأَبَـتْ
إِذَا تَرَقْــــرَقَ آلٌ بَعْـــدَ رَقْـــرَاقِ
حَنَّــتْ عَلَـى سـِكَّةِ السـَّارِي فَجَاوَبَهـا
حَمَامَـــةٌ مِــنْ حَمَــامٍ ذَاتُ أَطْــوَاقِ
لَمَّـا اسـْتَفَاضَ لَهـا الْوَادِي وَأَلْجَأَهَا
مِــنْ ذِي طُوَالَـةَ فـي عَوْجَـاءَ مِيفَـاقِ
ظَلَّــتْ تَســُوقُ بِـأَعْلَى عَيْنِهـا عَلَمـاً
مِــنْ جَــوِّ رَقْـدٍ رَأَتْـهُ غَيْـرَ مُنْسـَاقِ
تَخْــدِي يَــدَاها وَرِجْلَاهَـا عَلَـى شـَرَكٍ
ســَحَّ النَّجَــاءِ بِـهِ مِـنْ بَـارِقٍ بَـاقِ
كَــادَتْ تُسـَاقِطُنِي وَالرَّحْـلَ أَنْ نَطَقَـتْ
حَمَامَــةٌ فَــدَعَتْ ســَاقاً عَلَــى سـَاقِ
إِلَيْــكَ أَشـْكُو عَـرَابَ الْيَـوْمِ خَلَّتَنـا
يَا ذَا الْعَلَاءِ وَيَا ذَا السُّؤْدُدِ الْبَاقِي
أَنْـتَ الْأَمِيـرُ الَّـذِي تَحْنُو الرُّؤُوسَ لَهُ
قَمَــاقِمُ الْقَــوْمِ مِــنْ بَــرٍّ وَآفَـاقِ
أَنْـتَ الْمُجَلِّـي عَـنِ الْمَكْـرُوبِ كُرْبَتَـهُ
وَالْفَاتِــحُ الْغُـلَّ عَنْـهُ بَعْـدَ إِيثَـاقِ
وَالشــَّاعِبُ الصــَّدْعَ لَا يُرْجَـى تَلَاؤُمُـهُ
وَالْهَـــمَّ تُفْرِجُــهُ مِــنْ بَعْــدِ إِغْلَاقِ
فِــي بَيْــتِ مَــأْثُرَةٍ عَــزٍّ وَمَكْرُمَــةٍ
ســَبَّاقُ غَايَــاتِ مَجْــدٍ وَابْـنُ سـَبَّاقِ
ضــَخْمُ الدَّســِيعَةِ مِتْلَافٌ أَخُــو ثِقَــةٍ
جَــزْلُ الْمَــوَاهِبِ ذُو قِيــلٍ وَمِصـْدَاقِ
فَقَـدْ أَتَـانِي بِـأَنْ قَـدْ كُنْتَ تَغْضَبُ لِي
وَوَقْعَــةً عَنْــكَ حَقّــاً غَيْــرَ إِيـرَاقِ
فَســَرَّنِي ذَاكَ حَتَّــى كِــدْتُ مِـنْ فَـرَحٍ
أُســَاوِرُ الطَّــوْدَ أَوْ أَرْمِـي بِـأَرْوَاقِ
فَســَوْفَ يَلْقَــاهُ مِنِّـي إِنْ بَقِيـتُ لَـهُ
لَاقٍ بِأَحْســَنِ مَــا يَلْقَـى بِـهِ اللَّاقِـي
الشَّمّاخُ هُوَ مَعْقِلٌ بْنُ ضِرارٍ الذُّبْيانِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الجاهِلِيَّةَ وَالإِسْلامَ وَأَسْلَمَ، كانَ أَوْصَفَ الشُّعَراءِ لِلحُمُرِ الوَحْشِيَّةِ وَالقِسِيِّ، وأَرْجَزَ النَّاسِ عَلى بَديهَةٍ. وَهُوَ شاعِرٌ مُجِيدٌ شَدِيدٌ مُتُونُ الشِّعْرِ جَعَلَهُ ابْنُ سَلّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّالِثَةِ مَعَ النَّابِغَةِ الجَعْدِيِّ وَلَبِيدٍ وَأَبِي ذُؤْيَبٍ الهُذليّ، وَلَهُ أَخَوانِ شاعِرانِ هُما: مُزَرَّدٌ وَجُزْءٌ، تُوُفِّيَ فِي غَزوَةِ مُوقانَ حَوالَيْ سَنَةِ 22 هـ/643م.